شهد سوق العمل المحلي في السنوات السبع الاخيرة متغيرات ملحوظة تمثلت اولا بعدم قدرة ​لبنان​ على توفير فرص عمل كافية في ظل ​معدلات النمو​ الضعيفة السائدة خلال السنوات الاخيرة، وثانياً، ارتفاع معدلات الهجرة، وثالثاً، تغيير البنية الاجتماعية والديمغرافية في لبنان.

واستناداً الى ​احصاءات​ الاتحاد العمالي العام، فان واحداً من أصل ثلاثة شباب حائزون على تعليم جامعي لا يجد فرصة عمل في لبنان. كما ان نصف ​الشباب​ الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و 24 سنة ولديهم ثانوي هم عاطلين عن العمل.

وفي احصاءات جديدة، ان ​معدل البطالة​ الذي كان سائداً في العام 2011 كان بحدود 11% (10% لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا)، بينما ارتفع هذا المعدل في لبنان تدريجياً ليبلغ اكثر من 20% بشكل عام واكثر من 40% بين الشباب في الوقت الحاضر. 

وتؤكد الدراسات على ان هذا التطور غير المؤاتي في سوق العمل مساهم في تغيير البنية الاجتماعية - الديمغرافية في لبنان، اذ ان المواطنين اللبنانيين المتعلّمين يبحثون عن فرص عمل في الدول التي تتطلب عمالة ذات مهارات عالية، مما يزيد بالتالي من اعداد المغتربين اللبنانيين، بينما يطغى الاجانب على سوق العمل الذي لا يتطلب مهارات عالية.