شهد السوق المالي هذا الاسبوع توترا ملحوظاً بضغط مباشر من مؤسسات التصنيف الدولية كذلك من الضعف والتراجع الواضح في حجم التدفقات المالية الى السوق (الودائع بالدولار).

وكان لتقرير وكالة "​موديز​" للتصنيف الائتماني تأثيرات سلبية على السوق المحلي لم تخفف من وطأتها تصريحات بعض المسؤولين اللبنانيين وفي مقدمهم وزير المال. مؤسسة "موديز" كانت سلبية في تصنيفها للبنان السيادي عند "CaaL" مع نظرة مستقبلية مستقرة عارضة لأبرز نقاط القوة وأهم التحديات التي تراها ذات صلة لتحديد وتعليل التصنيف السيادي والنظرة المستقبلية. 

وكان الاخطر في تقرير "موديز" تشكيكها بقدرة لبنان على الايفاء بديونه في المرحلة المقبلة، مع اشارة المؤسسة الى ضعف تدفّق الودائع من الخارج وتباطؤ الحركة السياحية وتراجع النمو بشكل كبير.

وما زاد الامور سخونة اعلان احد ​المصارف​ الكبرى مساء امس عن منحه فوائد قياسية وتاريخية على الودائع بالعملات الصعبة الطازجة الواردة من الخارج (من شريحة 20 مليون دولار وما فوق) بمعدل 40% لمدة 3 سنوات (اي 13.6% عن كل سنة). ويُرجّح ان تحذو مصارف اخرى خطوة المصرف المذكور لمواجهة ازمة ​السيولة​ المستشرية في السوق نتيجة الخلل الفاضح في ​الميزان التجاري​ والعجز في ميزان المدفوعات الذي تجاوز 3 مليار دولار في الاشهر الاربعة الاولى من العام الحالي. 

وبانتظار تبلور الصورة اكثر في المرحلة القصيرة المقبلة لا سيما بعد اقرار ​الموازنة العامة​، ارتفع العجز الاجمالي للموازنة الى 6.25 مليار دولار خلال العام 2018، مقارنةً بعجز بلغ 3.76 مليار دولار في العام الذي سبقه. وقد سجل الرصيد الاولى للموازنة عجزاً بلغ 636 مليون دولار مقابل فائض ناهز الـ1.43 مليار دولار في العام 2017.

في مقلب آخر، أظهرت إحصاءات وزارة السياحة اللبنانية انخفاضاً في عدد السياح الوافدين الى لبنان خلال شهر أيار 2019 الى 132.915 سائحاً مقارنة مع 183.974 سائح في الشهر الذي سبقه و134.859 سائحاً في ايار 2018، ما يمكن عزوه الى حلول شهر رمضان. 

اصدرت وكالة التصنيف الدولية "​فيتش​" هذا الاسبوع بياناً صحافياً تتناول فيه موضوع مشروع قانون الموازنة للبنان للعام 2019، وتعطي لمحة عن نظرتها المستقبلية للبلاد للاشهر القليلة القادمة. وتوقعت "فيتش" ان يبلغ ​عجز الموازنة​ 9% من الناتج المحلي الاجمالي في العام 2019 نزولاً من 11.1% في العام 2018. 

وأخيراً، عبّر ​حاكم مصرف لبنان رياض سلامة​ خلال مؤتمر "​يوروموني​" الذي عقد في بيروت هذا الاسبوع عن تفاؤله خلال آداء ​الاقتصاد اللبناني​ لما تبقّى من العام الحالي، وذلك بعد تسجيله نمو بنسبة 0% خلال النصف الاول منه. وقد توقع الحاكم تحسّناً في مستويات الاستهلاك في الاشهر الستة القادمة.