انسان مكافح وصل الى هدفه بكل شجاعة وصبر، تنقل في وظائف عدة بين عدد من دول العالم حتى قرر العودة الى ​لبنان​ وتأسيس مشروعه السياحي في احدى المناطق النائية من البقاع.

تخصص في مجال الضيافة في احدى الجامعات السويسرية وعمل بكدّ متنقلاً بين الضيافة والتسويق في ​اوروبا​ و​اميركا​ و​آسيا​ و​أفريقيا​ والبلاد العربية. في العام 2014، تغيرت حياته بشكل جذري مع ولادة ابنته الاولى وقرر ان يعود الى بلده الام ويستقر فيه.

للاضاءة اكثر على تجربته ، كان لـ"الاقتصاد" مقابلة مع صاحب "Al Haush Agro Guesthouse" في منطقة حوش الغنم في رياق البقاعية وصاحب شركة "Sayla Beauty" لتسويق ​مستحضرات التجميل​ فيصل صعب.

- ما هي المحطات التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية والدراسية؟

تخرجت من "Ecole Hotelière de Lausanne" في سويسرا في العام 2002، وضمن دراستي كنت مجبراً على التدرب في مجال الضيافة في المؤسسات السياحية، لذا بدأت العمل في فندق "President" في جنيف حيث مررت على اقسام المطبخ كافة من الملحمة الى المسمكة وقسم ​الحلويات​ والمطبخ الاساسي وغيره من الاقسام.

بعد هذه الفترة، انتقلت الى ​الولايات المتحدة الاميركية​ حيث عملت في فندق "فور سيزن" في ​بوسطن​ ضمن قسم الغرف ووكيل مكتب الاستقبال، وقد التقيت بعدد كبير من الفنانين الاميركيين. بعد تخرجي في العام 2002، سافرت الى ​دبي​ حيث عملت في مجال توزيع المنتجات الغذائية على ​الفنادق​ من العام 2003 حتى العام 2005 الى ان انتقلت الى مجال عمل مختلف تماماً عن مجال الضيافة وهي شركة "لوريال" العالمية المتخصصة في مجال مستحضرات التجميل، حيث عملت كمدير لعلامة تجارية (brand manager) وحصلت على تجربة ممتازة في مجال التسويق وذلك لمدة 3 سنوات.

كما اصبحت مسؤولا عن علامة تجارية اخرى على صعيد ​دول الخليج​ العربي والاردن و​باكستان​. وبعد هذه المدة، تركت العمل في "لوريال" وقررت ان اطور نفسي وعملي فاجتمعت بشركة فرنسية ووقعت معها اتفاقية لتسويق منتجاتها في المنطقة من دبي واستهدفنا بلداناً عدة في شرقي آسيا مثل ​كمبوديا​ و​ماليزيا​، وذلك من العام 2008 حتى العام 2012. ولكن ما حدث من اعمال ترافقت مع الربيع العربي في بعض البلدان العربية وخاصة في ​مصر​ التي كانت تعد من اكبر الاسواق التي نعتمد عليها في ​منطقة الشرق الاوسط​ بالاضافة الى حوادث التسونامي التي حصلت في ​اليابان​ ادى في المحصلة الى التوقف عن العمل بشكل نهائي. بعد اقفال الشركة، توظفت في شركة "امواج" العمانية وهي متخصصة في انتاج العطور لمدة 3 سنوات وذلك في مجال التصدير ودخلت اسواقاً عالمية صعبة وخاصة في مناطق غربي ​افريقيا​ مثل ​نيجيريا​ واسواق في شرقي القارة السمراء بالاضافة الى اسواق آسيوية وأسترالية. وكل هذا العمل كان في اطار تطوير الاعمال.

في العام 2014، ولدت ابنتي واصبح لدي تغيّر جذري في حياتي لذا قررت ان اعود الى لبنان وخاصة بعد ولادة ابنتي الثانية في العام 2015 لتربيتهما في جو لبنان. فعدت الى بيروت في العام 2016. في العام 2011، كنت قد اسست مع زوجتي شركة "Sayla Group" في لبنان لاستيراد العطور من الخارج وتسويقها في المناطق اللبنانية خارج العاصمة. وقد سمحت لنا هذه الشبكة الدخول الى مناطق نائية بعيدة عن بيروت وكان لدينا الفرصة لتطوير اعمال شركات صغيرة. وبعد العودة الى لبنان، قررت ان استثمر في مزرعة يمتلكها والدي في البقاع الى جانب الشركة التي اديرها، وكنت ارغب بان احول هذه المزرعة الى مشروع تقاعدي لوالديّ وكانت الارادة بتحويل المزرعة الى بيت للضيافة حيث قمت بتحويل 5 غرف كانت تستخدم في تربية الحيوانات الى غرف منامة. ولمسنا ان الناس ترغب بالعودة الى جذورها وتجربة حياة جديدة وفريدة بعيداً عن مفهوم الفنادق التقليدي، وتم تشويه المناطق السياحية التاريخية في لبنان من خلال البناء الذي تم تشييده و​التلوث​ النظري والاصوات المرتفعة وغيرها مثل عاليه وبحمدون وجونية وفاريا. بدأنا بـ5 غرف على الطراز الاوروبي ونجحنا بها، كما اننا حولنا 5 اسطبلات للخيول الى غرف جديدة واصبح لدينا 10 غرف منامة بالاضافة الى ​مطعم​ صغير ووجود نشاطات متنوعة ضمن المشروع وهي مشاريع تختص بالسياحة الزراعية، من خلال اقامة ورش عمل زراعية متنوعة. كما ان المشروع يتضمن نشاطات فنية من خلال اقامة ورش عمل لتعليم فن الرسم وغيرها من النشاطات البيئية.

- ما هي الصعوبات التي مررت خلال مسيرتك المهنية؟

اولى الصعوبات التي واجههتها كانت مع الزبائن وخاصة بعد ان قمنا بتركيب دش للاستحمام يحتوي داخله على قطعة ​معدنية​ تخفف من تدفق ​المياه​ بغزارة الى الخارج وهو معتمد من كل ​الدول الاوروبية​، لكن الوعي البيئي ضعيف عند الناس، فباتت تصلني شكاوى من ان نسبة ​الماء​ خفيفة ولم استطع ان اقنع الناس بأن ما قمت به مقصود بهدف التخفيف من استخدام المياه والمحافظة على البيئة، لذا قمت بالعودة الى استخدام الدشات القديمة. من ناحية ثانية، قررت ان اقوم باعادة تدوير وفرز للنفايات التي تصدر من المشروع ووجدت مركزاً في منطقة تعنايل للقيام بذلك ولكنني وجدت صعوبة في تطبيقه وخاصة لناحية نقل النفايات الى المركز وفي ظل غياب بلدية عن المنطقة كما ان هناك عدم تقبل لفكرة اعادة التدوير. اما الصعوبة الثالثة فتتمثل بغياب ​التيار الكهربائي​ لفترات طويلة وعندي استهلاك لمادة المازوت وهي مكلفة جداً، وفي ظل غياب الدعم عن المؤسسات السياحية.

- ما هي المواصفات التي تتميز بها شخصيتك وساعدتك على مواجهة الصعوبات؟

لولا حبي لمجال تطوير الاعمال لما نجحت في كل الوظائف التي عملت بها، وانا انسان متفائل ومحارب في سبيل الوصول الى هدفي ونجاحي في عملي.

- ما هي نصيحتك للشباب اللبناني في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها لبنان؟

رسالتي للشباب ان يكون متفائلاً في حياته وخاصة ان الظروف غير جيدة وهناك اناس كثيرة هاجرت الى الخارج وعادت واعتبر نفسي انني نجحت الى حد ما في الخارج وعدت الى بلدي واعتمد القول الشهير للرئيس الاميركي الراحل جون كينيدي: "لا تقل ماذا يمكن للبلد ان يقدم لي بل قل ماذا يمكنني ان اقدم انا للبلد."