انتشرت فكرة المشاريع البيئية في العالم، وذلك نظرا لأهميتها في المحافظة على طبيعتنا الخلابة. ولكن من قال أن الأمور الصديقة للبيئة مملة؟

"Ta.Tache" هي مبادرة جديدة مخصصة لمحبي البيئة بأناقة! فالصبيتان موريال جبور وفالنتين شدياق، تقدمان فرصة لاتباع آخر صيحات الموضة، والحفاظ في الوقت ذاته، على البيئة، وذلك من خلال الرسومات الفنية المطلية يدويًا، والحقائب القابلة لإعادة الاستخدام، وغيرها من الإكسسوارات المصنوعة من المواد المستدامة. فالبيئة تحتاج إلى "Ta.Tache"، أي الى "لمستك"!

"الاقتصاد" التقت مع الشابة موريال جبور، للتعرف الى هذا المشروع عن كثب:

- كيف تأسست "Ta.Tache"؟

تخصصت في علوم المختبرات، كما حصلت على شهادة ماجستير في علم الأحياء المجهرية وسلامة الأغذية، من كلية الصحة في "​الجامعة اللبنانية​". أما قريبتي وشريكتي فالنتين شدياق، فهي مهندسة داخلية.

بعد التخرج، عملت في مجال التنمية الريفية والأمن الغذائي، ومن خلال هذا النشاط تعلقت بالطبيعة، وبالأمور الصديقة للبيئة.

ومن هنا، قررنا، فالنتين وأنا، العمل على إطلاق فكرة موحدة، تجمع ما بين البيئة والموضة. الهدف منها هو محاولة استقطاب شريحة من الأشخاص الذين لا يهتمون كثيرا بالموضوع البيئي، من خلال الموضة؛ فشعارنا هو "Love the environment with style" أي "أحب البيئة على الموضة".

و"Ta.Tache" تقدم الأكياس المخصصة للحمل (tote bags)، المصنوعة من ​القطن​ العضوي، والمزينة بالرسومات المميزة. فنحن نسعى الى تشجيع الناس على حمل هذه الحقائب بشكل يومي (في الجامعة، في العمل، في السوق، في السفر،...)، والاعتياد على هذه الفكرة، لعلهم يستبدلون الأكياس ​البلاستيك​ية بها، مع الوقت.

انطلق هذا المشروع منذ حوالي شهر، من خلال شغف فالنتين في الفن، وحبي للبيئة، ومن هنا، اجتمعنا على هذه الفكرة، وشعرنا أنه بإمكاننا من خلالها، المساهمة في تحسين طبيعتنا؛ فنحن نتبع في عملنا أسلوبا صديقا للبيئة من الألف الى الياء، أي من التعبئة والتغليف، حتى الحبر المستخدم، ووصولا الى المنتج بحد ذاته.

- هل تلاقي "Ta.Tache" الإقبال المتوقع من الجمهور؟

الإقبال كبير جدا، فقد تفاجأنا من عدد الطلبيات التي حصلنا عليها خلال هذه الفكرة القصيرة، اذ أن الناس أحبوا القصة وراء هذا المشروع وقرروا دعمنا من خلال شراء منتجاتنا.

- ما هي استراتيجية التسويق المتبعة من أجل الوصول الى أكبر عدد ممكن من الأشخاص؟

نحن من منطقة القبيات، ومنذ فترة بدأت مجموعة من الأشخاص بتوزيع الأكياس المصنوعة من الأقمشة على المنازل من أجل التخفيف من أكياس البلاستيك. ومن هنا، قررنا استكمال هذه الفكرة للمساهمة في الوصول الى التخلي بشكل كامل عن البلاستيك.

​​​​​​​

بدأنا بالتسويق في المنطقة، وبعد ذلك، توسعنا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وبالاضافة الى ذلك، نحاول في الوقت الحاضر، التسويق لتصاميمنا في المتاجر المتخصصة بالطبيعة وبالمنتجات الصديقة للبيئة.

- ما هي طموحاتكما المستقبلية في ما يتعلق بهذا المشروع؟

كانت "Ta.Tache" مجرد فكرة، لكننا قررنا المخاطرة وتنفيذها. فنحن نؤمن بهذا المشروع، ونسعى يوميا الى تطويره، مع الحفاظ طبعا على رسالتنا الأساسية، أي الجمع ما بين البيئة والموضة.

لا أعرف الى أين سنصل في المستقبل، ولكن من المؤكد أن مشروعنا سوف يكبر ويتوسع أكثر فأكثر مع مرور الأيام.

- هل تلقيتما الدعم من العائلة والأصدقاء؟

في البداية، استغرب البعض هذه الفكرة الجديدة، ولم يتعاملوا معها على محمل الجد. ولكن مع الوقت، أي عندما تبلور المشروع، وبات يلاقي إعجاب الكثيرين واهتمامهم، تغيرت النظرة، ووجدنا أن عددا أكبر من الأشخاص يحبون المنتجات التي نقدمها.

- الى من تتوجه "Ta.Tache"؟

منتجاتنا موجهة الى ​النساء​، والرجال، و​المراهقين​، والأطفال، من مختلف المناطق اللبنانية. كما أن سعره بمتناول الجميع، مع العلم أنه مصنوع يدويا بالكامل، وبالتالي يتطلب منها جهدا أكبر، ووقتا أطول، وبالتالي تكلفة أعلى من المنتجات الصناعية. لكننا حاولنا قدر الإمكان الوصول الى مختلف الفئات الاجتماعية، لأننا نفضل أن تصل فكرتنا الى أكبر عدد ممكن من الأشخاص، ونحقق ربحا ماديا قليلا، على أن نربح الكثير ونصل الى عدد محدود من الناس. فهدفنا الأكبر هو التوعية وليس تحقيق الربح المادي.​​​​​​​

- كيف تنجحين في تحقيق التوازن ما بين وظيفتك الثابتة ومشروع "Ta.Tache" وحياتك الخاصة؟​​​​​​​

هذا المشروع يتطلب حتما المزيد من الوقت المخصص للعمل، لكننا نحاول، فالنتين وأنا، قدر الإمكان، تنظيم أوقاتنا؛ فعلى سبيل المثال، بعد انتهاء الدوام الوظيفي، أخصص يوميا بعض الوقت لمشروعي، من أجل التحضير، والتنفيذ، وتقديم الأفكار الجديدة، والتواصل مع الزبائن،...

ولكن بسبب حبنا لهذا المشروع، وتعلقنا به، نجد دائما الوقت الكافي له!​​​​​​​

- ما هي الرسالة التي تودين إيصالها الى النساء والشابات اللبنانيات؟

كل فكرة تخطر على بال المرأة هي حتما بمثابة مشروع قابل للتحقيق؛ فالمستحيل غير موجود والخطوة الأولى نحو النجاح والوصول الى أكبر الانجازات، تولد من خطة صغيرة.

أشجع الجميع على التوجه نحو الأمور الصديقة للبيئة من أجل توعية المجتمع على أهمية المحافظة على الطبيعة.

ومن ناحية أخرى، يمكن أن يحقق الانسان كل ما يطمح اليه خاصة اذا كان يعمل من كامل قلبه، ولا يتهم فقط في الربح المادي. فحبنا لمجال معين، يعطينا القوة لتحقيق النجاح فيه، مهما اشتدت الصعاب والضغوط، وكثرت المسؤوليات.

فقد فكرنا بهذا المشروع، وعملنا على تحقيقه، ونحن نفتخر كثيرا بالنجاح الذي وصلنا اليه، الى حد اليوم.