يشكل الشغف العنوان الرئيسي للانطلاق بأي مشروع؛ فالشغف هو ما يشجعك على مواصلة المسيرة رغم الصعوبات والعوائق، وهو ما يدفعك الى العمل لساعات طويلة دون الاستسلام للإرهاق والضغوط، وهو ما يحثّك على تقديم الأفضل يوميا.

ولكل منها هواية يمارسها بفرح ومتعة، ويكرّس لها جزءا من وقته لمجرد الاستمتاع والتسلية. لكن عدد قليل يفكر فعليا بتحويل هوايته الى عمل تجاري مربح. في حين أن ​ساندي​ وازن قوشخقي لم تخف من المحاولة والمخاطرة، بل سخّرت إمكانياتها وطاقاتها من أجل تحويل هوايتها الفطرية والمميزة إلى مشروع يولد دخلا إضافيا لها ولعائلتها.

كان لـ"الاقتصاد" مقابلة خاصة مع مؤسسة مشروع "Cherry On Top"، ساندي وازن قوشقجي، للتعرف الى انطلاقتها المهنية، وأفكارها المميزة، وتطلعاتها المستقبلية.

كيف ولدت "Cherry On Top" من هواية موجودة لديك منذ ​الطفولة​؟

انطلق عملي في ​التصميم​ بالصدفة، فأنا أزاول مهنة الصيدلة ولم أخطط يوما للقيام بهذا المشروع، لكنني لطالما أحببت كل ما له علاقة بالفنون والأعمال اليدوية، فطلب مني أحد الأشخاص المقربين تصميم القطع له من أجل حفلة كان يقيمها.

ولاقت المنتجات إعجاب الجميع، وبعد هذه المناسبة بحوالي أسبوعين، تلقيت عددا كبيرا من الطلبيات، فانطلقت رسميا في تموز 2018.

كيف تعلمت التقنيات المستخدمة في هذا العمل؟    

لم أتعلم هذه التقنيات بل أعتقد أنها ولدت معي بالفطرة. اذ أحب الأعمال اليدوية، منذ الطفولة، وكنت أنفد القطع لتزيين غرفتي، لكنني لم أفكر أبدا بتحويل هذه الهواية الى عمل تجاري فعلي. 

وتجدر الاشارة الى أن "Cherry On Top" هو المفهوم الأول من نوعه في ​لبنان​، وذلك مع العلم أن أشخاص غيري قد وصلوا الى وسائل الاعلام بشكل أسرع، وأطلقوا مشاريعهم على  نطاق أوسع.

هل تساعدك وسائل التواصل الاجتماعي على الانتشار بشكل أكبر في السوق؟ وهل تعانين من مشكلة النسخ والتقليد؟

فكرتي الفريدة والجديدة تميزني عن غيري، لكن النسخ هو أحد المشاكل الكبيرة التي أعاني منها.

فعندما أطلقت "Cherry On Top"، بقيت أنفرد بهذه الفكرة لمدة حوالي شهر، وبعد ذلك، تواصل معي شخص اعدى أنه زبون، وأراد تسجيل طلبية، وبالتالي حصل مني على معلومات كثيرة حول خدمة التوصيل، والأسعار، والمواد المستخدمة، وغيرها من الأمور، وبعد فترة قصيرة تفاجأت بأنه أطلق صفحته الخاصة التي تقدم منتجات مشابهة لما أقدمه بنفسي. ولكن كل شخص يعمل بطريقة مختلفة عن غيره، ولديه زبائنه وشخصيته وأفكاره الفريدة.

ولا بد من القول هنا، أنني بدأت بتقديم المنتجات المعقدة، التي أتميز بها بمفردي، الى حد اليوم!

من هم زبائن "Cherry On Top"؟

قطعي موجهة الى جميع فئات المجتمع، وذلك لأنني أقدم المنتجات التي تناسب الميزانيات كافة.

كما أن العمل يسير بشكل ممتاز، وأشعر بسعادة كبيرة عندما أسمع التعليقات الإيجابية التي تصلني من المتابعين الذي يعجبون بالتفاصيل والجودة والأفكار المميزة.

هل تعانين من التقصير تجاه العائلة بسبب وظيفتك الثابتة كصيدلية في جهة ومشروعك الخاص من جهة ثانية؟

التعب هو سيد الموقف في حياتي، فأنا زوجة وأم لفتاتين، كما أعمل في الصيدلية، بالاضافة الى "Cherry On Top".

لكن عملي لا يأخذ أبدا من الوقت المخصص لعائلتي ولمنزلي لأن الأولوية لهما، فأنا لا أساوم أبدا على واجباتي ومسؤولياتي.

وفي الوقت ذاته، أنا شخص دقيق وصادق، وخاصة في ما يتعلق بمواعيد التسليم، وبالتالي لا أكذب إطلاقا على الزبائن. واذا شعرت في يوم من الأيام بالتقصير تجاه الطلبيات الموجودة، أعمل في المساء أي بعد نوم الفتاتين.

ومن هنا، أؤكد على إصراري على مواصلة المسيرة، وأتمنى أن أتحلى دائما بالقوة والنشاط من أجل الاستمرار.

ما هي الصفات الأخرى التي تساعدك على التقدم وتحقيق النجاح والتميز في عملك؟

أنا دقيقة، منتظمة، وخلاقة. أركز على البراعة في عملي من أجل الحفاظ على مصداقيتي.

أين ترين "Cherry On Top" بعد خمس سنوات؟

أتمنى أن تتطور "Cherry On Top" وتتوسع أكثر فأكثر في لبنان والمنطقة، كما آمل أن أحصل على بوتيك خاص بي.

هل يتيح لك العمل الحر تمضية المزيد من الوقت مع العائلة والأصدقاء؟

العمل مهما كان نوعه، سيستحوذ على وقت الإنسان ونشاطه، لكنه في المقابل، سيعطيه اللذة والمتعة والسرور، كما سيسهم في تنمية مخيّلته.

فالابتكار يدفع بالمزيد من الطموح والإصرار، من أجل المثابرة على إنجاح الأفكار.

كما أن العمل الفني الحرّ يقدم للمرأة نافذة لتتنفس منها، وتحقق من خلالها أفكارها الفريدة، وتعبّر عن ذاتها.

    هل حصلت على الدعم من محيطك؟

 نعم بالطبع، فزوجي كان ولا زال الداعم الأول لمسيرتي، وهو يقدر حتما كل ما أقوم به.

  نصيحة الى المرأة.

 أنا أحب الهندسة وهذا الجانب ساعدني على ممارسة نشاط أحبه، وبالتالي أنصح المرأة أن   تؤمن عملا ثابتا يضمن مستقبلها في ظل غياب الاستقرار في البلاد، ولكن في الوقت ذاته لا    تتخلى عن مشروعها الحلم.