ينعقد "مؤتمر القمة الدولية الخامسة للنفط و​الغاز​ في ​لبنان​" الاسبوع المقبل على مدار ثلاثة أيام تمتد من 2 إلى 4 نيسان المقبل في فندق "​هيلتون​ بيروت حبتور غراند"، برعاية وزارة ​الطاقة​ و​المياه​ اللبنانية، ويشارك فيه ممثلون عن شركات ​النفط​ والغاز والمستثمرين من لبنان ومن جميع أنحاء العالم إلى جانب عدد من المنظمات الداعمة من القطاعين العام والخاص.

ولمعرفة المزيد حول المؤتمر وبرنامجه، كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء مع العضو المنتدب لشركة "بلانرز آند بارتنرز" اللبنانية المنظمة للقمة، دوري رنو:

ما هي أهمية "القمة الدولية الخامسة للنفط والغاز في لبنان"؟ وما الذي يميزها عن المؤتمرات التي انعقدت سابقاً في هذا المجال؟

بدايةً، هذه القمة تنعقد هذا العام في دورتها الخامسة منذ العام 2012، وتتمثّل أهميتها بمواكبتها التطورات التي تجري في ​قطاع النفط​ والغاز في لبنان منذ العام 2012 وحتى اليوم، بالإضافة الى مواكبة الانشطة التي تقوم بها الحكومة و​وزارة الطاقة​ والمياه في هذا السياق. وهي بمثابة منصة لتلاقي مئات العاملين والمستثمرين والمهتمين بالقطاع لتبادل الخبرات والتواصل وعقد اللقاءات.

خلال العام الماضي مثلاً، الموضوع الأبرز خلال المؤتمر كان التلزيم الرسمي للبلوكين "4" و "9" للشركات "​توتال​" و"​إيني​" و"​نوفاتك​" والفرص الاستثمارية والتشغيلية التي تواكب هذا التلزيم خصوصا لدى مجموعة كبيرة من الشركات والمعروفة بـ"سلسلة الامداد -Supply chain".

أما هذا العام فإن الموضوع الأبرز هو مواكبة ثلاثة استحقاقات مهمة جدّاً: أولها الاستعداد لإطلاق دورة التراخيص الثانية، ثانياً إدخال ​الغاز الطبيعي​ المسال (LNG) لأول مرة إلى السوق اللبنانية من خلال المحطات العائمة المعروفة بـ"Floating Storage Regasification Unit - FSRU" لتخزين وإعادة تحويل الغاز، وثالثاً استعداد الشركات التي تم تلزيمها البلوكات البدء بعمليات الحفر المنتظرة نهاية العام الحالي. حيث تم التركيز وللمرة الأولى في تاريخ المؤتمر على مراحل الإستكشاف والإنتاج والتوزيع في نظرة استراتيجية تهيء السوق اللبنانية إلى المراحل المستقبلية للمساعدة في عملية أخذ القرارات في هذه المراحل في المستقبل.

كما تجدر الإشارة الى أن السوق اللبناني بدأ يشهد حيوية نسبية ل​شركات لبنانية​ باتت تستعد لمواكبة التطورات في هذا القطاع خصوصاً من ناحية تزويد المنتجات والخدمات. نرى مثلا بدء تأسيس لشركات جديدة تقدّم الخدمات للشركات العالمية التي ستعمل في لبنان، وفي الوقت نفسه نرى أن شركات لبنانية عديدة باتت تعقد شراكات مع شركات عالمية للعمل في لبنان.

هل هناك شركات جديدة أبدت اهتمامها برعاية المؤتمر والمشاركة فيه بهذه النسخة؟

نعم هناك العديد من الشركات التي أبدت رغبتها بالمشاركة هذا العام، هناك تقريباً زيادة بنسبة 30% في عدد االشركات المشاركة من لبنان ومن جميع انحاء العالم.

تمثل القمة بشقيها الاستراتيجي والتقني منصة رئيسية لتلاقي مئات الشركات والمستثمرين إلى جانب عدد كبير من المنظمات الداعمة من القطاعين العام والخاص. وتستضيف نحو 50 متحدثاً من كبار الخبراء وكبارالمسؤولين لتقديم مداخلاتهم ومشاركة خبراتهم الفنية والتشغيلية مع أكثر من 500 مشارك من جميع أنحاء العالم خلال الأيام الثلاثة للحدث.

ما هو سبب هذه الزيادة في الإقبال؟ وهل ترى أن تشكيل الحكومة ساهم في رفع مستوى الإهتمام والمشاركة والرعاية؟

السبب طبعاً يعود لتطور القطاع، بالإضافة الى أن تشكيل الحكومة الجديدة بالتأكيد يشكّل عامل ثقة مهم جدّاّ. الإستقرار السياسي يعطي ثقة أكبر للمستثمرين ونحن شعرنا بالفارق بين البطء والتردد بالمشاركة في بداية العام الى الإقبال الإيجابي بعد تشكيل الحكومة في شهر شباط.

وهناك سبب مهم آخر يعود إلى ازدياد الثقة بالمؤتمر والقيمة المضافة التي يقدمها للعاملين في القطاع من ناحية المواضيع القيمة المطروحة، وأيضاً من الناحية التنظيمية وكثافة الحضور وإيجاد الآليات والخدمات المطلوبة لدفع التعاملات التجارية والإستثمارية في القطاع.

من هي المنظمات والجمعيات الدولية التي تقدم الدعم للقمة؟

أبرز المنظمات هي: الجمعية اللبنانية الأميركية للمختصين ب​البترول​(Lebanese American Petroleum Professionals - LAPP)، وهي جمعية لخبراء البترول الأميركيين من أصل لبناني، بالإضافة الى جمعية شركات التأمين اللبنانية"ACAL" الذين يسعون للمشاركة في عمل القطاع، جمعية مهندسي البترول، قسم بيروت (Society of Petroleum Engineers - SPE) ومؤسسة"World Energy Council". "الهيئة القانونية للمحكمين" فرع لبنان CIArb ، التي تنظم ورشة عمل تتناول فيها التقنيات والاعتبارات المعتمدة في حل النزاعات من الناحيتين التقنية والقانونية وتبحث في مجمل سلسلة التعاقد في القطاع مستندةً إلى الأطرالتي تتعلق بلبنان مع التركيز على اعتماد أفضل الممارسات في هذا المجال.

القمة ستنعقد على مدار ثلاثة أيام، هل يمكنك أن تطلعنا على تفاصيل الجلسات؟

هذا العام أضيف الى المؤتمر يوم ثالث، بالعادة يمتد المؤتمر على مدى يومين يتم خلالهما تناول مواضيع استراتيجية بخصوص كل قسم من أقسام القطاع وكيفية تطوره، بدءاً من الـ"Upstream" الى "Midstream" و "Downstream"، وتتضمن جلسات أخرى مداخلات غنية حول آخر التطورات في أسواق النفط والغاز المحلية والإقليمية والدولية، إضافة إلى سلسلة الإمداد (Supply Chain) والشؤون المتعلقة بالسلامة والصحة والبيئة.

كما يركز برنامج القمة على مواضيع الشفافية والحوكمة في قطاع البترول اللبناني، والتزام ​الحكومة اللبنانية​ بمثل هذه القضايا، خاصة في ضوء القوانين والأنظمة التي أقرت حديثاً.

ويتكلم في المؤتمر متحدثين رفيعي المستوى من خبراء النفط والغاز المعروفين من جميع أنحاء العالم، والمسؤولين رفيعي المستوى من القطاعين العام والخاص ليقدموا آراءهم في كافة المواضيع.

هذا العام أضفنا اليوم التقني الذي سيتم خلاله البحث في الأمور التقنية ان كانت من ناحية الهندسة أو الرقمنة "Digitalization"، بالإضافة الى موضوع الجيولوجيا. وتأتي زيادة هذا اليوم لإضافة عامل جديد للمؤتمر ونتمنّى أن نتمكن من تطوير برنامج المؤتمر كل عام.

هذا بالإضافة إلى ورش عمل متخصصة حول استعمالات الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة، وتقنيات التحكيم وتسوية النازعات لتي تندرج في برنامج اليوم الثالث.

غالباً ما يدور الحديث عن غياب تخصّص الصحفيين بالتقنيات الصحيحة في مجال النفط والغاز، هل ستتجهون في المؤتمرات اللاحقة الى أيام أو جلسات متخصصة في هذا المجال؟

شخصياً، أرى أن هناك ضرورة لتطوير الخبرات لدى الصحافيين اللبنانيين في هذا المجال خصوصاً من الناحيتين التقنية والتشغيلية وذلك من خلال دورات تدريبية متخصصة . ففي كافة دول العالم، هناك صحافيون متخصّصون في موضوع النفط والغاز، لذلك يجب على الصحافة في لبنان أيضاً أن تحصل على الخبرات والمعلومات اللازمة لتتمكّن من متابعة وتغطية ما يحصل في هذا القطاع وأن لا تبقى محصورة في العموميات، نظراً لتأثير ذلك على الرأي العام.

أما من ناحية إدخال جلسات خاصة في المؤتمر، فهذا قد لا يكون عملياً نظراً لمستوى المشاركين وطبيعة المواضيع التي يغطيها المؤتمر وكثرتها.

لكن من ناحية أخرى نحن ندعم أية جهود لتطوير الصحافة البترولية في لبنان ومستعدون لتنظيم دورات تدريبية متخصصة في هذا المجال.