استضافت ​​​كوثر حنبوري​​​ معدة ومقدمة "​​​الإقتصاد في أسبوع​​​" عبر أثير "إذاعة ​​​​​​​​​​لبنان​​​​​​​​​"​ في حلقة هذا الأسبوع​، رئيس غرفة ​​طرابلس​​ و​الشمال​ ​توفيق دبوسي​، الذي أشار إلى انه لدى الغرفة مشاريع داخلية تخدم الصناعة والزراعة والتجارة بالاضافة الى مشاريع وطنية اخرى تمثلت بدراسات شملت ​مرفأ​ي بيروت وطرابلس وتبين لها بان قدرتهما التشغيلية بلغت مليون و800 الف حاوية في الوقت الحاضر، فيما استهلك الداخل اللبناني خلال العامي 2017 و2018 ما يقارب مليون و200 الف حاوية، ولافتا الى ان "الغرفة قامت ايضاً بدراسة للعراق و​سوريا​ اذ تبين انهما بحاجة الى 20 مليون حاوية سنوياً الا ان الامكانيات الموجودة حالياً لا تسمح بأي عملية ترانزيت، لذلك من المفترض أن نتحضّر ليكون لدينا القدرة على استقبال ملايين الحاويات، ترانزيت".

واضاف دبوسي ان الغرفة قامت بدراسة للواجهة البحرية من الناقورة الى العريضة وتبين لها ان المنطقة البحرية الوحيدة الصالحة للتوسع فيها تمتد من طرابلس الى ​عكار​، مشيراً إلى أن "الواجهة البحرية منطقة غير معتدى عليها ومملوكة بمعظمها من الدولة اللبنانية ويمكن ردم البحر قبالتها بطول 20 كيلومتر خط بحر. كما أجرينا دراسة على المطار الذي تبلغ قدرته الحالية تبلغ 6 مليون راكب، تم رصد 900 مليون دولار له في مؤتمر "سيدر" حتى يصبح قادراً على استيعاب 12 مليون راكب، ولكنه غير قابل للتوسع، فقمنا بجولة على مطارات رياق وحامات والقليعات فوجدنا أن المطار الوحيد القابل لأن يكون مطار مدني دولي هو ​مطار القليعات​ الذي تبلغ مساحته 3 مليون متر مربع وسيصار الى توسعته ليبلغ 10 مليون متر مربع بمبلغ 100 مليون دولار تم رصده في مؤتمر "سيدر".

واوضح ان الغرفة تسعى من خلال دراستها ضمن مشروع "طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية" الى تحويل المنطقة من طرابلس الى عكار لمنطقة اقتصادية متكاملة تحتوي على مرفأ اقليمي ودولي ومطار اقليمي دولي ذكي وبيئي يحتوي على فنادق وسوق حرة ويبعد مسافة 6 كيلومترات عن الحدود اللبنانية السورية ويخدم منطقة الشمال اللبناني والساحل السوري وحتى ​العراق​، مشيراً الى ان "البضائع التي تصل عن طريق الترانزيت يمكن تفريغها في المرفأ لجهة عكار اذ ان هناك مساحات شاسعة يمكن تخزينها فيها ونقلها عبر الحدود اللبنانية السورية في ​العبودية​ والعريضة".

وفي موضوع إعادة إعمار سوريا والعراق، لفت دبوسي الى أن اللبناني قادر على خلق الفرص من الظروف القاسية والعمل على ايجاد الخدمات التي يحتاجها المجتمعين العربي والدولي "إذا أردنا التفكير بطريقة إيجابية وإذا أردنا مقاربة الملفات الإقليمية مقاربة متوازنة بعيداً عن الإصطفافات سنكون محوريين على مستوى المنطقة ولكن هذا طبعاً يحتاج الى قرار سياسي".

وردًا على سؤال حنبوري عمّا إذا كان مشروع "طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية" يأتي ضمن مشاريع "سيدر"، أوضح دبوسي أن المشروع جرت دراسته بعد مؤتمر "سيدر"، وأنه تمّ إطلاع الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري على خطوطه العريضة "وفي الوقت نفسه، نقوم بتحضير العديد من الدراسات الأخرى".

وفي السياق نفسه، أشار إلى أنه "بات هناك طرق متطورة جدًّا لردم البحر، نحن نردم في المنطقة الإقتصادية الخاصة التي تبلغ مساحتها 500 ألف متر مربع منذ 5 سنوات، ونحن بحاجة لمنطقة اقتصادية خاصّة بملايين الأمتار".

وعن تمويل المشاريع التي تتم دراستها قال: "هذه المشاريع لا يتضمنها "سيدر" ووضع خزينة الدولة لا يسمح بتمويلها، لذلك لن يكون لها أولوية ، لكن بعد إقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص فإن القطاع الخاص متعطّش للإستثمار، ونحن على تواصل مع المستثمرين اللبنانيين المنتشرين والذين يملكون إمكانيات ضخمة وخبرة في المجالات المطلوبة".

وقال: "لا مجال لأي إستثمارات خدماتية الا في طرابلس الكبرى...من مصلحة لبنان استثمار هذه المشاريع لبنانياً انطلاقاً من طرابلس الكبرى".

وردًّا على سؤال حنبوري حول تأثير العمالة السورية على الأوضاع الإقتصادية في طرابلس، كشف دبوسي أن لديه خطة بخصوص هذا الموضوع، وقال: "الشعب السوري جزء لا يتجزأ من العلاقات الإجتماعية للمجتمع اللبناني، لكن الدولة اللبنانية لا تفرض سلطتها بحزم وهيبة..كل الملفات تُقارب بتسويات ومصالح...بلدنا فيه مجالات كثيرة للإستثمار التي ليس من الضروري أن تتركّز جميعها على السوق اللبناني بل يجب أن تمتدّ الى السوقين العربي والعالمي، الأمر الذي يؤمّن فرص العمل للبناني والسوري والفلسطيني".