استضافت ​ندوة​ "حوار بيروت​"​ عبر أثير إذاعة ​​لبنان​​ الحر، من مقر الإذاعة في أردونيس، مع المعدة والمقدمة ​ريما خداج​، بعنوان "أي تداعيات لأحداث الجبل على الإستقرار الإقتصادي؟ والموسم ​السياح​ي في عاليه وكل لبنان؟ وأي دور للغرف السود في سحق الإقتصاد والإستقرار؟ وكيف يقرأ لبنان تقرير ​صندوق النقد الدولي​؟"، مسؤول الملف الإقتصادي في الحزب التقدمي الإشتراكي محمد بصبوص، والخبير الإقتصادي والإستراتيجي البروفسور ​جاسم عجاقة​.

بداية قال مسؤول الملف الإقتصادي في الحزب التقدمي الإشتراكي محمد بصبوص "مهما حصلت من أحداث مؤلمة، تبقى المصالحة راسخة في الجبل، هذه المصالحة أبدية ولن تتأثر بأحداث من هنا او هناك. حدث الأحد هو حدث مؤسف دون شك، خاصة أن دماءً سقطت من جرائه، ولكن هذا الامر هو غيمة صيف، ويجب ان نستفيد من هذه الواقعة المؤلمة لنؤسّس من بشكل أفضل من أجل المستقبل".

وإعتبر أن "المسار الإستفزازي الذي بدأ من البترون مرورا بالبقاع الغربي وصولا لزغرتا وبشري، أدى إلى إحتقان كبير، وأنا لا أبرر ما حصل، ولكن يجب أن يكون هناك نقد واضح وبنّاء لنعرف كيف سنؤسس للمرحلة المقبلة. ونتمنى أن لا يؤثر هذا الحدث على الموسم السياحي، وبتقديري ان الأمور ستبقى منضبطة وسنرى موسم سياحي جيد، ونتمنى ان تترجم الحجوزات الكثيفة على ارض الواقع، وان نرى عدد كبير من السياح في هذ الصيف".

ولفت إلى ان "هناك من يريد سكب الزيت على النار، فقد إستفقنا اليوم على خبر بان هناك حواجز في منطقة عاليه للحزب التقدمي الإشتراكي، وهذه الاخبار عارية عن الصحة ومعيبة، فبدلا من الوقوف بمسؤولية أمام هذا الحادث الأليم، هناك من يريد سكب الزيت على النار".

وإعتبر بصبوص أن " هناك غرف سوداء أصدرت أمرا لهز الأمن في هذه المنطقة، وهناك هدف لحصار وليد جنبلاط، ومن ضمن أهدافهم أيضا ضرب الموسم السياحي والإقتصادي في منطقة الشوف وعاليه".

ورداً على سؤال الزميلة خداج عن الجهات المسؤولة عن حماية المصالحة في الجبل ؟ قال بصبوص "كل القوى السياسية العقلانية التي تتطلع إلى مستقبل زاهر للبنان، هاجسها الأساسي هو حماية هذه المصالحة، والإنتقال إلى مرحلة جديدة وإلى إقتصاد مزدهر. وكل من لا يسير في هذا الإتجاه فإن أهدافه وهواجسه تصب في في مكان آخر".

أما الخبير الإقتصادي والإستراتيجي البروفسور جاسم عجاقة فقال "الإقتصاد يعتمد على الثقة، الثقة لها عناصر أساسية أهمها، الثبات السياسي والأمني، تداول بالسلطة، قوانين عصرية ومتطورة، قضاء مستقل، و​مكافحة الفساد​. كل هذه العناصر تؤسس للثقة التي هي ضرورة للإقتصاد. والقطاع السياحي يعتمد على الثبات الأمني بشكل خاص، فأي إهتزاز بالأمن يهز ثقة السياح، ونعطي حجج للسياح العرب لإعادة دراسة الواقع الأمني في لبنان".

وإعتبر عجاقة ان "هناك شيء ملفت للنظر تاريخيا، فمع كل بداية موسم سياحي يكون هناك حدث امني معيّن، وهذ الأمر يحصل منذ فترة وجود الإحتلال الإسرائيلي في لبنان. لذلك هناك مؤشر لوجود جهات تسعى دائما لإستهداف ​القطاع السياحي اللبناني​، خاصة وان التوقعات لهذا الموسم كانت كبيرة جداً".

ولفت إلى ان "هناك صعوبة بعد ما حصل، بإقناع السائح بأن الأوضاع مستقرة، وأنه لا يوجد خطر. ولكن بدون شك فإن تعاون الأجهزة الامنية اللبنانية فيما بينها لبنان من الكثير من الامور، والأجهزة الأمنية العربية على علم بهذا الموضوع، وتعرف تماماً ان أجهزتنا الإستخباراتية واعية وقوية ومحترفة، وبالتالي فإن السائح الأجنبي والعربي سيكون بمأمن في لبنان".

وأكمل عجاقة "يبقى خلافنا الداخلي بين بعضنا البعض هو المشكلة، فإذا علق السائح في منطقة معينة بسبب إقتتال داخلي بين الأخوة، او إشكال فردي بين لبنانيين، سيكون بخطر، لذل يجب أن أن يكون هناك تواجد أمني ظاهر في كل المناطق اللبنانية، وخاصة المناطق الجبيلة والريفية البعيدة عن بيروت، لأن هذا يعطي السائح راحة نفسية وإطمئنان".