يكون نائب رئيس برنامج "​أمازون​ سكوت" شون سكوت شاعرياً عندما يتحدث عن اهتمامه الزائد بارصفة المشاة، ويقول بلطف مع ابتسامة ودية  "كل رصيف يشبه ندفة الثلج نظرًا لأن بنية الرصيف مختلفة، فإن طريقة وضعه مختلفة ، وما نراه على الرصيف مختلف".

ويُعتبر سكوت فضوليًا بشكل خاص حول الرصيف الذي يتم تجاهله لأنه مساحة عمل ​روبوت​ات التسليم "سكوت" الخاصة به.

وقدمت شركة التجارة الإلكترونية العملاقة في شهر كانون الثاني هذه الآلات، والتي تبدو وكأنها مبردات زرقاء تسير على 6 عجلات ، ويمكنها التنقل بشكل مستقل ضمن بيئات الضواحي لنقل اغراض إلى منازل العملاء. وتستخدمها الشركة لتسليم الطلبات في مقاطعة سنوهوميش بواشنطن ، شمال مقر الأمازون في سياتل.

وبينما لم تفصح "أمازون" عن "سكوت" حتى الآن ، فقد قدم المسؤول في الشركة شون سكوت نظرة أكثر تعمقا عن ​الروبوت​ خلال مقابلة أجريت معه الأسبوع الماضي في مؤتمر الشركة حول ال​روبوتات​ والفضاء في ​لاس فيغاس​.

ولفت سكوت في هذا الاطار، الى ان "العملاء رحبوا حقاً بروبوت ​امازون​ الجديد ووجدوه جهازاً لطيفا حقا."

وتعتبر برامج الروبوت محاولة أخرى من "أمازون" لإضافة المزيد من التكنولوجيا والأتمتة إلى ​البنية التحتية​ لعمليات توصيل الاغراض الى الزبائن. وتستخدم الشركة بالفعل مئات الآلاف من الروبوتات في مستودعاتها لتخزين ونقل رفوف المنتجات. كما تم تطوير طائرات بدون طيار للحصول على بضائع للعملاء في أقل من 30 دقيقة. كل هذا العمل من شأنه أن يساعد "أمازون" في دفعها المكلف في عملية نقل برنامجها الرئيسي للشحن لمدة يومين إلى يوم واحد، وهي خطة أعلنت عنها في نيسان وباشرت بالفعل في تنفيذه.

تجدر الاشارة الى ان "أمازون" ليست وحدها من يستخدم الروبوت في عمليات التسليم بل تعمل كل من "​غوغل​" و "ووركهاوس" وغيرهما على تطوير طائرات بدون طيار في هذا الاطار.

ولكن نظرًا لأن الروبوتات أصبحت أكثر تطوراً ، فقد أثار الكثير من الناس مخاوف من أن هذه الآلات قد تحل محل الكثير من العمال البشر، مثل ال​شاحنات​ ذاتية التحكم وسيارات الأجرة التي تستبعد الآلاف من وظائف السائقين المحترفين. وقد وجدت دراسة أجرتها مؤسسة "بروكينغز" في كانون الثاني الماضي أن 25% من الوظائف في ​الولايات المتحدة​ ، بما في ذلك إعداد الطعام وإدارة المكاتب ، معرضة بالفعل لخطر كبير في أن تصبح مؤتمتة.

من الصعب أيضًا معرفة كيف سيكون رد فعل الأشخاص خارج منطقة اختبار "سنوهوميش" لجعل هذه الروبوتات المليئة بالكاميرات تتدحرج في شوارعهم.

وبدوره، قال المحلل في شركة "​فوريستر​" بريندان ويتشر: "لقد أظهر لنا التاريخ أننا لا نعرف أبدًا كيف سيكون رد فعل العملاء على أي شيء حتى يجربوه"، ومضيفاً "الشيء الآخر الذي أظهره لنا التاريخ هو أن بعض الناس سيشعرون بالفرح وسيسعد آخرون".

وقال أن الأمر يعود إلى "أمازون للتواصل والشفافية مع السكان لتوضيح لهم لماذا يجب أن تكون هذه الروبوتات جزءًا من حياتهم".

أما سكوت فقال إن "أمازون" لا تعمل على تطوير روبوت "سكوت" للاستغناء عن وظائف العمال ، ولكنها تعمل على تحسين وتطوير البنية التحتية للتوصيل بالشركة". وقال "نعتقد أنه سيجعل سائقي التوصيل أكثر فاعلية" .

بالإضافة إلى ذلك ، ذكر قادة في "أمازون" في كثير من الأحيان أنه حتى مع استمرار الشركة في إيجاد طرق جديدة لأتمتة المهام، الا إنها تستمر في ​التوظيف​ بسرعة مع نمو الطلب من العملاء.

الى ذلك، فقدت شركة "أمازون" عقدها مع "​فيديكس​ اكسبريس" ، وهي اشارة الى الاحتكاك المتزايد مع شركائها الملاحين، حيث تواصل "امازون" تطوير البنية التحتية للتسليم الخاصة بها. وإذا حدث المزيد من الاضطرابات مثل ذلك مع "UPS" أو خدمة البريد الأميركية ، فسوف تحتاج "أمازون" إلى كل الدعم والمساعدة  من البشر والروبوتات للتأكد من أنها توصل بضائعها في الوقت المحدد.

واليوم، يتم تحميل الروبوتات في شاحنات صغيرة تنقلها إلى الأحياء لتقوم بتسليم بضائعها. ولضمان عمل الروبوتات بشكل صحيح، يتم تعيين عاملاً من الشركة ليرافق الروبوت أثناء علمية التسليم.

وقال سكوت إن الفكرة هي في النهاية إقران الروبوت بسائقين للتوصيل والسماح للروبوتات بالعمل بمفردهم  لكن التفاصيل ما زالت قيد الإعداد.

وعلى سبيل المثال ، لا توجد طريقة لإخراج البضائع من الروبوت الآن دون أن يصل إليها شخص ما، فتفتح غطاءها في المقدمة وتخرج حمولتها. وقال سكوت إن إحدى الأفكار هي أن يكون "سكوت" ينتظر بعض الوقت حتى يعود العملاء إلى منازلهم.

كما يحتوي "سكوت" على أقفال مغناطيسية في غطاءه لحماية بضائع من السرقة. ومن الممكن أن يستخدم أحد المقيمين تطبيق "أمازون" في المستقبل لإلغاء قفل الروبوت والحصول على البضاعة بمجرد عودته إلى المنزل.