شخصية تأسرك بلباقتها واتزانها... متحدث لبق ومستمِع جيد... رجل اجتماعي متابع لكل ما يدور من حوله من تطورات.

كرس حياته ووقته وجهده ليسهم بوضع علامات مميزة في عالم الفنادق والضيافة، فتجده متقنا لعمله، مبدعا في أفكاره، ومميزا في تعامله!

يقترح التحسينات دائما، ويعتمد على الدقة في تخطيطه، كما يحرص على اكتمال مهماته، وعلى ضمان استمرارية رؤيته وفعاليتها. كما لا يتوانى أبدا عن تقديم كل ما يمكنه من المساعدة لمن يقصده، أكان على صعيد العمل أو حتى البلاد.

إنه المدير العام لـ"فندق وسبا غراند هيلز"، التابع لمجموعة "لاكشري كوليكشن"، أدولف سبيرو!

حاز سبيرو على شهادة في العلوم المالية من جامعة "Francel" في بيروت، بالإضافة إلى شهادة دراسات عليا في إدارة الأعمال.

تتضمن خبرته مرحلة التحضير لافتتاح ستة فنادق، إلى جانب خبرة عالمية في ​الكويت​، ​دبي​، ​العراق​، ​الأردن​ و​الهند​. فقد بدأ مسيرته المهنية كمدقق حسابات قبل انتقاله إلى عالم الضيافة من خلال انضمامه إلى فندق "JW Marriott" في الكويت عام 2003.

بعد ذلك، عاد إلى ​لبنان​ وانضم إلى فندق "غراند هيلز" عام 2004 ، كمدير للمحاسبين. وفي العام 2007، تم تعيينه في منصب المدير المالي في فندق "شيراتون كورال بيتش" في بيروت، قبل أن يعيّن في المنصب ذاته في فندق "ريجنسي بالاس - أدما"، عام 2008.

فلنتعرف أكثر الى أدولف سبيرو في هذه المقابلة التي خصّ بها موقع "الاقتصاد":

كيف انتقلت من المجال المالي الى عالم الفنادق؟

انطلقت مسيرتي المهنية كموظف في شركة للتدقيق المالي، وذلك بعد أن تخصصت في مجال المال والأعمال.

وبعد فترة، تقدمت للحصول على وظيفة في سلسلة فنادق "​ماريوت​" في الكويت، وذلك دون امتلاك أدنى فكرة حول قطاع الضيافة. ولكن بمجرد أن دخلت الى هذا العالم الواسع والغني والساحر، لم أتمكن من التخلي عنه أو تبديله حتى. فمنصبي لم يكن متعلقا بالإدارة فحسب، بل اشتمل على التشغيل أيضا، بالاضافة الى التفاعل مع الضيوف.

ماذا حققت منذ استلامك منصب المدير العام لفندق "Grand Hills Hotel & Spa Broummana" والى حد اليوم؟

لقد استلمت الإدارة العامة منذ حوالي سنة وشهر، وقبل ذلك، كنت أشغل منصب المدير المالي، الذي يعد في المرتبة الثانية بعد المدير، والذي تتمثل مهمته أيضا في إدارة سير الأعمال.

وبالتالي عندما تمت عملية الانتقال، لم أشعر بأي تغيير على الإطلاق، وذلك بسبب الاستمرارية المعتمدة، ونمط العمل الذي اعتدت عليه. ولكن الاختلاف يكمن في اتخاذ القرارات والتخطيط. فأنا أتشارك في الإلتزامات والواجبات مع فريق العمل، لكن المسؤولية الأكبر تقع على عاتقي.

وتجدر الاشارة الى أنني أتبع دائما مقولة: "لو دام لغيرك لما وصل اليك". فالانسان سيصادف العديد من الترقيات طوال رحلته العملية، وسيتسلق سلم النجاح درجة درجة، ولكن لكل شخص طريقته في إدارة الوظيفة التي يتواجد فيها، وذلك من خلال خبراته السابقة، وخلفيته الأكاديمية والمهنية أيضا.

وأنا بدوري، أردت وضع لمستي الخاصة في العمل من ناحية العملاء، والتسويق، والإعلان؛ اذ أسعى دائما لإيصال الرسالة التي أحب التماسها بنفسي.

وبالاضافة الى ذلك، فإن كل ما نحضّر له بشكل مسبق، سنحصده في المستقبل، لأن النتائج لا تظهر بين ليلة وضحاها.

بعد الحديث عن موسم اصطياف واعد في 2019، والتطمينات التي سمعناها من الرئيس الحريري ومن وزير ​السياحة​ أفيديس كيدانيان، هل أنت متفائل حقا من المرحلة المقبلة؟

لم أكن يوما شخصا متشائما، بل على العكس أحاول على الدوام، مدّ يد العون من أجل تقديم كل المساعدة اللازمة، أكان على صعيد الفندق أم على الصعيد الشخصي أيضا. فالوضع لم يعد يحتمل التأجيل، بالنسبة الى المستثمرين والمدراء، على حد سواء.

كما أن التفاؤل الذي لامسناه في حديث رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ خلال مؤتمر "نحو سياحة مستدامة"، يجعلنا نشعر بأنه يرغب فعلا في تحقيق الكثير. وبطبيعة الحال، لا يمكن التقدم نحو الأمام إن كان عامل الثقة غائبا ومفقودا.

وفي الوقت ذاته، يجب أن لا نخسر الأمل بغد أفضل، وذلك لأن غياب الأمل سيفقدنا الرغبة في الاستمرار. وبالتالي لا أكترث حقا لما يقال، بل أهتم فقط بالنتائج على الأرض.

فعندما ننطلق في مشروع معين ونسعى بكامل جهودنا الى تحقيقه، سنحصد في النهاية النتائج الإيجابية، بغض النظر عن جميع العوامل المحيطة. ومن هنا، ننتظر الدعم السياسي والأمني من المسؤولين، وسنستمر بالمحاولة للوصول نحو الأفضل، لأن لبنان بلد سياحي بامتياز، وقد تربينا على السياحة، وهي موجودة في بيئتنا وشخصيتنا وبيوتنا.

كيف تقيم الحركة في فندق "Grand Hills Hotel & Spa Broummana" خلال الربع الأول من العام 2019، وبالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي؟

الربع الأول حقق نتائج أفضل بكثير من الفترة المماثلة من العام الماضي. فشهر كانون الثاني كان ممتازا، ولكن الحركة تراجعت الى حد ما في شباط، بسبب غياب السياح الكويتيين، الذين لديهم إجازة من 20 شباط الى 3 آذار. في حين أن حركة الإشغال تعتبر جيدة جدا في شهري آذار ونيسان.

فالفندق يعتمد بالنسبة الأكبر على السعوديين والإماراتيين، لكنني أحاول في الوقت الحاضر استقطاب المزيد من الجنسيات، مثل الروس والإسبانيين، وذلك من أجل عدم الارتباط بجهة معينة فقط.

ما هي الصفات التي يجب أن يتحلى بها المدير من أجل التقدم والنجاح؟

أولا، يجب أن يستمع جيدا، ويكون على دراية واسعة بالسوق المستهدف والخدمة التي يقدمها.

ثانيا، عليه أن يسير باستراتيجية وخطة معينة، وأن يتابع الأوضاع الراهنة، ويكون مساهما ومشاركا في عملية التغيير؛ فعندما تكون الخطة متاحة والتركيز موجود، لا يمكن أن يفشل الشخص، الا اذا واجه عقبات مختلفة وخارجية غير متوقعة.

ثالثا، عليه أن يتعرف الى متطلبات السوق والمنافسة القائمة، وليس بهدف التقليد والنسخ، بل من أجل تحديث معلوماته، والبقاء على اطلاع.

رابعا، عليه تقديم الأفكار المميزة، الخلاقة، والجذابة بهدف استقطاب الزبائن. فعملنا يتطلب الكثير من الإبداع، لأن المنافسة باتت واسعة، والعرض أكبر من الطلب.

خامسا، يجب أن يضع نفسه في مكان الضيف، ومن هنا أسأل نفسي دائما: "لماذا أريد المجيء الى هذا الفندق وليس غيره؟"، وانطلاقا من هذا الواقع، أسعى الى تقديم الخدمات المميزة والمشجعة.

سادسا، في عملنا، لا يمكن التحضير ومن ثم الجلوس والمراقبة فحسب، بل يجب أن نتخذ الإجراءات الفورية حيال أي حادثة تحصل، وإعداد الخطط الرئيسية والبديلة.

ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهك في منصبك كمدير عام؟

الصعوبة الأولى تكمن في مجال التوظيف، وخاصة في ما يتعلق بإيجاد معايير معينة. فالجيل الجديد يطالب بالمناصب العالية منذ بداية الطريق، كما يشترط الحصول على رواتب خيالية، وبالتالي يريد الوصول بسرعة وسهولة.

أما الصعوبة الثانية، فتتمثل بالمسؤولية التي نشعر بها تجاه عائلات الموظفين، لدى الانتقال الى هذا المنصب. فمن مسؤوليات المدير العام تقديم الخدمات والأعمال، ولكن في الوقت ذاته عليه مراعاة الموظفين وقيادتهم.

هل تشعر بالتقصير تجاه حياتك الخاصة والعائلية بسبب مسؤولياتك المهنية وضغوط العمل؟

لا شك في أن العمل يتطلب الكثير من الوقت والجهد، ويستحوذ، في غالبية الأحيان، على أوقاتي الخاصة. لكنني أحاول قدر الإمكان تنظيم جدول أعمالي من أجل التواجد مع عائلتي أكثر.

فالتضحية موجودة حتما، ولكل شيء ثمن في الحياة، كما أن التقدم لا يأتي بشكل مجاني، وخاصة عندما يكون الشخص رب عائلة.

ومن جهة أخرى، تلعب المرأة دورا مهما في حياة الرجل، وخاصة عندما تكون متفهمة، وتتحمل الظروف، وتقف الى جانب زوجها في جميع الأوقات.

من قدم لك الدعم في مسيرتك؟

شركة "ماريوت" أوصلتني الى ما أنا عليه اليوم، فقد آمنت بي وبقدراتي، وشجعتني على مواصلة الرحلة.

كما أن مسيرتي هي خير مثال على أن كل شخص مؤهل للوصول في أي مجال يستهويه، كما أنه قادر على تطوير نفسه بشكل متواصل.

فالنجاح لا يرتبط بتخصص معين أو منصب محدد، وبإمكان كل واحد منا أن يصل الى أهدافه في هذه الحياة، إن تسلق سلم النجاح درجة درجة.

ما هو الإنجاز الأكبر الذي حققته الى حد اليوم؟

مسيرتي لا زالت في بدايتها، وطموحاتي كبيرة وغير محدودة. فمهما حقق الانسان من إنجازات، ستأتي بعدها أهداف أخرى تلغي سابقاتها.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أطمح للدخول الى المضمار السياسي في المستقبل، لكنني سأعمل على تحقيق هذا المشروع على المدى البعيد.

ما هي النصيحة التي تود إيصالها الى جيل ​الشباب​؟

أنصح كل شخص:

أولا، أن لا يشعر بالندم تجاه أي شيء.

ثانيا، أن يحافظ على إيمانه بالله.

ثالثا، أن يحاول ويعيد المحاولة في كل ما يقوم به.

رابعا، أن لا يسمح لأي عائق بتحطيمه والحد من طموحاته.

خامسا، أن يثق بنفسه، دون الوصول الى حدود الغرور والثقة المدمرة.

سادسا، أن يتحلى بالإرادة الصلبة؛ فعندما تكون الإرادة موجودة سنجد دائما الوسيلة (When there’s a will there’s a way).

سابعا، أن يقف بعد كل سقطة ويكمل المسيرة مهما اشتدت الصعاب.

وثامنا وأخيرا، أنصح الجميع أن يبقوا في لبنان، لأن بلدنا يضم الكثير من الفرص والإمكانيات.

كما أن لبنان أكبر من شخص، وأكبر من كل العالم! وأنا مؤمن بأن طموحات الشباب اللبناني كبيرة، وإرادتهم صلبة، وسيتمكن الجيل الجديد حتما من تحقيق التغيير نحو الأفضل. وبالتالي بدلا من تجسيد نجاحاتهم في الخارج بإمكانهم تحقيق الكثير في بلدهم الأم.