منذ ثماني سنوات حتى اليوم، لم نرى تصريحات عن ال​سياحة​ في لبنان بالإيجابية التي نسمعها اليوم، حيث لا تزال الآمال معقودة على الموسم السياحي هذا العام ليكون بالمستوى نفسه الذي جرى تحقيقه في العام 2010. لعلّ التصريح الأكثر إيجابية كان لوزير السياحة أواديس كيدانيان الذي جدد التأكيد ان الموسم السياحي هذا العام سيكون جيدا جدا وان التاريخ سيكتب بأحرف من ذهب أن السياحة عادت الى لبنان في العام 2019 من بابها العريض.

لا شك أن موسم السياحة في الشتاء كان أفضل بكثير من السنوات العديدة الماضية، حيث استقطبت المنتجعات عدداً كبيراً من الأجانب، وشهد لبنان عودة الخليجيين بعد غياب دام حوالي 6 سنوات.

هل سيستمر هذا الحال في فصل الصيف؟ وماذا عن الحجوزات في فترة الأعياد؟ كيف هي التجهيزات للموسم المقبل؟ لمعرفة الإجابة عن هذه الأسئلة غيرها، كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء مع نقيب أصحاب المؤسسات البحرية، ​جان بيروتي​:

كيف هي الحجوزات لفترة العيد؟ وهل ترى أن المؤسسات السياحية تقدّم العروض المطلوبة لجذب السيّاح؟

الحجوزات لفترة العيد، التي تمتد أسبوعين بدءاً من اليوم، وصلت في بيروت الى 75%، والفنادق المصنّفة 5 نجوم وصلت نسبة الحجز فيها إلى 100%، وذلك بسبب الطلب الخليجي. أما بالنسبة للأسعار فإنها أسعار مشجّعة جدًّا لا تقارن بأيٍّ من تلك الموجودة في المنطقة (أتحدّث هنا عن فنادق الأربع والخمس نجوم).

التعويل الأكبر اليوم هو على فترة ما بعد العيد أي بدءاً من 14 حزيران، حين تقفل المدارس أبوابها في الخليج وهنا يبدأ العمل بشكل أكبر لجذب عدد أكبر من السياح، وتمتد هذه الفترة حتى 11 تموز.

ما هي توقعاتك لموسم الصيف؟ وهل ستكون الأرقام كما يجري الحديث اليوم؟

الحديث اليوم عن أن الإقبال الخليجي هو الذي سيعيد الأرقام الى سابق عهدها، أي قبيل الأزمات التي عشناها. المعلوم أن الخليجيين يؤكدون حجوزاتهم في اللحظة الأخيرة، ولكن عدد من المصادر في السفارات كشف لنا أن هناك عدد كبير من طلبات تأشيرات الدخول الى لبنان لأشخاص يعملون كمرافقين لدى أسر خليجية كخدم أو سائقين وإلى ما هنالك...

إذاً بالنسبة لحجوزات الخليجيين، الأرقام الدقيقة تظهر لنا قبل أسبوع فقط من قدومهم.

ومن جهةٍ ثانية، تجدر الإشارة الى أن السياحة اللبنانية تجاه لبنان (المغتربين) لازالت ضعيفة بسبب سعر تذكرة السفر وخاصّةً في فترات الإشغال العالية، نتيجة الإقبال الكبير على طيران الميدل إيست. ومجلس الوزراء حتّى اليوم لم يحسم أمره بخصوص سياسة تسعير لتذاكر الطيران تدعم قطاع السياحة.

عندما يريدون جدياً، إعلان لبنان بلد سياحي هناك سياسات محدّدة يجب اتباعها لخدمة الإقتصاد السياحي.

غداّ سينعقد مؤتمر "Visit Lebanon"، ما هي النتائج التي من المتوقع أن يصل إليها؟

مؤتمر "Visit Lebanon" حقق نتائج جيدة جداّ بفعل نسخاته الماضية حتى، فأطلق السياحة الأوروبية باتجاه لبنان. اليوم بدأنا نتلقى طلبات للحجز من جنسيات أوروبية غير التي اعتدنا عليها أي الفرنسية والإيطالية والبريطانية.

"Visit Lebanon" أعاد لبنان إلى الخارطة السياحية بشكل ناشط، والعمل على هذه النسخة أيضاً مستمر لتحقيق المزيد من النجاح.

وهنا أود الإشارة الى أن أحد أسباب الإقبال الكبير للأوروبين على لبنان هو الطيران منخفض التكلفة.

كيف تسير الخطة التي وضعتها وزارة السياحة؟ وأين أصبح موضوع تأسيس المجلس التسويقي للسياحة التي تحدّث عنها الوزير كيدانيان، وما هي أهميتها برأيك؟

خطة الوزارة جيدة جداً، لكن نعم من ضمنها كان تأسيس المجلس التسويقي، وهي الخطوة التي لا زلنا ننتظر اتخاذ القرار بشأنها.

التمويل الذي طلبته الوزارة للمجلس كنا نتمنى أن يذهب مباشرة الى المجلس وليس أن يمرّ بدايةً على وزارة المالية ثم على وزارة السياحة وبعدها الى المجلس. الرقابة على التسويق لا يجب أن تكون مسبقة بل لاحقة، لأن العمل فيه ذات طابع فني يطال كافّة الأسواق.

الدول التي تستقبل أعداداً كبيرة من السياح تنفق أموالاً طائلة على التسويق، كالأردن أو قبرص أو حتى تركيا التي تدفع 10 آلاف دولار على كل طائرة "تشارتر" تهبط في مطاراتها. وذلك عدا طبعاً عن ضرورة جذب الإستثمارات لتحسين البنية التحتية.