تتخذ الادارة الاميركية مجموعة من القرارات والاجراءات البالغة القسوة ضد ايران والذي بدأت مع اعلان خروج ​واشنطن​ من الاتفاق النووي لتتوج مجموعة قرارتها الرامية الى محاصرة الاقتصاد الايراني بالاعلان الصادر في بداية الاسبوع عن رفضها تجديد الاستثناءات الممنوحة لعدد من الدول لشراء النفط ال​إيران​ي، بدءًا من أيار المقبل والهادف الى تصفير صادرات لبلاد النفطية.

قرار التصعيد هذا ينذر باحتمال انهيار اقتصاد ​طهران​ المأزوم الذي يعتمد بشكل كبير على الصادرات النفطية ، حيث اكد الممثل الأمريكي الخاص للشؤون الإيرانية برايان هوكن، أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة حرمت الحكومة الإيرانية أكثر من 10 مليارات دولار من إيرادات النفط، كما يشكل هذا القرار ضربة للدول التي لا زالت تزود نفسها بالنفط الإيراني.

قرار الولايات المتحدة دفع طهران الى اطلاق مواقف نارية حيث شدد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي على أن طهران ستصدر الكمية التي تريدها من النفط، ولن تستطيع واشنطن تركيعها، ليأتي التصعيد الخطير من الجانب الايراني بالتهديد باغلاق مضيق هرمز الممر الملاحي الاستراتيجي لنقل النفط في الخليج إذا تم منع طهران من استخدامه.

وفي اطار هذا الموقف والموقف المضاد يبقى السؤال هل تستطيع ايران من الصمود اما المخطط الاميركي وكيف ستتحمل تبعات هذا القرار في ظل ما يعانيه اقتصاد البلاد من مشاكل وصعوبات وهل بالفعل ستلجأ طهران الى تنفيذ تهديداتها التي تطلقها دائما باغلاق مضيق هرمز .

كل هذا الاسئلة وغيرها حملها موقع الاقتصاد الى الخبير الاقتصادي في الاردن د.مازن ارشيد .

ارشيد : القرار الاميركي كارثي على الاقتصاد الايراني واغلاق مضيق هرمز هو بمثابة اعلان حرب

بداية وفي اطار قرار الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ الاخير بعدم تمديد الإعفاءات لبعض الدول المستوردة للنفط الايراني، ماذا يعني هذا القررا وهل ستتمكن واشنطن برأيك من "تصفير" صادرات النفط الايراني ؟

يهدف قرار واشنطن الاخير الى جعل ايران لا تصدر انتاجها من النفط، وظهر واضحا تراجع صادرات ايران بشكل كبير حيث كانت البلاد تنتج منذ حوالي السنة ما يقارب 3 مليون برميل نفط يوميا واليوم هذا الانتاج تراجع الى ما دون المليون برميل يوميا.

واعتقد انه جراء هذه العقوبات وعدم تمديد استيراد النفط الايراني من الممكن الوصول الى تصفير هذه الصادرات وستكون لدى ايران صعوبة كبيرة في تصدير نفطها.

كيف سيكون اثر هذا القرار على الاقتصاد الايراني وعلى توفر العملة الصعبة في البلاد ؟ وهل ستصمد طهران امام هذه الحصار الاميركي؟

ان الاقتصاد الايراني ومن جراء هذا القرار سيكون في وضع حرج وهو في الاساس يعاني من مشاكل كبيرة، حيث ان الريال الايراني يرزخ تحت ضغط كبير في الاسابيع القليلة الماضية حيث كان الدولار ومنذ حوالي العام يساوي حوالي 30 الى 40 الف ريال ايراني، لكن اليوم تجاوز ال 130 الف ريال ايراني .

واعتقد ان القرار الاميركي سيكون كارثي على الاقتصاد الايراني نظرا الى ان حوالي 60 الى 70% من دخل البلاد تأتي عن طريق الصادرات النفطية الى الخارج.

وتعاني البلاد من ارتفاع معدلات التضخم والذي تجاوز 30 %، واتوقع المزيد من الضغوط على العملة المحلية وزيادة المشاكل التضخمية للاقتصاد الذي سيتسبب به قرار الرئيس الاميركي ترامب الاخير وبالتالي سينعكس هذا الوضع على الحياة المعيشية للمواطنين..

برأيك ما هي الحلول المطروحة امام الجانب الايراني؟

اعتقد ان البدائل اوالحلول امام الجانب الايراني هي ضئيلة جدا فاليابان مثلا اعلنت في الاونة الاخيرة انها لن تعتمد على صادراتها من النفط الايراني التي لا تشكل سوى 3 % من ايراداتها النفطية، معربة عن عدم معارضتها لوقف استيراد النفط الايراني، ومن المعلوم ان اليابان تأتي في المرتبة الرابعة من حيث استيراد النفط في العالم وبالتالي تصريحها العلني يعطي فكرة واضحة بان هناك دول لن تستمر في التعامل مع ايران.

كما ستعاني دول اخرى مستوردة للنفط الايراني من مشاكل كبيرة مثل الهند وغيرها الذي اعتقد انها ستتبع نفس توجه اليابان، وامام ايران فترة صعبة من حيث قدرتها على تصدير منتجاتها النفطية الى الخارج .

كيف سيؤثر هذا القرار على الدول المستوردة للنفط الايراني ؟ وهل ستعمد بالفعل الى وقف استيرادها؟

لا اتوقع ان تتأثر هذه الدول من جراء وقف استيرادها للنفط الايراني وبرايي فانها ستعمد الى الالتزام بالقرار الاميركي لتجنب الاصطدام مع ترامب والجانب الاميركي حيث ان امام هذه الدول الكثير من البدائل لتأمين احتياجاتها النفطية من الممكن ان تكون السعودية والامارات او غيرها من الدول نظرا الى ان العديد من الدول تعهدوا بسد الفجوة من نقص امدادات النفط في السوق العالمي وعلى رأسهم الرياض وابوظبي ولا اتوقع ان يشهد السوق اي مشاكل في هذا الاطار .

واتوقع ان توقف معظم الدول الحليفة للولايات المتحدة بالفعل استيرادها للنفط الايراني .

برأيك ما الذي ستجنيه الولايات المتحدة من هذا الحصار التي تفرضه على طهران ؟ وهل تطمح واشنطن من خلال هذه العقوبات الى مفاوضات وفق اسس جديدة؟

الهدف الاميركي المعلن هو وقف دعم ايران وتدخلها في منطقة الشرق الاوسط ، ولا اتوقع ان واشنطن تطمح من خلال هذه العقوبات الى اجراء مفاوضات جديدة مع الجانب الايراني، وطهران ستنتظر الانتخابات القادمة ولو طالت لمعرفة امكانية استمرار ترامب في الرئاسة وادارة اللعبة في اميركا او لا ، ولا اتوقع باي شكل من الاشكال ان يكون هناك نوع من انواع التفاوض بين الجانبين او ان طهران تستجيب لهذه الضغوط .

وهل ستعمد طهران الى تنفيذ تهديداتها باغلاق مضيق هرمز ؟

لا اتوقع ان تقدم طهران على تنفيذ تهديداتها التي تطلقها باغلاق مضيق هرمزعلى الرغم من ان هذه المرة هناك جدية اكبر من ذي قبل ، حيث عمدت طهران في فترات السابقة الى التهديد بمواجهة العقوبات الاميركية من خلال اغلاق هذا المضيق الحيوي.

لكن في الوقت نفسه فان تصريحات واشنطن المقابلة اكدت ان اي عملية اغلاق هذا المضيق الذي يعتبر معبر دولي هو اعلان حرب وستكون النتائج وخيمة ولا اتوقع ان طهران سوف تعمد الى تنفيذ تهديداتها بل برايي قد تنتظر لمعرفة مدى استمرار ترامب بالحكم من عدمه .