أسس شركة للمقاولات العامة خلال الحرب ال​لبنان​ية وعمل على تنفيذ العديد من المشاريع الخاصة والعامة، ولكن حبه للحياة قاده الى تأسيس منتجع فريد من نوعه في منطقة الناقورة بجنوب لبنان لانعاش المنطقة التي عانت لاكثر من 30 عاماً من الاحتلال الاسرائيلي.

انسان عصامي استطاع ان يكوّن شخصيته ويثبت نفسه في عالم الاعمال بتعبه وجهده رغم كل الظروف التي مر بها لبنان، وعمل على تنفيذ مشروعه الحلم رغم الانتقادات الكثيرة التي نالها نتيجة اقامته في منطقة تعتبر عسكرية.

وللاضاءة على تجربته، كان لـ"الاقتصاد" مقابلة مع صاحب منتجع "ريف دو لا مير" في منطقة الناقورة بجنوب لبنان محمود مهدي.

- ما هي المراحل التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية والدراسية؟

تخصصت في مجال ادارة الاعمال في جامعة بيروت العربية حيث تخرّجت في العام 1981. وفي العام 1986، أسسّت شركة للمقاولات العامة في مدينة ​صور​ بجنوب لبنان وقد عملت الشركة في جميع انواع ​المقاولات​ ضمن مشاريع خاصة كما بدأت العمل في مشاريع عامة مع ​الدولة اللبنانية​ ووزارة الاشغال العامة والنقل منذ العام 1992. في العام 2007، كنت رئيساً لبلدية الناقورة وقد توطدت علاقتي مع قوات ​اليونيفيل​ التي بدأت بتعزيز وجودها في الجنوب بعد حرب تموز 2006، وكنت على علاقة مباشرة وممثزة مع قائدها. وطلبت منه بأن نقوم بحركة اقتصادية في الناقورة خاصة وان القانون الدولي الذي صدر عن مجلس الامن في ​نيويورك​ يسمح لعناصر القوات الدولية بالذهاب الى صور وشراء حاجياتهم وحتى الاقامة فيها بشكل حصري بعيداً عن مركز عملهم في الناقورة التي كانت تعتبر منطقة عسكرية لقربها من الحدود مع ​فلسطين​ المحتلة.

وقد نصحني قائد اليونيفيل بدعوة المستثمرين الى المنطقة لانشاء مشاريع لاقامة حركة اقتصادية وسياحية. حاولت جدياً ان اجذب مستثمرين الى البلدة لكن كل محاولاتي باءت بالفشل الى ان نصحني قائد اليونيفيل أن أبدأ بانشاء ​مشروع سياحي​ حتى بدأت العمل به في شباط 2008 وانجزته في العام 2014 حيث افتتحته بشكل رسمي.

من جهة ثانية، نصحني الكثير من الناس بأن اكمل العمل بالمشروع ودخلت في قروض من البنك وقمت باضافة مسبح وبناء شاليهات. واجهت الكثير من الانتقادات بسبب بناء هكذا مجمع سياحي ضخم بسبب الاوضاع الموجودة في المنطقة. انا انسان احب الحياة واحب ان اقدم للوطن ولمنطقتي كل الدعم لتحريكها اقتصادياً وسياحياً ولذلك قمت ببناء هذا المنتجع وخاصة وان المنقطة كانت تحت الاحتلال الاسرائيلي لمدة 30 عاماً عانت خلاله من الحرمان، والدمار، والتهجير، والحروبات المتتالية. وفي قرارة نفسي، اقول انه لم يكن يجب عليي ان اؤسس هكذا منتجع بالفخامة التي بني بها في هذه المنطقة، الا انني لست نادماً بل اعتبره تحدياً كبيراً لي وخاصة وان المنتجع يخسر مادياً بشكل مستمر منذ افتتاحه في العام 2014 وحتى اليوم ولاسباب متعددة.

ما هي ابرز الصعوبات التي واجهتك خلال مسيرتك المهنية؟

خلال عملي في شركة المقاولات التي أسستها، لم أواجه أي مشاكل تذكر خاصة وانني كنت اعمل بشكل مريح، وخاصة اذا دخلت في مشروع ما مع الدولة اللبنانية ولم تعجبني شروطه كنت انسحب منه بكل بساطة. اما في ما خص العمل في المنتجع، فهناك عدة صعوبات واجهتها، ابرزها ان منطقة الناقورة ليست معروفة كثيراً من كل الناس وخاصة من الاجانب بالاضافة الى الاجراءات العسكرية التي تحد من زيارة الاجانب الى المنطقة الا بعد حصولهم على تراخيص للدخول الى منطقة الجنوب من مديرية المخابرات في ​صيدا​، ونتمنى ان يتم تسهيل هذا الامر اكثر. أضف الى ذلك، هناك مشكلة ​الكهرباء​ التي يعاني منها لبنان بشكل عام. وعلى الصعيد السياحي، توجد في الناقورة مدينة سياحية تحتوي على معبد آشوري وآخر فينيقي ولكن مديرية الآثار قد اهملتها كثيراً.

- ما هي المواصفات التي تتمتع بها شخصيتك وساعدتك على تخطي هذه الصعوبات؟

استطعت ان اتخطى الصعوبات من خلال علاقاتي مع الجميع وخاصة انني من الاشخاص الذين يحبون الحياة واحب هذه المنطقة كي تعيش في رفاهية لكل الناس.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

قدمت كل ما بوسعي في هذا المشروع كي يكون متكاملاً للمنطقة ولكني لن انفذ اي خطة مستقبلية في الوقت الحالي.

- كيف ترى المنافسة بينك وبين المؤسسات السياحية الاخرى في الناقورة؟

لا منافسة بيني وبين غير مؤسسات مع احترامي لها واعبتر ان هناك منافسة عندما نرى مؤسسة سياحية قد نفذت بطريقة افضل بكثير من "ريف دو لا مير"

- ما هي كلمتك للشباب اللبناني في ظل الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الصعبة التي يمر بها لبنان؟

ادعو الشباب اللبناني الى عدم التفكير بالهجرة وبالرغم من كل الصعوبات سنبقى في هذا البلد، والافضل ان يبقى في لبنان ويقبض نصف راتب والا يعمل في الخارج. ولمن سنترك هذا البلد اذا تركناه وهاجرنا خاصة وان هناك كبير للاجانب واللاجئين والنازحين فيه.