يُقال "ابتسم وتفاءل بالخير مهما اشتدت الصعاب، وتصرف كأنك تواجهها لأول مرة!"... فوراء كل نجاح، توجد قصة مختلفة، مليئة بالأمل والإحباط، غنية بالتقدم والفشل، ومفعمة بالإيمان واليأس... و​رجل الأعمال اللبناني هلال عيتاني​ هو خير مثال على ذلك. فقد تسلق السلم درجة درجة، وركز خلال رحلته على هدف واضح، دون تضييع وقته بالمخاطر التي كان من الممكن أن تشكل عائقا في طريقه!

نجاحه ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة جهوده المتواصلة، وإصراره اللامتناهي، وإرادته الصلبة؛ فالشخص الفائز في النهاية هو من لديه القدرة على التحمل والصبر.

للتعرف أكثر الى مؤسس شركة "H.I.F.C.C. FZE"، هلال عيتاني، كان لـ"الاقتصاد" هذه المقابلة الحصرية معه:

من هو هلال عيتاني؟ وما هي المراحل التي مررت بها حتى قررت تأسيس شركتك الخاصة؟

تخرّجت عام 2001 من "الجامعة اللبنانية"، كمهندس مدني، وحصلت في 2006، على ماجستير في الإدارة الهندسية (Engineering management)، من "الجامعة الأميركية في بيروت"، "AUB". كما نلت عام 2016، ماجستير ثانٍ في قانون البناء والتحكيم (Construction Law and Arbitration)، من جامعة "Robert Gordon" في اسكتلندا.

وأنا اليوم عضو معتمد في "الرابطة الأميركية لمهندسي التكلفة الدولية" (American Association of Cost Engineers International – AACE)، فرع الولايات المتحدة ولبنان، وعضو معتمد في "Chartered Institute of Arbitrators"، فرع بريطانيا ولبنان، وعضو في "Institute of Construction Claims Practitioners" في دبي.

أما بالنسبة الى الانطلاقة المهنية، فقد بدأت بالعمل الفعلي عام 2002، في قسم البيئة في شركة "خطيب وعلمي". وانتقلت بعد سنة الى شركة "Davis Langdon Lebanon" حيث عملت في مجال العقود والمطالبات والشكاوى (construction contracts and claims).

واكتشفت بعد فترة، حاجتي للحصول على بعض التدريب العملي مع المقاولين، من أجل اكتساب المزيد من الخبرة على الأرض. وقد حالفني الحظ في الانضمام الى شركة "حورية للمقاولات"، التي استلمت مشروع "أسواق بيروت"؛ وهذا المشروع أعطاني دفعة قوية الى الأمام، اذ كنت حينها مسؤولا عن العقود، وترقيت بعد ذلك الى منصب مدير العقود في الشركة بأكملها.

واستمريت بهذا النشاط المهني لمدة حوالي سبع سنوات، وقد أتاح لي صاحب الشركة خلال هذه المدة، فرصة العمل بشكل مستقل على استشارات خاصة بي. ومن هنا، استلمت عدد من الاستشارات خارج الشركة، وبدأت بتطوير نفسي ومهاراتي من خلال قراءة الكتب المتعلقة بكل قضية أو حالة، ما أسهم في تعزيز معرفتي؛ فتعاونت مع شركات عدة في قطر، وكنت أسافر بشكل أسبوعي.

وبعد ذلك، انضممت الى "Hill International - Claims Group"، حيث بقيت لمدة ثلاث سنوات - من عام 2012 وحتى عام 2015 - ترقيت خلالها ثلاث مرات بسبب مستوى المعرفة الذي اكستبته والخبرة التي حققتها. كما استملت منصب المدير الإقليمي في الشركة، وكنت حينها واحدا من أصغر المديرين الإقليميين العرب؛ ولا بد من الاشارة الى أن هذه الشركة تحتل حاليا المرتبة الأولى في العالم في مجال المطالبات، وقد تحوّل اسمها الى "HKA".

ومع مرور الأيام والسنوات، شعرت بالتعب الشديد من كثرة السفر والمشاريع، وأردت قضاء المزيد من الوقت مع عائلتي، ومن هنا، قررت العودة الى لبنان، وتأسيس شركتي الخاصة.

فعدت الى بلدي الأم، وأطلقت بعد فترة من الدراسة والأبحاث، شركة "H.I.F.C.C. FZE"، التي يقع مقرها في الامارات، والتي تضم اليوم فريق عمل مكون من ستة أشخاص، نعمل معا يدا بيد، ونقدم خدماتنا لمشاريع عدة في السعودية، الامارات، وقبرص؛ وأعتقد أننا أول شركة عاملة في مجال الاستشارات والمطالبات تدخل الى السوق القبرصي، اذ حصلنا على واحد من أكبر المشاريع في البلاد.

وفي الوقت الحاضر، نحن نعمل من دبي، ولكن في المقابل، أستلم بعض المشاريع في لبنان على اسمي كمهندس. فخدماتنا مستندة علينا وعلى مهاراتنا الخاصة، وبالتالي فإن الجودة الوحيدة التي بإمكاننا تقديمها تكمن في المعرفة التي نتحلى بها؛ فما نعرفه هو ما نقدمه، ولهذا السبب يلجأ الناس إلينا.

ما هي العوامل التي ساعدتك على تحقيق التقدم في مسيرتك المهنية؟

النزاهة والشفافية، بالاضافة طبعا الى نوعية العمل وجودة الخدمات المقدمة. فهذه العوامل أتاحت لنا اكتساب ثقة الزبائن وولائهم؛ اذ لا نخدعهم أو نغشهم بغية الربح المادي، بل نسعى الى خدمتهم بكل صدق وأمانة، كما نعمل بضمير، من أجل تقديم ما تتطلبه كل حالة.

ونشكر الله لأن "صيتنا مثل الذهب"، والشركة تسير على السكة الصحيحة، وقد نجحنا في بناء قاعدة وفية من الزبائن المنتظمين، في لبنان والخارج.

ما هي طموحاتك المستقبلية؟

الطموحات لا تتوقف أبدا، ومن المهم جدا أن نتطلع دائمًا إلى الأمام. فنحن نطمح حتما الى تحقيق التوسع، وتقديم المزيد من الخدمات، في حين أن الأوضاع العامة لا تشجعنا على القيام بهذه الخطوة.

ولكن من المتوقع أن يتوسع فريق العمل ليصبح مكونا من عشرة أشخاص بعد ثلاث سنوات، ومن 15 شخص بعد خمس سنوات.

من قدم لك الدعم في مسيرتك وشجعك على الاستمرار وعدم الاستسلام رغم الصعوبات؟

حصلت على الدعم الأكبر من والدي قبل وفاته. أما اليوم، فأنال كل التشجيع اللازم من عائلتي، وخاصة من زوجتي التي وقفت الى جانبي على الدوام، ولطالما كانت متفهمة لطبيعة عملي وسفراتي المتواصلة.

هل شعرت يوما بالتقصير تجاه عائلتك وأولادك بسبب العمل؟

خلال الفترة الأولى، سيكون التقصير بالتأكيد سيد الموقف، في حين أن اليوم تغيرت الأمور الى حد ما، مع العلم أنني لا زلت أسافر بشكل أسبوعي، لكنني أمضي في المقابل، كل الوقت المتبقي مع عائلتي، وأركز بشكل كبير على نوعية هذا الوقت وجودته.

كيف تصف مسيرتك المهنية؟

مسيرتي كانت صعبة حتما، وقد ضحيت كثيرا وتعبت حتى وصلت الى ما أنا عليه اليوم. كما أن عائلتي قدمت أيضا العديد من التضحيات.

ولا بد من الاشارة الى أنني لا زلت أتابع الدورات التعليمية، وأقرأ كثيرا، وأشارك في المؤتمرات والمنتديات وورش العمل، من أجل مواصلة تطوير مهاراتي وخبراتي ومعرفتي.

ما هو الإنجاز الأكبر الذي حققته في مسيرتك؟

سيحقق الانسان إنجازات عدة في مراحل مختلفة من حياته. وبالتالي سنعايش دائما إنجازات صغيرة، متوسطة أم كبيرة.

ما هو الشعار الذي تتبعه في حياتك؟

"Committed to superior quality and results"، أي "ملتزمون بالجودة العالية والنتائج الأفضل".

ما هي نصيحة هلال عيتاني الى جيل الشباب؟

"Work hard": اعلموا بجهد.

"Read more": اقرأوا أكثر.

"Invest in yourself": استثمروا في أنفسكم.

كما يجب على جيل الشباب أن يصبروا، لأن الصبر سيأتي بثماره في النهاية.