يُقال "النجاح هو الحصول على ما تريد، والسعادة أن تريد ما تحصل عليه"، وسيدة الأعمال ليندا شكور من مناصري السعادة في مختلف جوانب الحياة، وخاصة في مجال ​العمل​، اذ تؤمن بأن رسالتها هي نشر السعادة من خلال شغفها وخبراتها ومهاراتها.

تسعى شكور الى تقديم أفضل ما لديها للشركات والعملاء الذين تتعامل معهم، كما تتمتع بأكثر من 1000 ساعة من الخبرة العملية في التدريب والتوجيه، وخاصة في ما يتعلق بتمكين الأفراد وإلهامهم. اذ تقدم الورش العملية، بالاضافة الى مجموعة متنوعة من برامج التدريب للأطفال والبالغين، بهدف زيادة مستويات الانسجام لديهم، وبناء الثقة، وحثهم على التحكم بقراراتهم وأفعالهم، من أجل الوصول الى الحياة التي يرغبون بعيشها.

والى جانب ذلك أيضا، تنظم محاضرات حول "السعادة"، موجهة لمساعدة الأفراد على تطوير معرفتهم ومواقفهم، من أجل تحقيق النجاحات والإنجازات، والوصول الى مستويات معينة من الرضا. كما توفر شكور الدورات التدريبية باللغات الإنجليزية أو الفرنسية أو العربية، مع التركيز على بناء علاقة إيجابية مع جميع الأفراد المعنيين.

 هي كاتبة مساهمة في مجلات عدة، حيث تنشر مقالاتها في " Fabulous Parenting"،   و" Friday"، و" Aquarius". وقد استضافتها العديد من الإذاعات والمحطات التلفزيونية   المحلية والإقليمية، من أجل مشاركة أفكارها حول مختلف المواضيع المتعلقة بتحسين الحياة   والاهتمامات العائلية.

  كما أنها مدربة معتمدة من "Lebanese Coach Association"، "LCA"     و"International Coach Federation" (الاتحاد الدولي للمدربين)، و"Anthony   Robbins Coaching".

فلنتعرف أكثر الى مؤسسة "Emerge Coaching" ليندا شكور، في هذه المقابلة الخاصة مع "الاقتصاد":

من هي ليندا شكور؟

حصلت على إجازة في إدارة الأعمال والتسويق (business marketing)، وماجستير في إدارة الضيافة (Hospitality management). وعملت في مجال الضيافة وإدارة الفنادق والمطاعم لمدة حوالي عشر سنوات.

ولكن بعد أن تزوجت وأنجبت الأولاد، زادت مسؤولياتي، وبالتالي لم أعد قادرة على التنسيق بين العمل والعائلة.

وبعد فترة، انضممت الى "جامعة الشيخ حمدان" في الامارات، حيث عملت على تطوير المحتوى وتنظيم المناسبات والأحداث. وفي العام 2010، تعرفت الى التدريب (coaching)، وشعرت حينها أنني لا أريد ممارسة أي عمل آخر، واكتشفت أن هذا المجال يمثل رسالتي في الحياة؛ اذ أحب مساعدة الناس على تحقيق ذاتهم، والوصول الى أهدافهم من خلال تغيير نظرتهم الى الحياة وتنمية طرقة تفكيرهم.

ومن هنا، عمدت الى تبديل مسيرتي المهنية بشكل كامل، فعدت الى مقاعد الدراسة، وانخرطت في حقل التدريب المتخصص في تطوير المهارات والتنمية الذاتية. وأسست عام 2011 شركة "Emerge Coaching" في دبي. وخلال العام الماضي توسعنا الى بيروت.

هل كانت الفترة الانتقالية صعبة بالنسبة لك؟

لا شك في أن الصعوبات كانت موجودة، فكل ما هو جديد يضعنا أمام تحديات كثيرة. كما أنني كنت أعيش في الغربة بعيدا عن بلدي وعائلتي، وأهتم بولدين، وأمارس نشاط مهني، وأنتقل الى مجال جديد وأتعمق فيه، وأؤسس شركتي الخاصة،...

وبالتالي لم تكن تلك المرحلة سهلة أبدا، مع العلم أن الانسان قد يخاف ويتردد في بعض الأحيان، لكن حدسه سيدفعه الى تحقيق ما يريده وما يمليه عليه عقله وقبله؛ ومن هنا، واجهت تحدياتي بطريقة ايجابية أكثر.

فقد سألت نفسي في ذلك الوقت: "هل يستحق التدريب أن أبدأ مجددا من الصفر؟ وهل هذا هو فعلا المجال الذي يستهويني والذي أريد الانخراط به؟".

وبالتالي فإن المرحلة الانتقالية كانت مليئة بالتساؤلات، لكنها تحلّت في الوقت ذاته بالجمال والتميز.

من قدم لك الدعم والمساندة في مسيرتك؟

زوجي دعمني كثيرا من الناحية المعنوية، ولكن على صعيد العمل والدراسة والأبحاث وتأسيس الشركة وتقديم خدمات التدريب، فقد قمت بذلك بمفردي.

وتجدر الاشارة الى أن المدرب يرغب حتما في التركيز على تقديم خدماته التدريبية فحسب، لكنه مضطر لتعلم مهارات الإدارة والتسويق والمحاسبة وغيرها من الأمور، من أجل إدارة شركته الخاصة وضمان استمراريتها.

هل تعتبرين اليوم أنك أصبحت قادرة أكثر على تحقيق التوازن في حياتك؟

نعم بالطبع، فأنا أعمل للسنة التاسعة على التوالي في هذا المجال، وعندما نتمركز وننطلق ونصنع مكانا لاسمنا في السوق، ستبدأ الأمور بالسير على السكة الصحيحة.

ومن خلال هذا النظام الذي يسير بسلاسة، ستتمكن المرأة بطريقة أسهل، من التنسيق في حياتك.

كيف ضمنت استمرارية شركتك؟

أولا، من خلال المثابرة وعدم الاستسلام أمام الفشل والعقبات.

ثانيا، من خلال التعرف الى ما نريده فعلا، والعمل على تحقيقه.

ثالثا، عبر وضع الأهداف والخطط الواقعية، والتحلي دائما بالرغبة في التقدم والتوسع.

      هل تؤثر عليك المنافسة بشكل سلبي؟

  لا أنظر الى المنافسة من ناحية سلبية، لأنني مؤمنة بأن الأشخاص يكمّلون بعضهم البعض،    وعندما يعملون ويتعاونون معا، سيقدمون نتيجة أفضل ومردود أكبر.

فالمنافسة موجودة حتما في كل بلدان العالم، لكن لكل مدرب طريقته الخاصة والمميزة في تقديم خدماته.

وأعتقد أن الأشخاص في المنطقة العربية بحاجة للاستعانة بمدربين حياة، لمساعدتهم على الوصول الى الأهداف المرجوة.

ما هي طموحاتك المستقبلية من الناحية المهنية؟

هدفي الحالي يكمن في تنمية مفهوم "السعادة في العمل"، في كل مؤسسة أو شركة في لبنان، لتكون استراتيجية معتمدة وأساسية. وأسعى الى تحقيق هذه الغاية من خلال مبادرة "Live Happy – عيش مبسوط" التي أطلقتها.

فقد بدأنا بهذا المشروع في دبي، وأقمنا العديد من التدريبات وورش العمل من أجل توعية الناس حول أهمية السعادة في العمل؛ فعندما يكون الموظف سعيدا، سوف ينتج أكثر وسيكون ملتزما بشكل أكبر، ما سيسهم في تطوير الشركة.

ومن جهة أخرى، عندما تكون سعادة الموظف أولوية بالنسبة الى صاحب العمل، سيصبح مردود الشركة أفضل.

هل تلاقي هذه المبادرة إقبالا وتعاونا من الشركات اللبنانية؟

نجد التعاون والتجاوب من بعض الشركات، في حين أن أخرى تفضل التركيز على تأمين الرواتب وغيرها من الأمور البديهية.

لكن هذه المبادرة ستبقى الهدف الأساس بالنسبة لي، لأنها قادرة حتما على إحداث فرق على مستويات عدة. وأنا سعيدة لأن الناس باتوا يعون أكثر أهمية هذا الموضوع، ودوره الرئيسي في إنجاح أي شركة وضمان عافية أي موظف.

بالاستناد الى تجربتك المهنية المتنوعة، ما هي النصيحة التي تودين تقديمها الى المرأة؟

الخوف هو عامل محتم في مجال الأعمال، وبالتالي قد تشعر المرأة بالتردد في بعض الأحيان، وستعتقد أنها غير مؤهلة بشكل كامل للقيام بمهمة معينة أو تطبيق فكرة محددة.

ومن هنا، أنصحها أولا أن تتعرف بوضوح الى ما تريد القيام به وتحقيقه؛ فعندما تكون الفكرة محددة سيصبح تطبيقها أسهل. وثانيا، أن تضع استراتيجية معينة للعمل، وتقييمها بشكل دائم وتغييرها إن لم تكن مفيدة.

وثالثا، ليس من الضروري أن نعرف كل شيء، ومن هنا يجب أن لا نتردد في طلب المساعدة من الأشخاص من حولنا.

رابعا، يمكن للمراة أن تتمثل بأشخاص اختبروا رحلة أو مسيرة مشابهة لمسيرتها، لكي تتعرف الى خبراتهم وتتعلم منهم؛ وبهذه الطريقة ستوفر على نفسها وقتا وجهدا وتعبا.

من ناحية أخرى، أنصح كل صاحب فكرة وكل مدرب حياة أن يركز على ما هو قادر على إحداث فرق من خلاله. فعندما نهتم بجوانب معينة في خدماتنا، سننجح بفعالية أكبر، وسنصبح متخصصين أكثر.