استضافت ندوة "​​حوار بيروت​"​ عبر أثير إذاعة لبنان الحر، من مقر الإذاعة - أدونيس، مع المعدة والمقدمة ​ريما خداج​، بعنوان "ما هي نتائج "بروكسيل 3" إنسانيا، مادياً وسياسياً ؟ وهل ستكون الدولة اللبنانية المرجعية الحصرية مع المجتمع الدولي ؟"، عضو كتلة الجمهورية القوية الوزير السابق للشؤون الإجتماعية النائب ​بيار بو عاصي​.

في البداية قال الوزير بو عاصي أن "مؤتمر "بروكسل" هو مؤتمر للمانحين، يحدد إلتزام المجتمع الدولي ماديا لمساعدة الدول المضيفة، والجزء الأكبر من هذا المؤتمر متعلق بالسياسات العامة لمساعدة النازحين. وفي بروكسل 1 و 2 تمكنّا كوزارة من إعطاء الثقة للمانحين، ومازلنا مستمرين في ذلك، حيث أن الأموال المعروضة اليوم من خلال مؤتمر بروكسل 3 أكثر من المتوقع وأكبر من الأرقام التي كانت مطروحة في السنوات السابقة".

وإعتبر بو عاصي أن "يجب ان يكون هناك رفع لمستوى دعم لبنان كبلد مضيف، وليس فقط مساعدة النازح السوري، ونحن في أول يوم من تشكيل الحكومة، طالبنا بـ 100 مليون دولار لدعم الدول المضيفة، و100 مليون دولار لدعم الأسر اللبنانية الأكثر فقراً. ولكن هذا العمل الذي نقوم به لا يعني أبداً ان هناك تخلي عن الموضوع السيادي اللبناني المتعلق بضرورة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم. فالمساعدات قد تساهم في تخفيف الضغط والأعباء، ولكن الحل الأمثل والمستدام هو برفع الضغط كليا عن كاهل لبنان، وذلك يتم بإعادة النازحين السوريين إلى سوريا".

ولفت إلى ان "عودة النازحين ترتبط بأميرين مهمين، الامر الاول هو تأمين التحفيز اللازم للنازحين من أجل العودة، والامر الثاني هو الضغط على النظام لعدم عرقلة عودتهم".

وقال بو عاصي "هذا موقفنا المبدأي كقوات لبنانية، ولكن للأسف فإن ملف النزوح وقع بفخين، الفخ الاول هو فخ المزايدات الشعبية، والفخ الثاني هو فخ العنصرية. ولكن نحن مقاربتنا لهذا الملف عقلانية وإنسانية، فإنسانيا نحن نحاول المساعدة قدر الإمكان. ولكنني كسياسي لبناني، أنا مجبر على وضع مصلحة البلد فوق أي إعتبار، فانا ضد بقاء النازحين إلى فترة طويلة لأن ذلك يعرض البلد ومستقبله للخطر".

وتابع "كما ذكرت سابقا فإن عودة النازح تحتاج إلى تأمين امرين: تحفيز العودة، والضغط على النظام لعدم العرقلة. فليس من المنطق أن يفاوض لبنان النظام السوري لإعادة النازحين، ولا يجب أن يكون هناك ضغوط او تهويل او تخويف من قبل النظام لهؤلاء المواطنين السوريين. وإذا تعرض النازحين لأي أذى بعد عودتهم إلى مناطقهم، فإن المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته".

وأكد قائلا "نحن لا نستطيع السماح لهم بالبقاء إلى الأبد، وهم ليسوا بعبء على النظام السوري، بل هم من مسؤوليته، وهذا الموضوع يجب أن يكون برسم أصدقاء النظام في لبنان أيضا الذين يضللون الناس. فيجب ان يتوقفوا عن مطالبتنا بالحوار مع النظام، لان هناك العديد من الإثباتات التي تبرهن أن النظام لا يريد عودتهم وأنه هو من يعرقلها، وعلى رأس هذه الإثباتات، ما تعانيه المنظمات الإنسانية الموجودة في سوريا، والتي تعاني الامرّين من أجل مساعدة النازحين في الداخل بسبب ضغوط النظام، وعرقلته لأعمالهم".

وفي موضوع محاولة البعض للدفع بإتجاه التواصل والتطبيع مع النظام السوري، قال بو عاصي "من يريد الذهاب إلى سوريا كفرد هذا شأنه، ولكن نحن نختلف معهم، ولن نقبل كدولة أي تواصل من هذا النظام. وهذه ليست عدائية من قبلنا تجاه هذا النظام، فهو من قام بمعاداتنا على مرّ السنوات الماضية، وموقفنا تجاه هذا النظام ناتج عن أدائه تجاهنا".

وأضاف "نسمع الأن بجملة (لا إعادة إعمار في سوريا قبل إعادة النازحين)، وهذا تقدم جيد وموقف متقدّم من قبل المجتمع الدولي. فلا إعادة إعمار قبل عودة ملايين السوريين، الذين يستخدمهم النظام كورقة ضغط على المجتمع الدولي، وكتهديد لدول الجوار ولأوروبا".

وفي سؤال للزميلة خداج عن المبادرة الروسية، قال بو عاصي، "نحن لدينا حماسة للتواصل مع روسيا والتعاون معها، ولكن لكي نكون واقعيين ليس هناك أي تصور واضح للخطوط العريضة على الأقل لما يسمى بالمبادرة الروسية. فهي مازالت فكرة ولم ترقِ بعد لمستوى المبادرة أو الآليات".