أظهرت الإحصاءات الأخيرة الصادرة عن الغرفة الدولية للملاحة في بيروت أن ​​مرفأ بيروت​​ سجل انخفاضا بحركته الاجمالية في الاشهر الاربعة الاولى من العام الحالي، مقارنة بالحركة التي سجلها في الفترة ذاتها من العام الماضي، وأن هذا التراجع انعكس سلبا على مجموع ​الواردات​ المرفئية ورئاسة الميناء.

وأظهرت المقارنة بحركة مرفأ بيروت الاجمالية خلال الاشهر الاربعة الاولى من العامين 2018 و 2019 الوقائع التالية:

- مجموع البواخر: بلغ 563 باخرة مقابل 618 باخرة، أي بتراجع قدره 55 باخرة ونسبته 9%.

- كميات البضائع: بلغ وزنها الاجمالي 2350 مليون طن مقابل 2687 مليون طن، أي بإنخفاض قدره 337 ألف طن ونسبته 13%.

كما بينت الاحصاءات أن المجموع العام للحاويات التي تداولها مرفأ بيروت خلال الاشهر الاربعة الاولى من العام الحالي، تراجع الى 400845 حاوية نمطية مقابل 417404 حاوية للفترة نفسها من العام الماضي، أي بانخفاض قدره 16559 حاوية نمطية ونسبته 4%.

ومن جهةٍ ثانية، تنتهي يوم الاحد في 30 حزيران الجاري المهلة التي يترتب فيها على الهيئة المؤقتة لإدارة ​مرفأ بيروت​ وضع دفتر الشروط الخاص بتلزيم تشغيل المرفأ لأن عقد الشركة المشغِلة حاليا-شركة "BCTC" ينتهي في 31 كانون الاول 2019. الا ان ادارة المرفأ لم تضع بعد دفتر الشروط ولم تطرحه وفقا للاصول.

ما حقيقة موضوع هذا التأخير؟ وما هي أسباب التراجع في حركة المرفأ؟ وما هي التوقعات لمرحلة ما بعد التوسعة؟ لمعرفة المزيد حول هذه المواضيع كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء مع رئيس الغرفة الدولية للمرفأ ​إيلي زخور​:

ما هو سبب الإنخفاض الكبير بحركة المرفأ في الاشهر الأولى من العام؟

ان الأوضاع الإقتصادية والمالية السيئة التي يعاني منها ​لبنان​ اثرت سلبا على حركة مرفأ بيروت الإجمالية خلال الاشهر الاربعة الاولى من العام الحالي مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. وهذا التراجع في العام الحالي هو الأول من نوعه منذ اندلاع الأحداث في ​سوريا​ في العام 2011. كما أن ارتفاع الفوائد المصرفية شجع أصحاب ​رؤوس الأموال​ والمستثمرين على ادخار أموالهم في ​المصارف​ وجني الأرباح من تلك الفوائد العالية بصورة سهلة، بدلا من استثمارها في الاستيراد والتجارة التي قد تعرضهم للخسائر.

ولا بد من الإشارة إلى أن ارتفاع حركة المسافنة من مرفأ بيروت الى مرافئ البلدان المجاورة عوّض عن قسم من التراجع في حركة الاستيراد الى الأسواق المحلية.

انعقد هذا الأسبوع مؤتمر "Rame Beirut" بحضور الوزير يوسف فنيانوس الذي وعد بأن كل التوصيات التي تصدر عنه ستؤخذ بعين الإعتبار، ما هي أهم التوصيات التي صدرت عن المؤتمر؟ وما هي توقعاتك للتنفيذ؟

من اهم توصيات مؤتمر "Rame Beirut" الذي نظمته نقابة وسطاء النقل في لبنان هي دعوة المسؤولين المعنيين بقطاع النقل الى ضرورة اتخاذ التدابير والإجراءات التي تؤدي لتهسيل وتسريع المعاملات عبر اعتماد المكننة في كافة الدوائر نظراً لإنعكاسها الإيجابي عمليا وماديا على حركة الاستيراد والتصدير برا وبحر وجوا.

لماذا لم تضع الهيئة المؤقتة لإدارة ​مرفأ بيروت​ دفتر الشروط الخاص بتلزيم تشغيل المرفأ حتى اليوم، مع العلم أن المهلة لذلك تنتهي يوم الأحد المقبل؟ وهل هذا الأمر يهدف لعدم إجراء المناقصة والتجديد للشركة الحالية؟

ان الحملة التي تتعرض لها اللجنة المؤقتة لإدارة مرفأ بيروت من قبل بعض الأطراف، ربما تكون السبب المباشر للتأخير الحاصل في إعداد دفتر الشروط الخاصة بتلزيم تشغيل محطة الحاويات في المرفأ.

باعتقادي أن توصل المسؤولين الى اتفاق بشأن خلافهم حول اللجنة المؤقتة سيفتح الطريق لإعداد دفتر الشروط الخاصة بتشغيل محطة الحاويات في مرفأ بيروت.

ما هي توقعاتك للمرحلة المقبلة من عمل المرفأ وخاصّةً بعد عملية التوسعة وما هي المكاسب التي سيحققها من طريق الحرير؟

ان استحداث محطة الحاويات في مرفأ بيروت انقذ المزارعين والصناعيين اللبنانيين من ​كارثة​ محتمة عند اندلاع الأحداث في سوريا الي أدّت لإغلاق المعابر البرية نحو البلدان العربية. مرفأ بيروت، هو المحطة التي سمحت لهؤلاء بتصدير منتجاتهم بحرا بواسطة بواخر الحاويات الى ​الأسواق العربية​ بصورة شبه طبيعية. كما أن التوسعة التي شهدها المرفأ أدت الى تكبير القدرة الاستيعابية لمحطة الحاويات وبالتالي تفادي تجدد أزمة الازدحام ونمو حركة الحاويات برسم المسافة.

لا نعرف حتى اليوم أن كانت طريق الحرير ستشمل لبنان أيضا. علينا الانتظار لحين تبلور الأوضاع في المنطقة وإيجاد حل نهائي للأحداث في سوريا.