من مجال هندسة الاتصالات، إلى برامج تدريبية في التنمية البشرية... مسيرة فريدة من نوعها أثبت من خلالها أن الشغف والطموح هما كفيلان لتحقيق الذات ولتخطي كل الصعاب للوصول إلى النجاح.

عماد أبو خليل، مؤسّس شركة "SucceednLead" وخبير في التنمية البشرية، في مقابلة له مع "الإقتصاد" شاركنا أبرز محطات حياته المهنية.

بداية كيف تختصر مسيرتك الأكاديمية وكيف شهدت حياتك المهنية تغيراً جذرياً؟

تخصصت في مجال هندسة الإتصالات في العام 2003 في جامعة بيروت العربية، وبعد تخرّجي، كان عليّ إتخاذ قرار كفيلاً بتغيير مسار حياتي بشكل جذري، وهو إما أن أوافق على عرض عمل مغري كمهندس للمشاريع في شركة "Drake & Scull International PJSC" في دبي، أو أن أتابعرسالة الماجستير في كونكورديا-كندا، إلاّ أننيقررت متابعة دراستي.

بعد حصولي على شهادة الماجستير في العام 2010، بدأت بالعمل كمُدرّس في جامعة كونكورديا، وأسست أول مشروع لي الذي حمل إسم " Ace it tutoring". خلال تلك الفترة، تمكنت من إمضاء عقد شراكة مع شركة "ستاربكس" الضخمة.

في حينها، ورغم اتجاهي بمجال هندسة الاتصالات، إلاّ أنني واجهت مرحلة من التقلبات الفكرية والنفسية... لم أكن سعيداًبكوني مهندساً رغم انني كنت أعتقد أن هذا هو ما أود أن أحققه في الحياة.

من بعدها قررت أن أترك مجال الهندسة واتجه نحو شغفي وهو أن أكون متحدث "public speaker" يُلهم الأخرين ومن بين المؤثرين في المجتمع.

فبحكم الظروف الصعبة التي مررت بها، والصراع الذي كنت أعيشه، إلا أنني كنت مؤمن بمقولة:"كل ما يحصل معك، يحصل لأجلك"، وهنا بدأت مسيرتي في ريادة الأعمال.

هل لك أن تشاركنا تجربتك الأولى في مجال ريادة الأعمال من خلال تأسيسكلـ" Ace it tutoring" .وما هي أبرز العراقيل التي واجهتها؟

بهدف تأسيس " Ace it tutoring" قررت أن أتخلى عن عملي السابق لينصب كل تركيزي على تطوير المشروع. لا شك أن الموضوع لم يكن سهلاً، خصوصا" أن في الفترة الأولى لم ينتج عن المشروع أي مردود مالي.

هذه التجربة الصعبة جعلتنيأتمسّك بحلمي وأسعى جاهدا" لتحقيق هدفي.

بالتوازي مع ذلك، مهنة التدريس في الجامعة جعلتني أدرك أن الطلاب يتأثروا بطريقة تقديمي للمعلومات ورؤيتي للحياة وبذلك بدأت بتدريبهم على "career mentorship" من خلال تقديم الإستشاراتبالتوازي مع عملي في " Ace it tutoring".

وهكذا باشرت باكتشاف المزيد عن عالم التدريب و البرمجة اللغوية العصبية "NLP" فأصبحت مدرباً معتمد، مكرّسا" كل نشاطاتي للتدريب وللتأثير على من حولي.

كيف تصف المرحلة التي إتخذت خلالها قرار العودة للبنان؟

في العام 2015، قررت أن أعود إلى لبنان رغم معارضة الجميع للفكرة، لا سيّما بسبب عدم وفرة فرص العمل وسوء الأوضاع، ولكن، من يريد الحلول يجب أن يغيّر نظرته للأمور، فبدل الاستسلام للمشاكل التي تواجهنا لما لا نبحث عن الحل، ولنسأل:"وما هي الطريقة الأنسب للتعامل مع المشكلة؟،ومع الوقت سندرك أنه مع كل عقبة هنالك فرصة جديدة".

بعد التجارب، والخبرة التي اكتسبتها من خلال كلّ البرامج التدريبية التي قدّمتها وعملي ضمن "Ace it tutoring"، تفرّغت لمجال التدريب بشكل حصري وتمكّنت المباشرة بتأسيس شركة "SucceednLead" التي تهدف من خلال الندوات وورش العمل تثقيف وتدريب الناس والمنظمات لرفع مستوى أدائهم على الصعيد المهني والذاتي.

فبدأت التعامل مع شركات ضخمة في لبنان، ونقابة المهندسين، وعدد من السياسيين، وسفارات أوروبية، إضافة إلى شخصيات بارزة في المجتمع... وهذا ما دفعني إلى تطوير المركز وتوسيع مشاريعه.

كيف تمكنت من إثبات قدراتك في الساحة اللبنانية بعد عودتك من كندا وصولاً للتعامل مع أسماء مهمة؟

بدأت بتقديم ورشات تدريبية مجانية للعديد من الجهات الرسمية، تحفّزهم نحو التفكير الايجابي، ممّا يوجّه التركيز على كل الفرص الإيجابية المتاحة أمامهم. برأيي العطاء هو من أكثر الأمور القيّمة التي تعلمتها، وبالتالي مساعدة مدربين آخرين جعلني أوسع دائرتي الإيجابية.

-كيف ترتب الأمور التالية بحسب الأولوية: الخبرة، رأس المال و العزيمة؟

برأي رأس المال ليس عاملاً أساسيّا"، فهو صحيح مصدر مهم إنما الأهم بالنسبة لي هو أن يكون الشخص إضافة لأي مجال يعمل فيه، الأمر بالنسبة لي لا يتعلق بالمكان الجغرافي او ببطاقات التعريف او بكل هذه العوامل المادية. بعد إكتشاف الفرد لقدراته وطاقاته ونقاط قوته، عليه العمل على تطويرها وهذا لا يتحقق إلا بالعمل الجدّي والاصرار.

من خلال تجربتك الخاصة ما هي الرسالة التي تود إيصالها للشباب؟

أود أن أشارك 3 دروس تعلمتها خلال مسيرتي المهنية:

الدرس الأول: إن كل النصائح التي توجه لنا من قبل أهلنا سواء كانت صائبة أم خاطئة فهي مبنية على عامل "الحب"، وهذا ما واجهته مع أهلي بقراري في الانتقال من مجال الهندسة إلى مجال التدريب.فأهلنا هم أكبر الداعمين لنا في فشلنا قبل نجاحنا.

الدرس الثاني: كل شخص يتميّزبموهبة أو بقدرة ما، إذا تمكن من إكتشافها وتطويرها وتقديمها للعالم سيكون عالمنا أفضل. بالنسبة لي موهبتي هي القدرة على المخاطبة والتدريب وإلهام الآخرين.

الدرس الثالث: حين نغيّر طريقة تفكيرنا ونظرتنا للأمور، سيتغيّر العالم من حولنا، هذا ما ساهم بتغيير حياتي بشكل جذري.

صحيح أنه لا يمكنني أن أغيّر الوضع الرّاهن في لبنانإنما يمكنني تغيير طريقة تفكيري: "التفكير والبحث عن الفرص عوضاً عن العراقيل".