خاص ــ الاقتصاد

حاول رجل أعمال ​عمان​ي ​استثمار​ بعض أمواله في قطاع ال​عقارات​ في لبنان، وتشييد فندق في بيروت، مستعيناً بشخص لبناني تولى مساعدته في التعرّف على بعض العقارات، لكنّه تعرّض لعملية سلب بقوّة السلاح، على يد الشخص الذي تكفّل مساعدته، واستولى منه على مبلغ مئتي ألف يورو وفرّ الى جهة مجهولة، الّا أن الأجهزة الأمنية اكتشفت هوية الفاعل وأوقفته وأحالته على القضاء الذي اتهمه بجناية سلب المدعي عبر تهديده بسلاح غير مرخّص وأحاله على المحاكمة.

وكشفت وقائع هذه القضية، أن رجل الأعمال العماني "جمال. ب" التقى في مجمّع الـ ABC في الأشرفية، بالمدعو "أبو إبراهيم" مجهول باقي الهوية، وكان برفقته شخص آخر يدعى "أبو أحمد"، وأن المدعي كان تعرف على "أبو إبراهيم" قبل ثلاثة أشهر عن طريق شخص سعودي الجنسية، وذلك لمساعدته في أعماله في لبنان وشراء عقار في منطقة الجميزة لبناء فندق عليه، وكان "جمال" يحمل داخل حقيبة صغيرة مبلغاً وقدره 200.000 يورو، ولدى مغادرتهم كل في سيارته، توقف "أبو إبراهيم" أمام رجل الأعمال الاماراتي قبل الخروج من مرآب سيارات الـ ABC وترجل المدعو "أبو أحمد" من السيارة، وعمل الأخير على أخذ الحقيبة المذكورة منه، في حين شهر "أبو إبراهيم" مسدساً حربياً وهدده باطلاق النار عليه، وانطلقا بسيارتهما الى جهة مجهولة.

وعلى أثر تعرضه لعملية سرقة منظمة، تلقى جمال اتصالاً من أبو إبراهيم أعلمه فيه بأن كان يمازحه، وسوف يعيد له الأموال في اليوم التالي، ولمّا حاول رجل الأعمال الاتصال بـ"أبو إبراهيم" وجد خطه مقفلاً، عندها توجّه الى فصيلة الأشرفية، وقدّم بلاغاً بما تعرّض له، وبناء على الادعاء، انتقل القائم بالتحقيق من فصيلة الأشرفية الى مجمّع الـABC في الأشرفية، واستحصل على قرص مدمج CD مسجل عليه أربع صور تظهر المدعي والشخصين المجهولين في أحد المصاعد، ولم يتمكن المسؤول عن التحقيق من الاستحصال على التسجيلات كونها تلفت.

وخلال التحقيقات التي أجرتها مفرزة بيروت القضائية بناء لاشارة النيابة العامة الاستئنافية في بيروت، تبين أن وكيل المدعي "زياد. أ. ع" أفاد أنه أثناء وجود رجل الأعمال العماني في مرآب المجمع المذكور، برفقة شخص يدعى "أبو إبراهيم" وخلال ركوبهما بسيارة كان يقودها "أبو أحمد" صديق "أبو إبراهيم"، أقدم الأخير على دفعه وسلبه حقيبة صغيرة بداخلها 200.000 يورو وفرّا الى جهة مجهولة، مشيراً الى أن "جمال. ب" يعرف "أبو إبراهيم" منذ أربع سنوات، لكنه لا يعرف اسمه الحقيقي، وأن المدعي حضر الى لبنان بغية استثمار بعض أمواله في العقارات، بعدما أخبره "أبو إبراهيم" بأن هناك عقاراً في الجميزة مناسب لبناء فندق حيث أخذه الى العقار وعاينه مباشرة.

وأضاف "زياد" أن أبو إبراهيم أبلغ رجل الأعمال العماني بوجود محامٍ وكيل لصاحب العقار واتفقا على اللقاء في اليوم الثاني في الـ ABC وقبل ذهابه للقاء وكيل صاحب العقار طلب منه "أبو إبراهيم" أن يحضر معه مبلغاً من المال لإثبات حسن النية، وأن المدعي أخذ مئتي ألف يورو، وبوصوله الى المجمع التقى "أبو إبراهيم" وكان معه ثلاثة أشخاص على أنهم أصحاب العقار، وبعد انتهاء الاجتماع حصلت عملية السرقة بقوة السلاح، وبعد الاطلاع الى القرص المدمج الذي عرض عليه، ولدى مراجعة شركة ألفا تبين أن رقم الهاتف الذي يستعمله "أبو إبراهيم" المجهول الهوية، يملكه "روني. ل" الذي انتحل اسم "أبو إبراهيم" وتم الاتصال به خلال التحقيق الأولي، وكان خطه مقفلاً أحياناً وأحياناً لا يجيب، وتبين أنه من أصحاب السوابق.

ولدى توقيفه واحضاره الى التحقيق اعترف المدعى عليه "روني. ل" بأنه على يعرف رجل أعمال اماراتي يدعى أبو خليفة منذ عشرين عاماً، وأن الأخير كان يحضر الى لبنان ويشتري منه التفاح العائد له والذي يشتريه من المزارعين، وأن أبو خليفة اتصل به وأخبره أن لديه صديقاً يدعى جمال وهو عماني الجنسية ويعيش في الامارات ويرغب بشراء بناية أو فندق في لبنان لترميمها أو شراء عقار قديم في بيروت لتشييد فندق عليه، وأن جمال حضر الى بيروت واتصل به وطلب لقاءه في مقهى ستاربكس في مجمع الـ ABC في الأشرفية وكان بمفرده.

وبحسب افادة روني، حضر جمال بمفرده وأثناء الاجتماع طلب منه الأخير تأمين عقار لاستثماره حيث عرض عليه عقاراً في الجميزة عليه بناء قديم، وأن جمال طلب معاينة العقار وبالفعل انتقلا الى الجميزة وعاين جمال العقار ووافق على شرائه مبدئياً بعد مراجعة شقيقه، وأنه لم يعد يرى جمال أو يتصل به الأخير، وصرّح أنه لا يعرف صاحب العقار الذي عرضه على جمال ولا يعمل في مجال العقارات.

قاضي التحقيق في بيروت فريد عجيب الذي أجرى تحقيقاته الاستنطاقية في هذا الملف، أصدر مذكرة توقيف وجاهية بحق "روني. ل" واعتبر في قرار ظني أن الأخير أقدم مع شخص آخر معروف باسم "أبو أحمد" على سلب المدعي أمواله بعد تهديده بمسدس حربي غير مرخص، وظنّ به بالجناية المنصوص عنها في المادة 639 معطوفة على المادة 640 من قانون العقوبات التي تنص على الأشغال الشاقة المؤقتة، وأحاله موقوفاً على محكمة الجنايات في بيروت لمحاكته، وسطر مذكرة تحرٍ دائم لمعرفة كامل هوية المدعو "أبو أحمد".