عمل في قطاع الاعلام لـ15 سنة ثم توجّه الى التخصّص في مجال التدريب وعلم النفس الايجابي في احدى الجامعات البريطانية واسس شركة متخصصة في هذا المجال.

أدّى به شغفه في الاعلام  والتدريب الى توسيع باكورة علاقاته مع الناس والى تحسين اوضاعهم وصحتهم النفسية الامر الذي ادى الى تحسين نمط حياتهم ضمن بيئتهم ومجتمعهم.

انسان هادئ يضع النقاط على الحروف ويرسم اهدافه المستقبلية بكل تروّ ووضوح، ويعمل على كسب ثقة الناس في كل ما يقدم لهم من تدريبات ضمن ورش عمل متخصصة.

وللاضاءة على تجربته الفريدة، كان لـ"الاقتصاد" مقابلة مع مؤسس شركة "Nec Ultra Plus" ميلاد حدشيتي.

- ما هي ابرز المراحل التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية والدراسية؟

تخصصت في مجال الاعلام في الجامعة اللبنانية وبدأت العمل كمعد ومقدم ورئيس تحرير للعديد من البرامج التلفزيونية. وفي الوقت عينه، عملت في المجال الاذاعي كمعد ومقدم لعدد من البرامج وذلك لفترة 15 عاماً. بعد هذه المرحلة، انتقلت الى عالم التدريب حيث تخصصت في مجال "coaching psychology" وتقنيات التدريب ومؤخراً حصلت على ماجستير في مجال علم النفس الايجابي من جامعة "ايست لندن" البريطانية.

بعد عودتي الى لبنان، قمت بتأسيس شركة "Nec Plus Ultra" المتخصصة بالتدريب وتحسين مهارات الانسان في العام 2011. واحسست انه خلال العشر سنوات اصبح لدى الانسان الرغبة بتطوير مهاراته وقدراته بعيداً عن ما تقدم له الجامعة او المدرسة أو العمل، وبسبب وجود انتباه اكثر للمهارات الحياتية التي من الممكن ان تحدث فرقاً في النجاح على الصعيد العملي او على الصعيد الانساني وفي كيفية ادارة الحياة بشكل عام، ومن هنا تخصصت في مجال علم النفس الايجابي الذي يعنى بجودة الحياة وذلك عبر استخدام تقنيات واساليب تساعد الانسان على يشعر بالسعادة والراحة وان يكون ناجحاً بالعمل الذي يقوم به.

الى جانب الشركة، قمت بتأسيس جمعية "Humanship" تُعنى ببث الايجابية في لبنان وتشجيع الناس على العناية بصحتهم النفسية. بالاضافة الى ما تقدم، اقوم بالتدريس والتدريب على التواصل في الجامعة اللبنانية والجامعة الانطونية وجامعة "LGU".

- ما هي ابرو الصعوبات التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية على صعيد الاعلام والتدريب؟

على الصعيد الاعلامي، كان هناك منافسة كبيرة جداً يقابلها فرص عمل قليلة جداً والمجال الاعلامي غير ثابت اذ يشهد صعوداً وهبوطاً في العديد من المراحل كما ان العمل فيه يشهد الكثير من التقلبات وهذا العامل الاول الذي جعلني انتقل نحو مهنة التدريب لانني كنت اهدف الى الحصول على نوع من الاستقرار المهني. ومن الصعوبات الاخرى التي واجههتها ايضاً اننا نعيش في مجتمع نقدم فيه مادة اعلامية غير سلعوية اي انها لا تحتوي على الابهار التي تحاول بعض المؤسسات الاعلامية الحصول عليه في اطار التشنجات والغضب واثارة المشاعر السلبية عند الناس، وانا عملت كثيراً على الشعور الايجابي وكان تحدياً كبيراً لي في هذا المجال من خلال ايجاد الفرصة لايصال هذه الرسالة عبر وسائل الاعلام.

كما ان من ابرز التحديات ايضاً، ضيق سوق العمل في لبنان بحيث ان العرض اكبر من الطلب بالاضافة الى الركود في الاقتصاد اللبناني، وهذا الامر ادى في كثير من الاحيان بتغيير في أولويات الناس بحيث ان الهموم الاقتصادية تتصدر كل المواضيع الاخرى وخاصة ما اقدمه في مجال التدريب.

ومع العلم ان على الانسان ان يهتم بصحته النفسية، ولان في مجتمعاتنا لا نشجع كثيراً على الاعتناء بالصحة النفسية والصعوبات تكمن في ايجاد السبيل المناسب لايصال هذه الافكار الى الناس والرأي العام. والناس تقبلت كل الافكار التي طرحتها وقد اعطوني الثقة في كل ما قمت به.

- ما هي الصفات التي تتمتع بها شخصيتك وساعدتك على تخطي كل الصعوبات؟

انا انسان ايجابي واصمم على العمل بهدوء واضع اهداف بسيطة وصغيرة كي استطيع ان احققها بكل وضوح أمامي، وهذا عامل ساعدني كثيراً وخاصة وانني لا اسمع للآراء السلبية ولا اتعرض لخطر الاحباطات من الاشياء السلبية من حولي. مثال على ذلك، عندما اصدرت كتابي تحت عنوان "365 نحو حياة ايجابية" كان الناس يقولون لي بان لا احداً يقرأ في لبنان وانه يتوجب عليي ان اطبع منه 400 نسخة، ولكن وعلى العكس، قمت ببيع 15 الف نسخة بين لبنان والدول العربية حتى اليوم، وهذا الامر يدل على انه لا يجب ان يستمع الى الامور السلبية والاحباطات التي تدور من حوله في الحياة اليومية.

- هل هناك منافسة بين شركتك وشركات اخرى تتعاطى نفس المجال في لبنان؟

هناك تنافس كبير بين الشركات في لبنان لان سوق العمل ضيق ولذلك قمت بتوسيع نشاطاتي واصبحت ادرب في السعودية والامارات والكويت لاخرج من هذه المنافسة واوسع نطاق الجمهور الذي يتابعني.

- هل هناك خطط مستقبلية؟

اعمل على تنفيذ برامج علمية جديدة في شركتي وانا من المتابعين لكل التطورات على الصعيد العلمي والاتجاهات العلمية على صعيد التدريب  وهذا ما يجعلني اضع خططاً للمستقبل في البرامج العلمية والتقنيات المتبعة.

- ما هي نصيحتك للشباب اللبناني في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي نمر بها في هذه الايام؟

الشباب اللبناني طموح ولديه امنياته واحلامه ولكنني انصحه بان يصغّر احلامه ويحولها الى طموحات صغيرة وادعوه بالا ييأس من المحاولة الأولى، فالنجاح لا يأتي من المحاولة الأولى بل عليه ان يحاول مرة تلو المرة لنصل الى هذا الهدف ويجب ان يكون لديه مرونة نفسيّة تساعده على تخطي كل العقبات التي تعترض طريقه، وخاصة انه يعيش في مجتمع لا يساعده او يشجعه كثيراً.