أعرب رئيس جمهورية ​الباراغواي​ ال​​لبنان​​ي الأصل ماريو عبدو بينيتز، في رسالة خطيّة نقلها وزير خارجية الباراغواي لويس ألبرتو كاستيغليوني، إلى ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​، خلال زيارته له في ​قصر بعبدا​، على رأس وفد ضمّ دبلوماسيين و​رجال أعمال​ باراغوانيين متحدّرين من أصل لبناني، عن رغبته في "تعزيز العلاقات الثنائيّة التاريخيّة بين لبنان والباراغواي وبين الشعبين الصديقين".

ووجّه دعوة إلى الرئيس عون لزيارة الباراغواي متمنيًا قبولها، لافتًا إلى أنّها "ستكون المرّة الأولى الّتي يزور فيها رئيس الجمهورية اللبنانية رسميًّا الباراغواي، وهي ​الدولة​ الّتي رحّبت بآلاف اللبنانيين كوطنهم الثاني بما في ذلك اسلافي". وعبّر عن أمله بأن "تتاح له الفرصة لزيارة لبنان، أرض أجدادي الّذين أتعاطف دائمًا مع حكومتهم وشعبهم وثقافتهم".

من جهته، أكّد كاستيغليوني خلال اللقاء، أنّ "الجالية اللبنانية في الباراغواي مهمّة جدًّا، لاسيما لناحية الدور الذي لعبته في اعمار وازدهار البلاد"، مبيّنًا أنّ "أفرادها قد نجحوا في مختلف المجالات ومنهم رجال أعمال كبار لهم اهميتهم لاسيما في القطاعين السياسي والزراعي، كما في المجال القضائي، إذ انّ بعض أعضاء المحكمة العليا في الباراغواي هم من أصول لبنانية، وكذلك في القطاع الثقافي حيث سجّل عدد كبير منهم عطاءات مميّزة، ما يدلّ على الدور الفاعل لهذه الجالية في تطوّر الباراغواي، خصوصًا أنّ رئيس الجمهورية الحالي هو من أصول لبنانيّة".

وتوقّف عند علاقة الصداقة وروابط القربى يبن شعبي البلدين، منوّهًا إلى أنّ "زيارته هذه هي الأولى للبنان ولن تكون الاخيرة، ومن خلالها يوجّه رسالة شكر للبنان وللبنانيين على تعاونهم البنّاء مع الباراغواي سلطةً وشعبًا وعلى رحابة استقبالهم"، معبّرًا عن سعادته لـ"وجوده في لبنان وللقاءات المثمرة والبنّاءة الّتي عقدها منذ وصوله مع المسؤولين اللبنانيين، لاسيما مع رئيس ​مجلس النواب​ ورئيس ​الحكومة​ ووزير الخارجية والمغتربين والبطريرك الماروني ووزير ​السياحة​، و​رجال الأعمال​ اللبنانيين الّذين بدورهم أكّدوا ضرورة تفعيل العلاقات والاتفاقيات بين البلدين، بهدف فتح أسواق ​​أميركا اللاتينية​​ امام المنتجات اللبنانية".

وأكّد كاستيغليوني "أنّه سيبذل جهده عند استلامه عام 2020 رئاسة الـ"Mercosur- السوق المشتركة لدول ​أميركا الجنوبية​"، على توقيع مشروع الإتفاقية الجاهزة بين لبنان وهذا السوق، ما من شأنه توسيع افق هذه العلاقات". وإذ أشار إلى أنّه "تم خلال لقاءاته التأكيد على ضرورة تفعيل عمل لجان الصداقة بين برلماني البلدين"، كشف من جهة ثانية أنّه "تمّ أمس توقيع اتفاقية في المجال السياحي بين لبنان والباراغواي".

وأعلن من جهة ثانية "دعم الباراغواي لقضايا لبنان في المحافل الدولية"، لافتًا إلى أنّ "بلاده تؤمن بأنّ احترام القانون الدولي والحوار والتفاوض يشكل الطريق الوحيد لحلّ مختلف القضايا والنزاعات".

بدوره، شدّد الرئيس عون على "أنّني سررت بوجودكم هنا وبمحبتكم الّتي عبّرتم عنها للبنانيين الموجودين في الباراغواي، وقد اندمجوا بإيجابيّة في المجتمع حيث لعبوا دورًا مفيدًا في ازدهار وتقدّم بلدكم"، مفيدًا بأنّ "لبنان يتطلّع إلى مزيد من تطوير العلاقات مع الباراغواي في المجالات كافّة لاسيما سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا". وأوضح أنّه "تمّ في هذا السياق إنشاء خط طيران مباشر بين لبنان و​مدريد​ لتسهيل الانتقال والتواصل بين لبنان ودول أميركا اللاتينية"، معربًا عن أمله أن "ينعكس ذلك على التبادل السياحي بين لبنان والباراغواي".

وقدّم الرئيس عون في ختام اللقاء لوزير الخارجية نسخة عن المبادرة الّتي أطلقها لبنان من ​​الأمم المتحدة​​ لإنشاء "أكاديمية ​الانسان​ للتلاقي والحوار" في لبنان ، والّتي "من شأنها أن تؤسّس للسلام الحقيقي بين الشعوب". وذكر أنّها "ستعرض للتصويت أمام ​الجمعية العامة للأمم المتحدة​ الّتي تعقد اجتماعاتها في أيلول المقبل". وأبدى أمله في "دعم الباراغواي للبنان في هذا المجال".

وردّ كاستيغليوني مؤكّدًا "دعم بلاده للأكاديمية والتصويت إلى جانب لبنان في الأمم المتحدة".