استضافت ندوة "​​حوار بيروت​"​ عبر أثير إذاعة ​لبنان​ الحر، من مقر الإذاعة - أدونيس، مع المعدة والمقدمة ​ريما خداج​، بعنوان "​السياحة​ في لبنان: أي سياسة سياحية مستدامة؟ وبعد رفع الحظر الخليجي هل يعود القطاع إلى ذروته ؟ ما هي الأرقام والرؤية؟"، رئيس إتحاد النقابات السياحية ​بيار الأشقر​، رئيس اللجنة السياحية في المجلس الإقتصادي الإجتماعي وديع كنعان، ونقيب أصحاب المطاعم ​طوني الرامي​ عبر الهاتف.

بداية قال رئيس إتحاد النقابات السياحية بيار الأشقر "منذ فترة طويلة نعيش بالأحلام والامل، ولولا ذلك لما تمكنّا من الإستمرار، فمنذ العام 2011 حتى 2018 مرّ ​القطاع السياحي​ بظرف صعب جدا، وكان هناك خسائر كبيرة وتراكم ديون وزيادة بالفوائد، مما إضطر الكثيرين من أصحاب المؤسسات للدخول في مرحلة التعثر".

وأضاف "هذا العام لدينا امل كبير بتحقيق ما تم تحقيقه في العام 2010. ولكن ما تم تحقيقه في 2010 لم يبدأ من ذلك العام، بل بدأ منذ 2008 عند إتفاق الدوحة، وكانت نسب النمو السنوية تصل إلى اكثر من 25%. أمنيتنا أن نعود إلى ما كنا عليه، وإلى السياحة البينية التي يشكلها عامودها الفقري السائح العربي والخليجي خصوصا. فالسائح العربي والخليجي هو سائح مميز، وقسم كبير منهم لديهم إقامة طويلة في لبنان ومتطلباتهم كبيرة وقدراتهم المالية أكبر من غيرهم. فعلى سبيل المثال لو حصلت مقاطعة من بين ​إيطاليا​ و​فرنسا​، وتوقف السياح الإيطاليون عن الذهاب لفرنسا، فإن هذا سيشكل ضربة كبيرة للقطاع السياحي الفرنسي".

ولفت الأشقر إلى اننا في الفترة الماضية وقعنا بأخطاء بسبب عدم تنويع السياحة، والعمل الأساسي الذي يجب ان نعمل عليه هو تنويع السياحة ومصادر السياح وهذا ما نقوم به. وما قمنا به في 2017 و 2018 من خلال (Visit Lebanon) أظهر قدرات لبنان السياحية أمام العديد من الأسواق الجديدة، فالشركات الـ 150 التي زارت لبنان تفاجات ودُهشت بهذه الوجهة السياحية والقدرات التي تتمتع بها".

وإعتبر أن "لبنان ليس بلد للـ "Mass Tourism" أو السياحة بأعداد ضخمة كما تفعل ​تركيا​ مثلا، لأننا لا نمتلك البنى التحتية اللازمة والمواصلات ووسائل النقل، فسياحتنا هي من المستوى المتوسط وما فوق. وما ينقصنا فقط هو إستقطاب المؤتمرات، والعمل على تغيير صورة لبنان في الخارج، وزيادة عدد السياح الغربيين لنقل الصورة الحقيقية إلى بلدانهم".

وفي سؤال للزميلة خداج عن عن نسبة الحجوزات الفندقية مع نهاية العام الماضي، قال الأسمر "لم تعد عطلة الميلاد ورأس السنة كما كانت سابقا، ف​الفنادق​ كانت تصل لنسبة 100% قبل 15 يوم من الميلاد، وكان هناك مهرجنات وحفلات كبيرة، ولكن الوضع اليوم لم يعد كالسابق. ولكن هذا العام كان أفضل من 2017، والـ 2017 كانت أفضل من 2016، وهذا يعطينا أمل للمرحلة المقبلة، ولدينا ثقة كاملة في العهد الجديد، ولدينا احلام مع الحكومة الجديدة نتمنى أن تتحقق".

بدوره قال رئيس اللجنة السياحية في المجلس الإقتصادي الإجتماعي وديع كنعان أن "لجنة السياحة في المجلس الإقتصادي الإجتماعي اعدت رؤية سياحية، وطرحتها على النقابات وعلى ​وزارة السياحة​، وأقمنا ورشة عمل وإجتماع مشترك مع كافة النقابات السياحية، وطرحنا 54 سؤالا، وتمت مناقشة هذه الأسئلة ومن ثم تعديلها لتصبح 60 سؤالاً، بعد الإجابة عن الأسئلة، إعتمدنا هذه الاجوبة كأساس لوضع سياسة سياحية متكاملة نابعة من إرادة ​القطاع الخاص​".

وتابع "ومن خلال مؤتمر "نحو سياحة مستدامة"، كنا نهدف لتحقيق سياسة مستدامة بالتعاون بين القطاع الخاص ووزارة السياحة".

وفيما يخص الأسئلة الـ 60 التي تم إعتمادها لوضع السياسة المتكاملة، قال كنعان "القطاع قال كلمته من خلال هذه الأسئلة، وأول أسئلة مثلا كان "هل نحتاج لمطار جديد في لبنان؟" الجواب كان لا من معظم المشاركين، ورأيهم كان حاجتنا لتوسيع ​مطار بيروت الدولي​ وتحسين إدارته، وإذا تم فتح مطار جديد يكون فقط للطائرات الصغيرة Charter. ولكن هل لدينا البنى التحتية اللازمة والرزم التحفيزية والفنادق الصغيرة لإستقبال هذا النوع من السياح؟ ففي لبنان ليس لدينا أي "مقصد سياحي"، بل لدينا مناطق سياحية، ومن يأتي للبنان كسائح يقصد لبنان ككل، ولا يقصد منطقة او مدينة معينة. لذلك نحن بحاجة لمقاصد سياحية واضحة ومستقلة ومتكاملة بحد ذاتها. والخطة السياحية التي تم وضعها حددت 3 مقاصد سياحية (صور جبيل وبيروت) يمكن إختيار واحدة منها والعمل عليها من أجل إنجاحها، وفيما بعد يمكننا العمل على مقصد أخر. ولكن الغمكانيات المتاحة حاليا لا تمكننا من العمل على أكثر من مقصد سياحي".

ولفت إلى ان "أي مقصد سياحي في أي بلد في العالم يحتوي على 20 إلى 24 ألف غرفة فندقية، في حين أن لبنان ككل فيه 24 ألف غرفة فندقية فقط".