أعظم سبب للنجاح يرتبط بتحديد هدف واضح في الحياة، اذ أن ذلك يتيح معرفة طبيعة المرحلة التي يتواجد فيها الانسان، ويساعده على تحديد أولوياته، والتعرف الى حجم التحديات التي يواجهها، لكي يتمكَّن من استبصار الحاضر واستشراف المستقبل.

وهذا ما تؤمن به وتشدد عليه مؤسسة شركة "CoreChange" رلى مهنا، التي بدأت مشوارها مع النجاح في الهندسة المدنية و​إدارة الأعمال​، وتنقلت بعدها بين مجالات عدة مثل ​الخدمات المالية​ والتسويق، وصولاً الى التدريب على تطوير الذات.

مهنّا تفتح صندوق أسرار نجاحاتها في حوار خاص مع موقع "الاقتصاد":

من هي رلى مهنا؟

تخصصت في الهندسة المدنية، كما حصلت على ماجستير في إدارة الأعمال. بعد الزواج، بدأنا، زوجي وأنا، بالسفر والتنقل من بلد الى آخر. وفي كل مدينة أصل اليها، كنت أغتنم فرصة العمل الموجودة فيها، وبالتالي لم تكن مسيرتي المهنية مقتصرة على مجال محدد، وعملت في الخدمات المالية، والتسويق، والهندسة، وغيرها.

بعد عشر سنوات، عدنا الى ​لبنان​، وقررت حينها التركيز على مهنة واحدة، وإكمال رحلتي فيها. وتعرفت بالصدفة، الى مجال التدريب، وشعرت على الفور بالشغف تجاهه؛ اذ لطالما تمنيت مساعدة الناس، وكنت أعتبر أن هذه المساعدة تحصل فقط عبر التعاون مع المؤسسات غير الحكومية والجمعيات من خلال العمل الميداني، في حين أن قلبي الضعيف لا يتحمل التعامل بشكل مباشر مع مآسي الناس وأوجاعهم.

وعندما تعمّقت أكثر فأكثر في التدريب، اكتشفت أن هذا المجال يساعد الناس أيضا على اكتشاف أنفسهم، ووضع المخططات لحياتهم من أجل تحقيق طموحاتهم. ومنذ ذلك الوقت، تخليت عن إدارة الأعمال والهندسة، وتفرّغت للتدريب، فتابعت الدورات التخصصية وبدأت بتقديم يد العون الى الأشخاص، لكي يصلوا الى الأهداف التي وضعوها نصب أعينهم. أما عام 2005، فأطلقت شركة "CoreChange" بشكل رسمي.

والشركة مؤلفة من قسمين، الأول لمساعدة طلاب الشهادة الثانوية على اختيار التخصص الجامعي المناسب لهم، والثاني مخصص لتدريب الشركات والموظفين.

ما هي العوامل التي ساعدت "CoreChange" على ضمان استمراريتها في السوق لأكثر من 14 عاما؟

الاستمرارية هي ثمرة النتائج التي حققتها طوال سنوات عملي. فأنا لا أركز كثيرا على التسويق لنفسي ولخدماتي، بل أعتمد بشكل كبير على توصيات الأشخاص الذين يتعاملون معي.

 

  ما هي البلدان التي تمكنت من إيصال خدماتك اليها؟

   وصلت الى لبنان، ​السعودية​، قطر، ​دبي​، ​اليمن​، و​مصر​.

كيف تواجهين المنافسة الكبيرة التي أصبحت موجودة اليوم في مجال التدريب؟

أولا، أؤمن بأن كل مدرّب سيجد الأشخاص الذين يطلبون خدماته. فصحيح أن عدد المدربين بات كبيرا، لكن لكل واحد منا تخصص معين يُعرَف به، ويميزه عن غيره.

ثانيا، أنا عضو في "الاتحاد الدولي للمدربين"، "ICF"، التي تعتبر المرجع الرسمي للمدربين في العالم، ما يزيد من مصداقيتي تجاه الزبائن، ويتيح لي التعرف الى مختلف الخبرات والتقنيات.

ثالثا، النتائج الإيجابية التي أحققها، تشكل الضمانة الأفضل للاستمرارية.

ما هي مشاريعك في المستقبل؟

أسعى الى التوسع في منطقة ​الشرق الأوسط​، وأتمنى بالطبع الوصول الى تقديم خدماتي التدريبية في ​أوروبا​. فأنا منفتحة على مختلف الخيارات، ولا يوقفني أي عائق أو مشكلة، بل أغتنم كل الفرص المتاحة من أجل تحقيق المزيد من التقدم.

من يقدم لك الدعم في رحلتك؟

الداعم الأكبر كان ولا يزال زوجي، بالاضافة طبعا الى أولادي؛ مع العلم أنه عندما كانوا بعمر صغير، قررت عدم مزاولة أي عمل أو نشاط مهني، وأردت تخصيص كامل وقتي لهم، ولكن عندما كبروا وأصبحوا قادرين، الى حد ما، على تحمل بعض المسؤوليات، انطلقت مسيرتي المهنية بشكل فعلي.

ما هي الصفات التي من شأنها مساعدة المرأة اللبنانية على تحقيق التقدم المهني؟

أولا، يجب أن تكون منفتحة على الآخرين وعلى الأفكار الجديدة أيضا، وعدم رفض الآراء على الفور، بل الاستماع اليها والتفكير بها ومن ثم اتخاذ القرار المناسب بشأنها.

ثانيا، يجب أن تكون متصالحة مع نفسها، لأن التفكير المفرط والسلبي قد يحدّ أحيانا من إمكانيات الانسان.

ثالثا، يجب أن تحدد أولوياتها، وحينها لن تشعر بالتقصير أو الذنب على الإطلاق.

ما هي نصيحة المدرّبة رلى مهنا الأهم الى الشباب اللبناني؟ وما هي الرسالة التي تودّين إيصالها الى المرأة؟

في مجال تطوير الذات، أنصح الشخص دائما أن يستعين في حياته اليومية، بالأدوات التي تعرف اليها خلال فترة التدريب، لأن التغيير يتحقق من خلال الاستمرارية في تطبيق الأفكار الجديدة، وممارسة هذه الأفكار في حياتنا وأعمالنا ونشاطاتنا، من أجل تجنب الغرق في الروتين.

ومن جهة أخرى، أعتقد أن المرأة اللبنانية قادرة على الوصول الى كل ما تريده، ولكن عليها التحلي بالثقة بالنفس، والعمل على صقل مهاراتها، واتباع الوضوح في كل خطوة تقوم بها.

فاذا أرادت الوصول الى هدف معين، يجب أن تركز على المصالحة مع نفسها، قبل وضع الخطط المستقبلية.