شارك السفير الايطالي، ماسيمو ماروتي في حفل إفتتاح محطة تكرير ​المياه​ المبتذلة لزحلة وجوارها بحضور وزيرة ​الطاقة​ والمياه ندى البستاني ووزير البيئة وفادي جريصاتي ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر، الى جانب "الوكالة الايطالية للتعاون" والشركة الإيطالية "Suez" وغيرها من الشركات التي عملت على هذا المشروع.

وقال ماروتي ان "​إيطاليا​ دعمت لسنوات عديدة ​لبنان​ بنجاح من خلال عدد من مشاريع التعاون للتنمية. لافتا الى ان "الوكالة الإيطالية للتعاون" تقدم المساعدة إلى لبنان خصوصا في مجال حماية البيئة والبنى التحتية والأنشطة ذات الصلة كمعالجة المياه المبتذلة والحد من ​التلوث​ الصناعي وإدارة النفايات الصلبة والبحث العلمي البحري. وتغطي هذه النشاطات 45% من مشاريعنا. ونحن فخورون بالمساهمة في هذا العالم الشاسع والمتشعّب للطاقة الخضراء وإدارة المياه والبحوث الخاصة بالبيئة وحمايتها. هذه هي الطريقة الإيطالية للمساعدة في الاستثمار في مستقبل لبنان وطريقتنا في المساهمة في حماية صحة بحرنا المشترك والبيئة".

ونوه الى "أنها قضية حساسة ومهمة لأنها تتعلق بنوعية حياة الأجيال الحاضرة والمستقبلية". مشيرا الى "ان الدعم الإيطالي لإدارة المياه في لبنان ليس بالأمر الجديد. حيث عملت إيطاليا خلال السنوات العشرين الماضية جنبًا إلى جنب مع لبنان خصوصا في مجال الأمن المائي". موضحاً "ان الأمن المائي يكمن في القدرة على ضمان وصول السكان المستدام إلى كميات كافية من المياه ذات النوعية المقبولة الضرورية للحفاظ على رفاه الإنسان وللتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وذلك بغية ضمان الحماية من التلوث المنقول عن طريق المياه والمحافظة على النظم الإيكولوجية في مناخ من السلام الإقليمي والاستقرار السياسي. مشيرا الى "ان ​ايطاليا​ مولت منذ ما يقارب الـ 20 عامًا، دراسة مهمة أعدّتها جامعتان إيطاليتان حول حوض نهر العاصي الذي يعدّ من المعالم البارزة للدبلوماسية المائية والقدرات التفاوضية وعملية الحصول على البيانات العلمية ذات الصلة التي من شأنها أن تساعد في تقييم الاحتياجات المائية وتنظم بشكل سلمي كيفية تقاسم الموارد المائية". مؤكدا "ان الأمر يتعلق بعملية دبلوماسية محورية تعزز أجندات الأمن والسلام، وذلك لفترة طويلة قبل أن يتم التداول بمفهوم الدبلوماسية البيئية على الساحة الدولية من جراء زيادة الوعي حول حماية البيئة والازمة المستجدة على الصعيد البيئي".

وأكد ان المياه لا تزال مورداً طبيعياً استراتيجياً حيوياً ذا إمكانيات اقتصادية وإنمائية جمّة، تبقى الدبلوماسية المائية والمشاريع التي تعنى بإدارة وتأمين التغذية بالمياه مهمة جدا بالنسبة إلى إيطاليا وما زالت تحتل مكانة مركزية في أجندات الحكومات في منطقة البحر المتوسط. لذلك من الطبيعي أن تقدّم إيطاليا  مساعدتها إلى لبنان لتمكينه من تأدية دوره في هذه المنطقة وتحسين أدواته العلمية والبحثية وبناه التحتية لإدارة المياه بشكل أفضلط.

ولفت الى "ان مشروع مياه الصرف الصحي في زحلة من اهم المشاريع ونحن فخورون بانطلاق عمله. مشيرا الى هذه المحطة زودت بتقنيات متطورة جدا من شأنها أن تؤثر إيجابا على أدائه. موضحاً ان هذا أمرمشجع أيضًا بالنسبة إلى "وكالة التعاون الإيطالية" التي تنشط لتنفيذ مشاريع أخرى مماثلة في جميع أنحاء لبنان كمشاريع مياه الصرف الصحي في ​جبيل​ وعنجر وحراجل ومشمش ومحطات الإمداد بالمياه في الضبيه و​طرابلس​ والكورة والضنية وجبيل. وتقدّر قيمة كل هذه المشاريع بـ180 مليون يورو، أي ما يقارب الـ 70% من ​الدعم المالي​ الحالي الذي تقدمه إيطاليا للمشاريع في لبنان من خلال الوكالة التي تتولى تنفيذ سياسة المعونة الخاصة بها.

وأضاف "انه لمن المشجع أن نرى أثر مشروع مياه الصرف الصحي في زحلة على البيئة وعلى حياة الناس ومما له اثر من الحد من تأثير الأنشطة البشرية على البيئة، بحيث تحافظ السلطات اللبنانية على الأمنين الغذائي والمائي لعدد كبير من الناس وتساهم في ​النمو الاقتصادي​ المستدام وازدهار البلد. مشيرا "الى انه من خلال هذه المشاريع المهمة يعزّز لبنان وإيطاليا العلاقات الممتازة القائمة بينهما".