نادين زينون خوري هي سيدة ​لبنان​ية شقت طريقها بثبات في عالم الأعمال، فبعد سنوات من العمل والتخطيط ورسم الاستراتيجيات، وبفضل الإرادة والمثابرة والإصرار على والنجاح، أصبحت اسماً معروفاً محليا وحتى إقليميا.

كان لـ"الاقتصاد" مقابلة خاصة مع مؤسسة شركة "Accompleash"، نادين زينون خوري للتعرف اليها أكثر، والى تجربتها المهنية وطموحاتها المستقبلية.

ما هي المراحل التي مررت بها حتى قررت تأسيس "Accompleash"؟

تخصصت في مجال الكيمياء، وحصلت على ماجستير في ​علم​ الصيدلة والعلاجات، كما عملت في مجال ​الأدوية​ لمدة حوالي 12 سنة.

وبعد أن أصبحت أما لثلاثة أولاد، قررت الاستقالة من الوظيفة الثابتة، من أجل قضاء المزيد من الوقت في المنزل. وخلال تلك الفترة، فكرت في أولوياتي ولاحظت أنها منقسمة ما بين عائلتي ومسيرتي المهنية؛ اذ لطالما أردت التركيز على الجانبين دون إهمال واحد على حساب الآخر.

وشعرت حينها بضرورة إطلاق عملي الخاص، بسبب ​الطاقة​ الكبيرة التي أتمتع بها. وفكرت بمجال يستوعب هذه الطاقة، وفي المقابل لا يحرمني من الوقت المخصص لأولادي. ومن هنا، أطلقت شركتي الخاصة "Accompleash" منذ حوالي تسع سنوات.

وبسبب خبرتي في الأدوية، بدأت بالعمل مع شركات للأدوية في مجال خدمات التسويق. وبعد ذلك، طلبت مني هذه الشركات تدريب الممثلين الطبيين، لمساعدتهم على معرفة كيفية التواصل مع الأطباء.​​​​​​​

وانطلاقا من هذا النشاط المهني، شعرت بشغف تجاه مساعدة الناس على تنمية مهاراتهم، فقد أحببت هذا المجال واستمتعت بالقيام به. ومن هنا، توجهت الى ​لندن​ حيث حصلت على شهادة في ​الذكاء العاطفي​، وبدأت بالقيام بالاختبارات على الناس، من أجل اكتشاف نسبة الذكاء العاطفي لديهم، ومن ثم الاجتماع معهم لتفسير نتائج الاختبار.

وقد انتشر اسمي بين الناس بسبب هذه الخدمة، لكنني شعرت أن هناك جانب ناقص، فأنا أحثّ الشخص على فهم ذاته، واكتشاف النقاط التي يحتاج الى تنميتها، لكنني في المقابل لا أساعده على تحقيق هذه التنمية. وبالتالي، أطلقت خدمات الـ"coaching" (التدريب والتوجيه) عام 2013.

​​​​​​​

ما هي العوامل التي أتاحت لشركتك التميز والمنافسة في السوق؟

إن النجاح والاستمرارية والتطور في مجال تسويق الأدوية، هي ثمار الالتزام الذي نتحلى به في الشركة، وخاصة السيدة حياة التي لطالما وقفت الى جانبي وساندتني في العمل. ففي "Accompleash"، نركز على الأصالة والثقة والصدق.

كما أننا نتميز بنوع الخدمات الموجودة لدينا، فنحن نقدم دائما أكثر من ما نعد به، ونضع كامل طاقتنا وقلبنا وحماسنا بخدمة كل مشروع نعمل عليه. اذ يهمنا أن يفرح الزبون بالنتائج التي حققناها، حتى ولو جاءت على حسابنا الخاص.

وبالاضافة الى ذلك، فإن أسعارنا مدروسة وفقا لاحتياجات المجتمع اللبناني.

هل تمكنت من إيصال خدماتك الى خارج لبنان؟

في مجال الخدمات التسويقية، أولوياتي لا تشمل التوسع الى الخارج، بل أسعى للتركيز بشكل خاص على السوق اللبناني. كما لدي شريك في ​الاردن​ يؤمن لي التواصل في البلاد.

أما بالنسبة الى خدمات التدريب والإرشاد، فالأمور مختلفة الى حد ما، لأن هذا النوع من الخدمات هو مؤقت ولا يتطلب سوى بضعة أيام من العمل، وبالتالي أسافر الى ​دبي​ و​تركيا​ والاردن لتقديم هذه الخدمات.

​​​​​​​

ما هي أهم المشاريع التي تعملين على تحقيقها في الشركة؟

في المستقبل، هدفي الأساسي يتمثل في الوصول الى أكبر عدد ممكن من ​الشركات اللبنانية​ من ناحية الـ"coaching" وليس فقط الـ"training"، وذلك لأنهما يختلفان كثيرا عن بعضهما البعض.

ففي الـ"Training"، نقدم الى مجموعة من الأشخاص، مهارات معينة ومعلومات جديدة. أما في الـ"coaching"، فنلتقي بشكل مباشر مع شخص واحد، لمساعدته على فهم ذاته بشكل أكبر، والتعرف الى العوائق التي تقف أمام تقدمه، والطرق التي تساعده على تحدي نفسه لكي يخرج من "منطقة الراحة" الخاصة به، ويثبت نفسه ويحقق جميه أحلامه وأهدافه؛ فهذه الطريقة تساعد الناس على الوصول الى طاقاتهم الداخلية.

وهذا الجزء ليس معروفا كثيرا في لبنان، اذ لا تزال الشركات تركز بشكل أكبر على التدريبات فحسب. ومن هنا، أطمح في المستقبل أن تهتم كل شركة في تقديم خدمات الـ"coaching" لمدرائها، حتى يصبحوا قادة فعليين وحقيقيين، يتحلون بالقدرة على التعامل مع الناس، وعلى تنمية قدراتهم، وإظهار أفضل ما لديهم.

من قدم لك الدعم في مسيرتك؟

تلقيت الدعم من عائلتي، وخاصة من زوجي وأولادي الذي يشعرون بالحماس تجاه ما أقوم به، ويتفهمون أوقات العمل الطويلة في بعض الأحيان.

وهذا الدعم أساسي لكل امرأة ​عاملة​، وذلك لأنها تواجه دائما تحديا في كيفية التنسيق بين العائلة والعمل. وبالتالي عندما تكون العائلة متفهمة لعملها، ستشعر بحافز أكبر لكي تكبر وتتقدم.

ولا بد من الاشارة الى أن السيدة حياة تقدم لي المساعدة في كل مشروع، ووجودها أساسي في نجاح الشركة؛ فهي تلاحق أدق التفاصيل لكي أفكر بدوري استراتيجيا في كيفية توسيع نطاق عمل الشركة وتطويرها. فالشخص وحده لا يستطيع القيام بكل شيء بل هو بحاجة الى دعم الأشخاص من حوله.

​​​​​​​

نصيحة الى المرأة.

​​​​​​​أنصح المرأة أن لا تخاف أبدا، بل أن تسعى دائما للتقدم نحو الأمام ومواجهة مخاوفها كافة. فطاقاتها هائلة وإمكانياتها واسعة وقدراتها كبيرة، كما أنها تتحلى بالحنان الذي يفتقد اليه معظم الرجل.

وتظهر الدراسات أن النساء في العمل قادرات على تحقيق نتائج أفضل من الرجال، فالذكاء العاطفي المفقود في الشركات، المرأة وحدها قادرة على إعطائه.

كما أنها قادرة على تحقيق التوازن بين عملها وحياتها الخاصة وعائلتها، واذا كانت مدركة فعلا لهذا الموضوع، وحصلت على التدريب المناسب، ستتمكن حتما من التنسيق بين الاثنين والإنجاز في الجانبين والشعور بالراحة والسعادة.