أكد وزير الزراعة ​حسان اللقيس​ أنه "على المستوى العالمي، إن نحو 70% من ​الأطفال​ العاملين بعمر 5 الى 17 عاما، يعملون في ​القطاع الزراعي​، ومن ضمنه صيد الأسماك، وتربية الأحياء المائية، والغابات، وتربية ​الحيوانات​، أي ما يعادل 108 ملايين فتى وفتاة"، مشيراً الى أنه "في ​الدول العربية​ كما في ​​لبنان​​، فان عمل الأطفال في الزراعة غالبا ما يحدث في سياق الزراعة العائلية، والتي لا تلبي في معظم الأحيان معايير العمل الوطنية والدولية ، وخصوصاً تلك المتصلة بسن العمل، والتي تعيق التحاق الأطفال بمدارسهم وتسبب اضراراً صحيةً ، واعاقةً في النمو"، لافتاً الى انه "قد بيّنت الدراسات أن ظاهرة عمل الأطفال في الزراعة العائلية مهملة، بشكل كبير مقارنة بالاهتمام العالمي بعمل الأطفال ضمن سلاسل انتاج الغذاء العالمي، مما يضع ​المجتمع الدولي​، أمام مسؤولية تركيز الجهود والمبادرات لمكافحة هذه الظاهرة في الزراعة العائلية".

وفي مؤتمر صحفي بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمالة ​الاطفال​ عقد في ​وزارة الزراعة​ بدعوة من الوزارة ومنظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة (​​الفاو​​) في لبنان بالتعاون مع ​اليونيسف​، وتم خلاله إطلاق نتائج دراسة عمالة الاطفال في الزراعة، أوضح اللقيس انه "بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال الذي يصادف في 12 حزيران من كل عام، يسرني أن أطلق معكم اليوم نتائج دراسة "عمل الأطفال في الزراعة"، وهي نتاج مشترك بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة - الفاو، ومنظمة ​الأمم المتحدة​ للطفولة - اليونيسسيف، بالتعاون مع وزارة الزراعة، و مؤسسة البحوث والاستشارات التي أعدت هذه الدراسة مشكورة".

ورأى إن "أهمية هذه الدراسة، تكمن في تسليط الضوء على مشكلة خطيرة ومهملة ومتعددة الجوانب الحقوقية، والتنموية والاجتماعية – الاقتصادية ألا وهي عمالة الأطفال في القطاع الزراعي".

ولفت الى أنه "تداركاً لهذه المخاطر، انخرطت وزارة الزراعة منذ العام 2015 ، في المبادرة الإقليمية للزراعة الأسرية للحيازات الصغيرة، التي أطلقتها منظمة الفاو، وتعاونت مع منظمات الأمم المتحدة، والإدارات المعنية في لبنان، لتنفيذ الدراسات حول عمل الأطفال في عدد من المناطق الزراعية في لبنان ، إضافة إلى وضع دليل إرشادي للعاملين في المجال الزراعي، وتنفيذ أنشطة بناء القدرات حول السلامة المهنية، وزيادة الوعي حول مخاطر المبيدات الزراعية".

وأكد اللقيس ان "نتائج الدراسة تستدعي مزيداً من تضافرِ الجهودِ، بين جميعِ الإداراتِ، والمؤسساتِ الوطنيةِ، وشركائنا من المؤسساتِ الدوليةِ، الذينَ أوجِّهُ اليهم الدعوةَ اليوم، لاستكمالِ العملِ معاً، ووضعِ برنامجٍ وطنيٍّ متكاملٍ ، لمكافحةِ عملِ الأطفالِ في الزراعة، بحيثُ يعالِجُ جذورَ المشكلةِ، لا سيما الفقرَ، الذي يقعُ في مقدمةِ أسبابِ لجوءِ العائلةِ الى تشغيلِ الأطفال، كذلك الى استكمالِ تنفيذِ برنامجِ الحمايةِ الاجتماعيةِ للعاملينَ في القطاعِ الزراعيِّ وعوائِلِهم، الذي باشرنا به مع الفاو، والذي يتضمّنُ عملَ الأطفالِ، والسعيَ الى جوانبَ أخرى من الحمايةِ الاجتماعية، مثل التأمينِ الصحيِّ، والمعاشاتِ التقاعديةِ للمزارعين. وكذلك توفير فرصِ الحصولِ على العملِ اللائقِ للأطفالِ، الذين تتراوحُ أعمارُهم بين 15 و18 سنة، والتشدد في تطبيقِ التعليمِ الإلزامي، وتشديدِ الرقابةِ على أربابِ العملِ ومستخدِمي العمال".

وبدوره اكد ممثل منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو في لبنان موريس سعادة أن "هذا اللقاء بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال في 12 حزيران من كل عام. وموضوع هذه السنة هو "يجب ألا ينشغل الأطفال بالعمل في الحقول، ولكن بتحقيق أحلامهم"، مشيراً الى أنه "لا يزال 152 مليون طفل عالمياً ضمن ظاهرة عمل الاطفال. وذلك في جميع القطاعات، بمعدل 7 من كل 10 أطفال ممن يعملون في قطاع الزراعة. وحسب آخر الاحصائيات هناك 108 ملايين فتى وفتاة تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً، يعملون في مجال الزراعة أو الثروة الحيوانية أو الغابات أو صيد الأسماك أو تربية الأحياء المائية".