أكد وزير الاشغال العامة والنقل ​يوسف فنيانوس​ أن "​النقل الجوي​ يفترض منا تنظيم وتطوير المطار برؤية هادفة، وهناك حيز أكبر في البر بواسطة أنواع مختلفة من الوسائل المتاحة، وأعطينا سكك الحديد مكانتها، واليوم تنحو العمليات ​الجديدة​ إلى الآلة المسيرة أوتوماتيكيا مما يجعل طريقة التفكير تتبدل وتنتقل إلى عالم يشبه ما يجب أن نسعى إليه. فورشتنا لا تتوقف وقد يصيبها حيز من إنطلاق تنفيذ مشاريع "سيدر"، وهي تسابق كل الاستراتيجيات بدليل أن الشركات المحلية والعالمية تتوافد إلى ​وزارة الاشغال​ يوميا للاعراب عن اهتمامها بل واستعدادها للمشاركة في كل المشاريع، من المطار إلى الأنفاق والطرق. فاهتماماتنا لا تقتصر على ما أدرج في مشاريع "سيدر" بل تتعداها الى كل ما يهم الوزارة، ومن أولوياتها مشروع توسعة المطار الذي يترجم مبادئ الشراكة بين القطاعين العام والخاص الـ PPP".

وخلال المؤتمر الافتتاحي لمنتدى مهندسي ​النقل العام​ بعنوان "التخطيط المتكامل ل​​قطاع النقل​​ في ​​لبنان​​" في مبنى ​نقابة المهندسين​ في ​بيروت​، أوضح أن "نجاح مشاريع قطاع النقل ليس منوطا بطرف واحد، بل هو نتيجة جهد مشترك بين الإدارات الرسمية و​المجتمع المدني​. كما لم يعد خافيا على احد ​الآثار​ السلبية الناجمة عن العشوائية والفوضى المتحكمة بهذا القطاع منذ عقود من الزمن وانعكاساتها السلبية على كل المستويات البيئية والاجتماعية و​الاقتصاد​ية والصحية، كل ذلك نتيجة الاهمال المزمن المتمثل بغياب الاستثمار الجدي والمجدي في قطاع النقل العام للركاب بفرعيه النقل المشترك والنقل السككي".

وشدد فنيانوس على "أنني على يقين بان ​الحكومة​ الحالية ستعطي الاولوية للمشاريع التي تعنى بتلبية حاجات المواطنين ورغباتهم، وفي طليعتها المشاريع الاستثمارية في قطاع النقل العام من خلال تأمين الدعم المطلوب والتمويل اللازم لتنفيذها. فهناك مشروع للنقل ضمن بيروت الكبرى ووافق ​مجلس الوزراء​ على اتفاق القرض لتمويله، ومشروع آخر ضمن ​مدينة ​طرابلس​​ ينفذ بحسب اتفاق تعاون مع البنك الاوروبي للتثمير، من خلال هبة بقيمة مليون يورو مقدمة من ​الاتحاد الاوروبي​ لمساعدة الدول المتأثرة بازمات الدول المجاورة. وهذه المشاريع تشكل إنطلاقة تدريجية نحو باقي المدن والبلدات اللبنانية. وتم لأجل ذلك وضع مخطط توجيهي شامل لقطاع النقل السككي في لبنان يأخذ في الاعتبار التخطيط القائم ومتطلبات المستقبل. فبالإضافة الى مشروع خط سكة الحديد بين بيروت وطرابلس (85 كيلومترا) الذي أنجز الجزء الاساسي من الدراسات اللازمة له بموجب الدعم التقني المقدم من البنك الاوروبي للتثمير. وكذلك مشروع إحياء خط سكة الحديد: طرابلس - ​العبودية​ (35 كلم) الذي أنجزت دراسته وأحيلت على ​مجلس الانماء والاعمار​ لتأمين التمويل اللازم لتنفيذه".

ورأى أن "الحلول التي نسعى إلى تحقيقها تهدف إلى تكريس مسارات مخصصة لوسائط النقل المشترك مما يساعد على الحد من كثافة ​حركة المرور​ على الطرق ضمن المدن وأولها ​مدينة بيروت​، وبالتالي خلق محاور توفر الحركة دون الحاجة إلى الدخول إلى وسط المدينة. علينا العمل على تحقيق نظام للنقل السريع والمنتظم يتصف بالمرونة والسرعة والدقة والكفاءة والقدرة على توفير كل الحاجات لخدمة كافة الركاب. وقبل أن أختم، أبدي استعدادي "لمتابعة ما تتوصلون اليه من توصيات، لأنني أريد أن نتحول إلى واقع جديد يختلف عن الواقع الصعب الذي يعاني منه كل مواطن لبناني نتيجة استفحال ازمة السير بسبب غياب منظومة متكاملة للنقل تغطي كافة المناطق".

فيما أوضح رئيس اتحاد المهندسين النقيب ​جاد تابت​ أن "موضوع تنظيم النقل في لبنان يشكل جزءا اساسيا من الخطة الشاملة لترتيب الاراضي اللبنانية، اذ يترتب على ذلك تأمين الربط بين المناطق اللبنانية وكيفية التنقل بين السكن والعمل وتوزيع البضاعة والمنتجات، مما يؤثر على حركة العمران وعلى الحركة الاقتصادية في البلاد".

كما رأى عضو رئيس رابطة النقل المهندس اشرف جمعة انه "تم إحياء رابطة النقل في نقابة المهندسين في أواخر العام الماضي ، لتوفير منتدى يمكن الأعضاء في النقابة، والمعنيين في الإدارات والهيئات الرسمية والدولية، من المساهمة كل من موقعه في تطوير وتعزيز قطاع النقل في لبنان". وقال: "يتميز هذا القطاع بتعدد القطاعات الاقتصادية الأخرى المرتبطة به، وبتعدد الجهات المعنية بأنشطته. فهو يخدم الأنشطة الاجتماعية والحركة الاقتصادية في ​الصناعة​ والتجارة و​السياحة​ وسائر الخدمات. ولكن، يعاني قطاع النقل في لبنان من مشاكل مزمنة تفاقمت منذ سبعينات القرن الماضي وحتى يومنا هذا وبقيت الحلول متواضعة، غير جذرية وغير كافية. فانعكس هذا سلبا على الاقتصاد الوطني وأدى إلى تفاقم ​التلوث​ البيئي مما زاد الفاتورة الصحية على الوطن والمواطنين".

وتضمن توصيات المؤتمر "إنشاء نظام نقل مستدام يأخذ بالاعتبار حماية البيئة من التلوث والتأثيرات السلبية الأخرى، تأمين متطلبات الدفاع الوطني وإدارة الكوارث ضمن خطة وطنية شاملة للنقل، إزالة التعديات على الأملاك العامة ولا سيما تلك المحاذية للأوتوسترادات والطرقات الرئيسية واستكمال إنجاز التخطيطات المطلوبة لها، تشغيل محطات التسفير عند مداخل العاصمة وتنظيم إدارتها وإن الاختلاط الحاصل لحركات التنقل بين المدن مع تلك التي تحصل ضمن المدن تؤثر سلبا الى حد كبير على الازدحام في المدن الرئيسية ولا سيما العاصمة بيروت، من هنا، تأتي أهمية محطات التسفير عند مداخل المدن، لكي تتقاطع عندها حركات التنقل، ويتم من خلالها الفصل بين حركات التنقل بين المدن عن تلك ضمن المدن".