هي فخر لوطنها ​لبنان​، استقت فكرتها من حاجة أبناء بلدها اليها، فعمدت الى بلورتها وتوسيعها حتى أصبحت مشروعا متكاملا يقدم الحلول الفعلية والفعالة، ويسهم في تحسين مستوى المعرفة في المجتمع.

بدأت بحصد ثمار إنجازها وهي بعمر صغير، اذ وضعت رجلها على سلم النجاح في عمر الـ27 فقط، لتثبت أن الانسان قادر على تحقيق حلمه في أي وقت؛ سواء كان شابا أم عجوزا!

ومؤخرا، ورد اسمها في قائمة "30 تحت الـ30" التي نشرتها مجلة "فوربس"، والتي تلقي الضوء على المبدعين العرب أو المقيميين في دول المنطقة، الذين تألقوا وحققوا نجاحا. وتضم هذه القائمة 30 شخصاً تبلغ أعمارهم 30 سنة أو أقل.

كان لـ"الاقتصاد" مقابلة خاصة مع الشريكة المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة "Synkers"، أودري نكد، للتعرف اليها بشكل أكبر:

من هي أدوري نكد؟

حصلت على إجازة في التجارة، تخصص تمويل، من جامعة "كونكورديا" في كندا. شغلت مناصب عدة في شركات كندية مثل "Sun Life Financial" و"Sun Life Global Investments"، كما عملت كمدرسة في "APlus Tutorials".

وذات يوم، لجأت الي شقيقتي لتشكو من صعوبة إيجاد مدرس خصوصي؛ وقد صدمت بالفعل من هذا الواقع. وبعد أن قمنا بأبحاث ودراسات حول السوق ومتطلباته، وجدنا أن التقدم يحصل بكثرة في المجالات كافة، باستثناء التعليم.

ومن هنا، قررت مع شريكتيّ، سيبيل نكد وزينا سلطاني، بناء منصة اسمها "Synkers" تسهل عملية التواصل ما بين التلاميذ والأساتذة، وذلك من خلال ثلاث مراحل سهلة للغاية:

- اختيار المادة المطلوبة.

- إيجاد المدرّسين بحسب متطلبات كل شخص؛ أكان من ناحية التاريخ، والوقت، والسعر، والعنوان،...

- الحجز من خلال التطبيق بحسب تفضيلات التلميذ، أي الاجتماع بشكل مباشر أو عبر الانترنت.

ويستطيع الطالب معرفة جميع التفاصيل المتعلقة بكل أستاذ (دراساته الجامعية، خبرته، التقدير الحاصل عليه من الطلاب الذين تعاملوا معه،...). ولا بد من الاشارة الى أن 80% من الأساتذة هم طلاب جامعات متفوقين وحاصلين على علامات مميزة جدا بالمواد التي يعلمونها للطلاب، في حين أن نسبة الـ20% المتبقية، فتشمل أساتذة متخصصين يدّرسون بالفعل في الجامعات أو المدارس.

والتطبيق مجاني للمستخدمين والطلاب، والإتفاق يتم بين الطالب والأستاذ دون أي تدخّل من قبلنا. كما أن "Synkers" متاح على منصتي "iOS" و"أندرويد".

ما هي العوامل التي ساعدت تطبيق "Synkers" على الانتشار؟

الأسباب كثيرة وأهمها وجود نقص في هذا المجال. فالناس بحاجة الى "Synkers"، وقد لاحظوا بالفعل أن هذا التطبيق يسهم في حلّ مشكلة حقيقية. وبعد التجربة، اكتشف المستخدمون أننا نقدم ما نعد به، أكان من ناحية نوعية الأساتذة أو جودة الخدمات المقدمة.

وبالاضافة الى ذلك، لقد أثبتنا أننا نساعد في تحسين الأداء الأكاديمي للطلاب بنسبة 20%.

معنويا، ماذا يعني لك أن يرد اسمك في قائمة "30 under 30" التي نشرتها "فوربس" مؤخرا؟

أنا سعيدة للغاية وفخورة بهذا الأمر، اذ أشعر أنه بمثابة إنجاز في مسيرتي، لأن "فوربس" تعدّ اسما كبيرا وذات مصداقية عالية، وبالتالي تنظر بشكل كبير الى التأثير القادم من المشاريع المختلفة. ومن هنا، عندما لاحظت هذه المجلة أن 30 ألف تلميذ يستخدمون التطبيق، ويشعرون بالرضا من النتائج المحققة، رأت أن هذه المشروع يستحق التقدير؛ ما أعطاني دفعة قوية الى الأمام، فبعد "فوربس"، تواصلنا مع العديد من المؤسسات، ما أسهم في انتشار التطبيق بشكل أكبر.

وتجدر الاشارة هنا الى أن الأساتذة الذين نتعامل معهم هم طلاب جامعات موهوبين، وبالتالي أشعر بسعادة عارمة عندما أسمعهم يقولون شكرا لـ"Synkers"، لأنهم تمكنوا من خلالها من دفع مصاريف دراستهم. كما أفرح عندما أرى التلاميذ ينجحون في مادة معينة بسبب تطبيقنا.

برأيك، ما هي الصفات التي ساعدتك على التقدم والنجاح في عالم ريادة الأعمال؟

أولا، المثابرة؛ فرائد الأعمال يواجه عقبات جديدة بشكل يومي، وبالتالي إن لم يواظب على تحقيق أهدافه، ويتحلى بالصبر، لن يتمكن أبدا من الوصول.

ثانيا، أنا أحب ما أقوم به؛ فالانسان لن يصل أبدا الى النجاح دون أن يكون شغوفا بمهنته.

ثالثا، رغبتي وإصراري على التأثير في عالم التعليم.

هل أثر عمرك الصغير على نظرة الناس اليك؟

عمري الصغير الذي يظهر جليا من خلال مظهري الخارجي سبب لي بعض المشاكل في بداية الطريق. ولكن النظرة كانت تتغير على الفور عندما أبدأ بالحديث.

ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهك في مسيرتك؟

أولا، بناء فريق العمل المناسب، وإيجاد المواهب المتخصصة في المنطقة.

ثانيا، تخطي مشكلة الأحكام المسبقة حول الخدمات عبر الانترنت؛ فنحن أول منصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بشكل عام، وفي لبنان بشكل خاص، تقدم هذا النوع من الخدمات. وبالتالي نضطر لتوعية الأشخاص كثيرا وإعلام الأهل أن التعامل عبر الانترنت آمن بشكل كامل، وأن استخدام هذه الحلول يعدّ أمرا جيدا ومفيدا. فكل ما هو متعلق بالتكنولوجيا في لبنان لا ينال بالعادة ثقة الكثيرين بسرعة.

ومن هنا، كانت عملية إقناعهم بأن هذه المنصة مفيدة وآمنة، بمثابة تحدٍّ كبير.

ما هي الخطة التي تسعين الى تحقيقها في المستقبل؟

أطمح أن يستعين كل تلميذ في المنطقة والعالم بتطبيق "Synkers"، وذلك ليس بهدف زيادة عدد المستخدمين فحسب، بل لأننا نعلم أن هذا الحل سيسهم في تحسين الأداء الأكاديمي، وسينقله الى مستويات عالية.

ومن هنا، أتمنى أن تصبح منصة "Synkers"، بمثابة مجتمع يهدف الى تبادل المعرفة، وذلك من أجل الاستفادة والإفادة.

من يقدم لك الدعم؟

تلقيت الدعم من العائلة والأصدقاء، فأنا أحيط نفسي بأشخاص يتفهمون ما أقوم به ويقدرون رسالتي.

وبالاضافة الى ذلك، لدي العديد من المرشدين من جميع أنحاء العالم، ومن مختلف القطاعات والمجالات. وهذا الأمر أساسي للغاية في عالم الشركات الناشئة، خاصة وأن "Synkers" هي شركتي الأولى.

هل تنجحين في تحقيق التوازن بين حياتك الخاصة ومسيرتك المهنية في ظل الضغوط الكثيرة الموجودة؟

التوازن كان صعبا وخاصة في بداية الطريق، وذلك لأن عالم ريادة الأعمال مليء بالمسؤوليات اليومية، ما يدفع صاحب المشروع الى إهمال حياته الشخصية الى حد ما.

ولكن بعد حوالي سنة ونصف، رأيت أن هذا النمط غير صحي، وبالتالي يجب أن أحقق بعض التوازن، بطريقة أو بأخرى؛ فالتوازن الكامل هو أمر شبه مستحيل.

نصيحة الى جيل الشباب.

أقول لنفسي دائما: "Don’t wait for things to happen, go out and make them happen"، أي "لا تنتظر حدوث الأشياء، بل اخرج واجعلها حقيقة".

لا نستطيع بعد الآن إعطاء الأعذار حول عدم إيجاد فرص العمل، فهناك جهات دعم كثيرة، أكانت رسمية أم خاصة، تساعد كل صاحب مشروع على تنفيذ فكرته. ومن هنا، فإن كل فكرة ممكنة وقابلة للتنفيذ، وبإمكان كل شخص أن يؤسس عمله الخاص.