سيدة شجاعة واجهت كل التحديات ووصلت الى هدفها المنشود. عملت في مجال المساعدة الاجتماعية متنقلة بين عدة مدارس وجمعيات حيث وضعت بصمة كبيرة في مسيرة هذه المؤسسات.

تنقلت بين ​لبنان​ والخارج واكتسبت مهارات جمّة في مجال العمل الانساني والاجتماعي. اسست فندقاً في مدينة زحلة بالرغم من كل الظروف التي احاطت بها وحارتبها وحيدة وانتصرت.

وكان لـ"الاقتصاد" مقابلة مع صاحبة فندق "بيت الكروم بوتيك أوتيل" في زحلة إيرين ألوف للاضاءة على مسيرتها الغنية.

- ما هي ابرز المحطات التي مررت بها خلال مسيرتك الدراسية والمهنية؟

تلقيت تعليمي في مدرسة القلبين الاقدسين في مدينة زحلة ثم تخصصت في مجال المساعدة الاجتماعية وكنت اعمل في المجال الاجتماعي. عشت لفترة في ​البرازيل​ وعدت بعدها الى لبنان. تزوجت ورزقت بـ3 اولاد ثم عدت وانفصلت عن زوجي.

عملت كمساعدة اجتماعية متطوعة لفترة طويلة في بعض المدارس كما اسست الخدمة الاجتماعية المدرسية في المدارس الكاثوليكية بالتعاون مع الجامعة اليسوعية، الى جانب مسؤوليتي  في "كشافة لبنان" وعملي مع "Help Lebanon" لفترة طويلة.

كما اسست الخدمة المذكورة في في مدرسة القلبين الاقدسين كفرحباب بالاضافة الى عضويتي في لجنة الاهل. وفي الوقت نفسه، كنت اعمل على تأسيس عملي الخاص الى جانب عملي في المجال الاجتماعي لان الاخير كان في معظمه عملاً تطوعياً.

وعملت مع عدة مؤسسات وجمعيات في كل ما يتعلق بجمع الاموال لها من خلال تنظيم واقامة نشاطات متنوعة. كما تطوعت في العمل لصالح مركز لاعادة تأهيل المدمنين على ​المخدرات​ في عنايا وذلك لمدة 4 سنوات، الى جانب بتأسيس جمعية تعنى بالمسنّين وبتنظيم نشاطات ترفيهية واجتماعية لهم بالاضافة الى مهمات كثيرة توليتها في المجال الاجتماعي في جمعيات عديدة.

عشت لفترة في ​اوروبا​ حيث عملت في مجالات عدة من السجاد العجمي الى تصميم الجواهر بالاضافة الى افتتاحي لمتجر "Tresor d’orient".

ومنذ فترة حصلت على ماستير في مجال الاستشارات بهندسة الاجتماع من الجامعة اليسوعية في بيروت.

الى جانب ذلك، عملت مع بلدية زحلة على مشروع "Equotidien" الذي يعنى بكيفية ادخال ​علم​ البيئة في حياتنا اليومية وهذا كان مشروعي للماستر في الجامعة. كما قمنا بدراسة في زحلة حول كل المواضيع المطروحة ومدى معرفة الناس بها وكنت منسقة المشروع في العام 2012 ووضعت كتاباً حوله. ومؤخراً، بدأنا بالعمل على مشروع "فروز على ضو" الذي يعنى بفرز النفايات من المصدر وهو ممول من "مرسيكورب" وبالتعاون مع بلدية زحلة وجمعية الكشاف اللبناني وجمعية منتدى المقعدين في زحلة.

في مرحلة لاحقة، قررت ان ابني الفندق حيث بدأنا باعمال البناء في العام 2011 وذلك بعد ان انفصلت عن زوجي السابق. وواجهت صعوبة كبيرة لنيل تمويل من ​المصارف​ لانني كنت وحيدة في الميدان بالرغم من انني اعددت دراسة الجدوى للمشروع بشكل كامل وواضح بالاضافة الى كل المستندات المطلوبة. لذا قررت ان ​ابدأ​ البناء على نفقتي وبعد فترة قرر احد المصارف الدخول معي في المشروع بعد ان اقتنع به من خلال تمويله.

في العام 2013 افتتحنا الابواب امام الناس بعد الانتهاء من اعمال البناء مباشرة. وتولت احدى صديقاتي اعمال ديكور الفندق وهو يحتوي على قطع قديمة جمعتها من رحلاتي حول العالم. والفندق هو مؤسسة عائلية نديرها بانفسنا مع مساعدة صبايا جامعيات لنا. نقدم الطعام لزبائننا من منتوجاتنا المحلية. وقد حقق نجاحاً باهراً عند افتتاحه وخاصة وان معظم الفنادق في المنطقة كانت في طريقها الاى الاقفال بسبب الظروف الامنية الصعبة المحيطة بها وخاصة في ​سوريا​.

- ما هي الصعوبات التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية؟

لم اواجه صعوبات بل تحديات جعلتني اتخطى نفسي وكل الامكانيات الموجودة وكل انسان كان يقول لي بانني سأفشل في عملي وهذا الامر اعطاني دفعة للامام للوصول الى هدفي والحياة ليست قصة فشل او صعوبات. ما هو مهم ان تنجح في هذه الحياة وانا انسانة أؤمن بنفسي وبقدراتي وبعلمي وبما عندي وبمشاريعي.

الزواج هو مؤسسة على الطرفين ان يعملا على انجاحها واذا فشلا في ذلك يكونان هما سبب الفشل وليس طرفاً واحدا وفي حال وجود اولاد فالمؤسسة تكون ناجحة بهم اذا انهم تكملة لها.

واكرر واقول ان لا شيء ينتهي بل هناك بداية جديدة كل يوم والامر المهم هو ان يبقى الانسان مؤمناً بنفسه وبقدراته وان يكمل تعليمه ويبقى على اطلاع على كل ما هو جديد.

من ابرز التحديات رفض اعطائي تمويل لبناء الفندق  من قبل المصرف لانني سيدة اعمال ومستثمرة ولم يكن لي شريك او كفيل للقيام بذلك. وهنا كان التحدي الكبير بالنسبة لي في كيفية اقناع الناس حول مشروعي وجديتي في تنفيذه وتلقي الدعم من الجميع الى ان استطعت ان اصل الى هذا الهدف في نهاية المطاف.

واما التحدي الثاني فهو ان اثبت نفسي امام العمال انني موجودة رغم وجود مهندس للبناء. من جهة اخرى، كان لدينا توقعات بان تكون الحركة ​السياح​ة في المنطقة جيدة ولكن وبعد ان بدأت الحرب في سوريا توقفت الحركة بشكل شبه تام الامر الذي ادى بنا الى ابتكار طرق جديدة لاجتذاب السياح الاجانب والمواطنين اللبنانيين الينا من خلال اقامة نشاطات متنوعة للشباب وغيرها من المواضيع السياحية.

- ما هي الميزات التي تتمتع بها شخصيتك وجعلتك تتخطي هذه التحديات؟

ايماني يساعدني كثيراً على تخطي كل الصعوبات بالاضافة الى التربية التي تلقيتها في منزل اهلي حول عدم التفرقة بين الرجل و​المرأة​ بالاضافة الى المجهود الشخصي الذي قمت به.

- ما هي خططك المستقبلية؟

نقوم سنوياً بوضع استراتيجية جديدة للعمل في الفندق ونقوم بالاطلاع على كل ما هو جديد لان الحياة تتطور و​الوضع الاقتصادي​ يتحرك اكثر واكثر ويتراجع بشكل لافت لذا نقوم بتقديم عروضات جديدة للزبائن في الفندق والمطعم مع المحافظة على جودة الطعام الذي نقدمه ونوعية الاشخاص الذين يقصدوننا. لدينا استراتيجيات بعيدة المدى لسنة و لخمس سنوات ورؤية مستقبلية. كما اننا نسعى لاضافة طابق اخر الى الفندق. بالاضافة الى مشروع لتحويل ​الكهرباء​ عبر ​الطاقة الشمسية​.

- ما هي نصيحتك للشباب اللبناني؟

انصح الشباب بان يكون لديهم الثقة في نفوسهم وفي بلدهم لان لبنان بحاجة اليهم وادعوهم للبقاء فيه وعدم الهجرة الى الخارج. كما انصحهم بالا يقعوا في مشاكل تعثر حياتهم مثل المخدرات وغيرها من الامور . البلد لا يقف الا على اكتاف اولاده وعليهم ان يدعموه من خلال ثقتهم به.

وعلى صعيد العمل، ادعو الشباب الى التفكير باستراتيجيات جديدة اذ ان كل شيء يتم تنفيذه على شبكة الانترنت مع كل ما يحمل من تطوير وتعاون وذلك من خلال الثقة. 

ادعوهم الى تحقيق حلمهم وان يعملوا في جميع المجالات دون استثناء ودون كلل او ملل، وليجلعوا العمل جزء اساسي من حياتهم  لانه يقدم لهم خبرات متنوعة.

كما ادعوهم الى ان يعملوا في فصل الصيف والا يضيعوا وقتهم في التلهي بامور تافهة اذ ان الوقت ثمين جداً لهم.