حتى أكثر الناس الذين يهتمون بميزانياتهم، قد ينفقون الكثير دون أن يعوا ذلك. ومن هنا، يقترح العديد من خبراء التمويل الشخصي، طرق عدة حول كيفية توفير أكبر قدر ممكن من المال، لكننا معرضون جميعًا لإساءة استخدام النقود من وقت الى آخر.

اذ أشار رائد الأعمال الأميركي والكاتب راميت سيتي (Ramit Sethi)، الى أن "القلق بشأن المخلفات والهدر، يعدّ استخداما سيئا لمواردك العقلية، والحقيقة أنك سوف تضيّع بذلك الكثير من أموالك".

فإذا كنت قلقا حول خفض ميزانيتك، هناك بعض الطرق المتسللة التي يمكن أن تدفع الأشخاص الى إنفاق أموالهم بطرق تافهة للغاية. وفي ما يلي، سنعرض 11 طريقة تهدر بها أموالك دون أن تلاحظ:

لا تتحقق أبدا من كمية إنفاقك.

أحد أكبر الأخطاء التي يرتكبها الناس عندما يتعلق الأمر بالأموال، يكمن في عدم معرفة أين تصرف. ولكي تتوقف عن الوقوع في هذه المشكلة، ينصح سيتي بأن تكون أكثر وعياً حول إنفاقك، كما يقترح إنفاق 50% من دخلك الشهري على المنزل والبقالة، و5% على الاستثمارات، والنسبة المتبقية على المدخرات والنشاطات الترفيهية.

تكاليف الإيجار الخاصة بك تصل الى أكثر من ربع راتبك الشهري.

يمثل الإسكان الجزء الأكبر من ميزانية الأميركيين، حيث يحصل على معدل 37% من رواتبهم.

وأشارت الكاتبة في "Business Insider" والمخططة المالية المعتمدة لورين ليون كول، الى أن خفض تكاليف الإسكان من الممكن أن يؤدي إلى توفير مدخرات أكبر بكثير من التوقف عن شراء القهوة والأفوكادو على سبيل المثال.

وتقترح كول البحث عن سكن يكلف 25% أو أقل من الراتب، بعد احتساب الضريبة، واستخدام النقود التي وفرتها في حسابات التقاعد الخاصة بك.

كما أوضحت أن أفضل حركة مالية بإمكانك القيام بها، هي الانتقال بالفعل إلى منزل أقل تكلفة.

دفعاتك الشهرية على السيارة قد تستنفد مدخراتك.

بعد السكن، يكون النقل عادةً ثاني أكبر تكلفة للأسرة. فإذا لم تتمكن من معرفة أين تذهب أموالك، التفت الى موقف السيارات الموجود تحت المبنى الذي تعيش فيه!

اذ ينفق الأميركيون ما متوسطه 725 دولار شهريا، أو 8700 دولار سنويًا، على سيارة "سيدان" نموذجية متوسطة الحجم، وقد تكون تكلفة التأمين مرتفعة إذا كان السائق يعاني من سوء الائتمان

وتوضح المدربة المالية المعتمدة شيرلي بينينغ، أن العديد من الأشخاص يفرطون في الإنفاق على السيارات، لدرجة أنهم لا يتمكنون من سداد ديون أخرى أو حتى الادخار للتقاعد.

وتابعت: "يترواح دخل عملائي بين 25 ألف دولار إلى 225 ألف دولار، وجميعهم يعانون من المشكلة ذاتها؛ ألا وهي أن عيونهم تكون دائما أكبر من بطونهم!".

تستخدم بطاقة الائتمان الخاصة بك أكثر مما ينبغي! (حتى إن كنت تتمتع بدرجة ائتمانية جيدة).

المؤشر الأكبر الذي يدل على أنك تنفق الكثير على بطاقة الائتمان الخاصة بك، يكمن في التسوق عبر الإنترنت أو الذهاب إلى المركز التجاري عند الشعور بالملل.

فقد وقعت مؤلفة كتاب "Living Well Spending Less"، روث سوكوب، في هذا الخطأ بعد ذهاب زوجها إلى العمل، وبقائها في المنزل للاهتمام بالأولاد. اذ قالت: "كنت أفرط في الإنفاق، رغم أنني لم أنفق أموالًا أكثر من إمكانياتنا".

وبالتالي، من أجل المساعدة في كسر دائرة الإنفاق الزائد ببطاقات الائتمان، حاول وضع حدود أسبوعية للإنفاق، أو الاتجاه نحو التجميد المؤقت للإنفاق.

تعتقد أن القسائم (coupons) ستوفر عليك تلقائيًا في متجر البقالة.

يحصل المتسوقون أحيانا على صفقات جيدة في متجر البقالة من خلال القسائم أو الكوبونات، ولكن في الكثير من الأحيان، تكون المبيعات مخصصة للوجبات الخفيفة الجاهزة، والتي من شأنها أن تهدر المال.

وتوصي الشيف وراء مدونة "Budget Bytes" بيث مونسل، بشراء المكسرات أو الوجبات الخفيفة بكميات كبيرة، ومن ثم تقسيمها بنفسك الى أجزاء أصغر.

وقالت: "عندما أحظى ببعض الوقت، أتجه نحو أسواق المزارعين (farmers' markets )، ومتاجر البقالة الكبرى، لكونها تقدم المنتجات بتكلفة أقل من متاجر البقالة العادية".

لم تقم بمراجعة ما تنفقه على خدمات الاشتراك منذ فترة من الوقت.

من المحتمل أنك تنفق على الاشتراكات الرقمية أكثر من ما تظن! اذ كشفت شركة الاستشارات "Waterstone Management Group"، أن 84% من الأميركيين يستخفون، إجمالا، بما ينفقونه على اشتراكات التكنولوجيا.

فإذا كنت ترغب في تقليص خدمات اشتراكك، يقترح موقع "MarketWatch" إلغاء الخدمات التي لم تستخدمها خلال الشهر الماضي، أو تقسيم الخدمات المختلفة بين أصدقائك.

تشتري المنتجات مقطعة وجاهزة.

شراء الخضروات والفواكه المقطعة قد يوفر لك بعض الوقت في المطبخ، لكنك في المقابل ستدفع حتما ثمن هذا الراحة!

اذ أوضحت المدونة في "Four Hats and Frugal"، أميرة مارتن، أن المتاجر سترفع سعر هذه المنتجات قدر الإمكان. فالأشخاص يلجأون لشرائها لأنهم يحتاجون حقا اليها؛ فهم يحاولون توفير الوقت، لكنهم في الواقع ينفقون المزيد من المال".

تشتري المواد غير الغذائية من محلات البقالة.

قد يكون شراء الأطباق والمقالي من متاجر البقالة، طريقة أخرى تنفق من خلالها أكثر مما تحتاج إليه. وفي حين تقدم هذه المتاجر خصومات رائعة على الخضار والمنتجات الغذائية، تعمد في المقابل الى زيادة أسعار المواد غير الغذائية، مثل الأدوات المنزلية، والصابون، وحفاضات الأطفال،...

ومن هنا، تنصح مارتن بشراء الأدوات المنزلية من محلات "IKEA" على سبيل المثال. وتقترح على الناس الانتظار، اذ بإمكانهم الحصول على مأكولاتهم من متجر البقالة، ومن ثم الانتقال إلى متجر آخر متخصص في الأدوات المنزلية؛ ما سيوفر عليهم الكثير من المال".

تشتري البنزين عالي الجودة.

إذا كنت تشتري بشكل متواصل البنزين عالي الجودة، فأنت تهدر المال دون معرفة ذلك!

اذ كشف تقرير صادر عن "رابطة السيارات الأميركية"، "AAA"، أن الأميركيين يهدرون أكثر من 2 مليار دولار سنويًا على البنزين الممتاز. والخبر السيء هو أن تكلفة هذا النوع من الوقود قد ارتفعت منذ عام 2009.

ويشير مدير قسم هندسة وإصلاح السيارات في الرابطة، جون نيلسن، الى أنه بناءًا على اختبارات "AAA"، لا يمكن للمركبات التي توصي فقط باستخدام البنزين الممتاز، الاستفادة بشكل كامل من وقود الأوكتان العالي، ونتيجة لذلك ، فإن الفائدة التي تأتي من الترقية إلى البنزين الممتاز، قد لا تعوض تكلفته المرتفعة.

تشتري زجاجة امن لماء بشكل يومي.

أتوجه بهذه الرسالة الى الأشخاص الذين يستهلكون عبوات الماء: أنتم لا تقتلون الكوكب فحسب، بل تهدرون أموالكم أيضا!

اذ أن الزجاجة القابلة لإعادة الاستخدام والتي يبلغ سعرها 20 دولارًا تقريبا، توفر متوسط 6180 دولار بعد 5 سنوات من الاستخدام، وذلك وفقًا لـ"جامعة ولاية بنسلفانيا".

وبالتالي اذا كنت تصر على شراء عبوة مياه في كل مرة تذهب فيها إلى المتجر، فأنت تنفق الأموال دون أي فائدة. ومن خلال الانتقال إلى الزجاجات القابلة لإعادة الاستخدام، يمكن للأشخاص أن يوفروا على أنفسهم آلاف الدولارات، ويساعدوا بذلك البيئة عن طريق تقليل كمية النفايات البلاستيكية.

تستحم لفترات طويلة.

قد تستمع بشعور الماء الساخن على ظهرك خلال فصل الشتاء، لكنك ستدفع ثمن هذا الأمر في وقت لاحق.

ففي الواقع، يشكل تسخين المياه نسبة 12% من فاتورة الطاقة للأسرة، وفقا لوزارة الطاقة الأميركية.

ومن أجل توفير المال وزيادة كفاءة استخدام الطاقة، استحم بسرعة، واستخدم المصابيح المتوهجة (أي التي ينبعث منها الضوء نتيجة تسخينها)، وأغلق الثلاجة عند التفكير بما ستأكله.