بدأت مسيرتها المهنية كمصممة غرافيكية، وأسست "Zein Design" عام 2011 في منطقة الحمرا في بيروت، أما شغفها بالمجوهرات، فظهر جليا منذ أن كانت طفلة صغيرة، حيث تعرفت الى جميع أنواع الخرز والأزرار، وعمدت الى صنع القطع، من تصميمها الخاص، منذ نعومة أظافرها. ومع ذلك، لم تجرؤ على اتخاذ الخطوة الأولى نحو تحويل حلمها إلى حقيقة واقعة، حتى انتقلت إلى دبي وأنجبت طفلها. وطوال تلك الفترة، كانت تنتظر اللحظة المثالية!

ومن هذا الشغف، ولدت العلامة التجارية "Zein Pieces" عام 2012.

وكلمة "زين" لها جذور في اللغة العربية، وتعني "جعلها جميلة"، وهذا ما تطمح إليه منذ البداية. اذ أتاح لها عملها الشاق وتفانيها المتواصل وإرادتها الصلبة، التوسع بسرعة في منطقة الشرق الأوسط ، وبناء قاعدة من العملاء المخلصين، لا سيما في المركز الإقليمي لدبي.

كان لـ"الاقتصاد" مقابلة خاصة مع مؤسسة "Zein Design" و"Zein Pieces"، زين خليفة، للتعرف اليها عن كثب:

من هي زين خليفة؟ وكيف قررت تأسيس "Zein Pieces" و"Zein Design"؟

تخصصت في التصميم الغرافيكي في "الجامعة الأميركية في بيروت"، "AUB". وبعد التخرج، عملت في مجالي التصميم وتنظيم الحفلات، وكنت في الوقت ذاته، أصنع الاكسسوارات 

في المنزل وأبيعها عبر الإنترنت.

بعد اكتساب الخبرة في التصميم الغرافيكي، بسبب تعاوني مع عدد من الشركات، افتتحت مكتبي الخاص في لبنان. ومن ثم تزوجت وانتقلت للعيش في دبي، لكنني حافظت على المكتب الذي أسسته في بلدي الأم؛ وكنت في تلك الفترة أتواصل مع الزبائن والموظفين، 

بين دبي وبيروت، من خلال الانترنت. ولكن عدت مؤخرا، للاستقرار مجددا في لبنان، مع العلم أن العمل لا يزال مستمرا بين البلدين.

ولا بد من الاشارة الى أننا توصّلنا، زوجي وأنا، الى حل وسطي، فنحن ندعم بعضنا البعض معنويا وعمليا أيضا؛ اذ أنه يدير وكالة للتسويق، وأنا بدوري أعمل في مجال التصميم.

هل تلاقي خدماتك وتصاميمك الإقبال المتوقع؟

من ناحية التصميم، الأوضاع تسير على السكة الصحيحة منذ فترة طويلة. أما في ما يتعلق بـ"Zein Pieces"، فلقد تمكنا من الانتشار بشكل أكبر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

من هم زبائن زين خليفة؟

في التصميم، نتعاون عموما مع الشركات الصغيرة والمتوسطة، بالاضافة طبعا الى بعض المؤسسات الكبيرة.

أما "Zein Pieces"، فهي موجهة الى الأشخاص الذين يحبون الاكسسوارات البسيطة والمميزة والمبتكرة، والتي لا يجدون لها مثيل في الأسواق.

كيف تواجهين المنافسة الواسعة الموجودة اليوم في السوق المحلي والعالمي؟

المنافسة عامل إيجابي حتما في عالم الأعمال، ولكن يجب أن لا يقارن الانسان نفسه بغيره، ويعيش مع هاجس التفوق، بل عليه التفكير بما يحبه فعلا، دون أن يتأثر بمن حوله... أي عليه أن يتعرف الى ما يقوم به المنافسون، ويستوحي الأفكار من الناس والمحيط، ويقدم الأفكار الخاصة والمميزة، دون اللجوء الى التقليد والنسخ.

هل تلجأين بالدرجة الأولى الى وسائل التواصل الاجتماعي من أجل التسويق لشركتيك؟

المواقع الاجتماعية تساعد الى حد كبير على إيصال المنتجات الى الناس بميزانية منخفضة. لكنني أركز من جهة ثانية، على الأصداء الايجابية من الزبائن.

أين ترين نفسك بعد خمس سنوات من الآن؟

أسعى الى توسيع الشركتين، والاهتمام بشكل أكبر في مجال تنظيم الحفلات، بسبب الخبرة التي اكتسبتها في الماضي. لكنني أتروّى في مسيرتي من أجل إعطاء الوقت الكافي لكل مشروع أقوم به.

الرحلة المهنية مليئة بالصعوبات والأحداث غير المتوقعة، كيف عالجت هذا الأمر؟

المواهب موجودة بكثرة في لبنان، لكن المشكلة الأساسية تكمن في صعوبة الوضع الحالي، ما يمنع الأعمال من السير بشكل طبيعي.

ومن هنا، يجب أن يتحلى الشخص بالصبر والقدرة على الصمود، وذلك لكي يبتعد عن التفكير بالاستسلام. فالطموحات لن تتطور من المرة الأولى، وبالتالي علينا المحاولة، ثم 

المحاولة، ثم المحاولة... بالاضافة طبعا الى الإيمان بأن الوقت كفيل بتحقيق الأحلام.

ومن المهم أيضا أن يضع الانسان الخطط البديلة في حال فشل الخطة الرئيسية، وذلك من أجل مواصلة التقدم، وتجنب الوقوف عند حد معين.

كما عليه أن يتأقلم مع الظروف المحيطة به، مهما اشتدت الصعاب وازدادت الضغوط.

ما هي الصفات التي تتمتعين بها وأسهمت في تقدمك؟

أنا مخلصة لعملي، نشيطة، طموحة، وعنيدة في بعض الأحيان. لا أقارن نفسي بغيري، بطريقة مضرة ومسيئة لذاتي بالدرجة الأولى. أقوم بالمستحيل من أجل الوصول الى طموحاتي، أثابر على تحقيق أهدافي، ولا أتذمر على الإطلاق؛ اذ لا أمانع أبدا قضاء ساعات طويلة في العمل.

كيف تمكنت من التنسيق بين المشروعين اللذين قمت بتأسيسهما، وبين حياتك الخاصة والعائلية والاجتماعية؟

عندما أنجبت ابني، قلّصت حدة العمل، وانتظرت حتى تقدم بالعمر قليلا، قبل أن أعود الى الوتيرة السريعة التي كنت أتبعها. لكنني نجحت في تحقيق التوازن رغم الصعوبات الكثيرة؛ اذ أضطر أحيانا للعمل من المنزل، أو العمل في أوقات متأخرة من الليل، وكذلك الأمر بالنسبة الى تحضير الطعام.

وبالتالي أحاول قدر الإمكان تنسيق جدول مواعيدي من أجل إعطاء الوقت الكافي لكل جانب من جوانب حياتي، لأن النجاح المهني والعائلي لا يأتي بسهولة. ولكن رغم كل التعب والجهد، يغلبني الشعور بالذنب من أوقات الى أخرى.

ما هي نصيحة زين خليفة الى المرأة؟

بات من السهل اليوم أن تصل المرأة الى تحقيق طموحاتها، وبالتالي اذا كانت شغوفة بمجال معين، عليها أن تتحلى بالصبر، وتحاول قدر الإمكان الوصول اليه، أو حتى التخطيط للوصول اليه.

فإن لم تعمل المرأة على تنمية ذاتها وقدراتها، ستصل الى مرحلة تشعر فيها بالتعاسة؛ فهي لن تسعد أبدا إن لم تؤمن بنفسها!

والنصيحة الأهم أن تبقى حقيقية وعلى طبيعتها، دون تكبّر أو تصنّع!