افتُتح المعرض السنويّ الثالث لمسابقة التصوير الفوتوغرافي "مَنشَر صُوَر 3"، في احتفال "​الريجي​" في "بيت بيروت"، وركّزّت هذه السنة على ​المرأة​ العاملة في زراعة ​التبغ​ والتنباك، برعاية رئيس الوزراء ​سعد الحريري​ ممثلا بوزيرة الداخلية ​ريا الحسن​ وبحضور محافظ بيروت ​زياد شبيب​.

بدايةً، نقلت الحسن في كلمتها "تقدير الرئيس الحريري لهذه المبادَرَةِ المميّزة التي اطَّلَع قبل بضعَةِ أشهُر على أعمالِ نسْخَتَيها الأولى والثانية، ضمن إطار معرض بيروت للفنّ". وأبدت إعجابها بالصُوَر المعروضة "وبفكرة هذه المسابقة، وحتى بالعنوان الذي أُعطِيَ لها". ورأت أن "مثل هذه الأفكار الخلاّقة ليست بأمر غريب على مؤسسة ناجحَة كالريجي، أثبتَت تَمَيُّزَها"، مذكّرةً بأنها لمست ذلك بنفسها عندما كانت تتولى وزارة المال. ولاحظت أن "الريجي" "حققت العديدَ من الإنجازات على كل المستويات، وتُشكّل نموذجاً للمؤسسات التي نطمح إلى وجودها في ​القطاع العام​، وتُعتَبَر مصدر إيرادات مهمّا للخزينة العامة".

وقالت: "لقد شاءت المُصادفات أن يأتي اختيارُ المرأة العاملة في زراعة التبغ والتنباك موضوعاً لمسابقة منشر صور هذه السنة، مُتزامناً مع سنة حصَدَت فيها المرأة اللبنانية الثمار الأولى لِما زرعته على مدى سنوات من مطالبة بدورِ أكبر في الشأن العام، فزادِ عددُ النساء الأعضاء في مجلس النواب، ونالت النساء حصّةً أفضل بكثير، كَمّا ونوعاً، في التشكيلة الحكومية".

واضافت: "لا نزالُ في بداية الطريق طبعاً، ويلزمنا بعدُ الكثير لكي نصلَ إلى الدرجة المثالية من مشاركة المرأة، على قدم المساواة مع الرجل، في الحياة السياسية، وفي المناصب القيادية في القطاع العام، لكنّ الأهمّ أن هذه الطريق فُتحَت، وأزيلَت منها...البلوكات".

وتابعت: "من وَحي صور هذا المعرض، التي تحتفي بالمرأة العاملة، وتسلّط الضوءَ على جهدها وقدراتها، أستطيعُ أن أؤكّد أن المرأة اللبنانية، في المجال السياسيّ، لم تعد للصورة، أو للزينة. لقد تغيّرت الصورة. لقد تبدَّلَ المشهد.صارت هي في أصل الصورة.صا ر لها صوتُهأ المؤثّر، ودورُها الفاعل، وحضورها الوازن، ومشاركتُها القيّمة. صارت قادرة على تغيير صورة السياسة في البلد".

وختمت قائلة: "من حقول التبغ، حيث أُخِذَت صُوَرُ هذا المعرض، تبدأ المساواة الحقيقية بين الجنسين، والمشاركة الفعلية. المساواةُ في العرق، والمشاركة في التعب، والشراكة في فرحة الحصاد المنتج. فشكراً للريجي على إبرازِها دور المرأة في زراعة التبغ".

من جهته، رحّب سقلاوي بالوزيرة الحسن ممثلة الرئيس الحريري، ولاحظ أن اللقاء "مُحمّلٌ بالدلالات وزاخرٌ بالمعاني، بدايةً لأنه برعاية الرئيس الحريري ممثلاً بأول وزيرة للداخلية في العالم العربي الوزيرة ريا الحسن، وثانياً لأنه يتحقَقُ هنا، بين جُدرانِ هذا المكانِ العابِقِ بذكرياتِ بيروت، وثالثاً لأنه تحيةٌ للمرأة في شهرِ المرأة".

واضاف: "في الواقع، لسنا نحن من اخترنا الرئيس الحريري لرعاية معرضِ تصويرٍ موضوعَهُ المرأة، بل اهتمامُ دولتِه بالمرأةِ ودور المرأة وشؤونِ المرأة هو الذي جعل من رعايته لهذا الحدث أمراً بديهياً طبيعياً، كيف لا وهو من أشد المدافعين عن دورها وتفعيل مشاركتها في المجالات والميادين كافة". وأضاف: "كيف لا وقد أدخل إلى حكومته في الأمس القريب سيدات في مواقع وزارية كانت حكراً على الرجال، وإن دل ذلك على شيء، فعلى إيمانه وثقته بكفاءة المرأة وطاقاتها وحكمتها وقدرتها على المبادرة والتنفيذ، وأحسن الاختيار بالوزيرة ريا الحسن، فتجربتنا معها ترَكت اثراً طيباً، ومكانةً خاصة عند جميع أهل الريجي، فهنيئاً للمرأة اللبنانية بالرئيس الحريري ونشكر له رعايته هذا الحدث الفني الذي يحتضن الطاقات الشابة المبدعة ويسعى الى تعزيز طاقاتها والذي يحتفي بالمرأة بشكل عام وبالمرأة العامِلة في زراعة التبغ بشكلٍ خاص. كما يسلّطُ الضوءَ على زراعةٍ تعيلُ اكثرَ من 25 الف عائلة في 450 قرية".

وقال سقلاوي إن لاختيار "الريجي" بيت بيروت مكاناً لاحتضانِ معرضِها "دلالاته أيضاً. فهنا بيروت. وبيروت التي انبثقت كالفينيق من تحتِ الترابِ سبع مرات، تشبهُ بعزمِها شاباتِ لبنان وشبابِه الذين يرفعونَ كل يومٍ التحدياتَ بمبادراتِهم ومواهِبهم للبقاءِ في الوطن والتجذُر في ترابِ الوطن". وتابع: "هنا القلب، ومن هذا القلبِ بالذات نريدُ اليوم أن نضخَ أملاً لشبابِ الوطن وطاقاتِه ومواهِبه. من هذا المكانِ الشاهدِ على تاريخِ بيروت وتضحياتِ بيروت، نريدُ أن يَشْهد أيضاً على تضحياتِ نسائِنا اللّاتي كُنَّ وما زِلْنَ الأساسَ في رسمِ خطوطِ مستقبلٍ أفضل للمرأةِ اللبنانية. ومن هذا المكان الشاهِد على جَمال بيروت وصورتِها الأبهى، نريدُ أن ننقلَ الصورةَ الأجمل عن لبنان، عن سهولِه، عن حقولِه، عن سواعِد سيداته، عن شجاعتهِن، عن كَدِّهن، وعن دورِهنّ في المجتمع وفي التنميةِ المستدامة".

وذكّر بأن معرض "منشر صور" هو "ثمرةُ مسابقةِ تصويرٍ فوتوغرافي أطلقتها الريجي ضمن خطتِها للتنميةِ المستدامة". واضاف: "التنميةُ ليست خيارًا بالنسبة إلينا، بل واجب آليناه على أنفسنا وتعهدناه تجاهَ أهلِنا، تجاه شبابِه ونسائه وأطفاله، وليسَ في ذلك مِنَّةٌ فنحن ملتزمون بمجتمعِنا، وهكذا سوف نبقى".

واشار إلى أن أكثر من 150 شاباً وشابة شاركوا في مبادرَة "منشر صور" هذه السنة. وقال: "قبلَ طلوع ِالفجرِ انطلقوا إلى حقولِ التبغ، في جولاتِ تصويرٍ ميدانية، فعادوا إلينا مُحمّلين بذكرياتٍ وصور. عدساتُهم نقلت لنا الصورةَ الأجمل عن زراعة التبغ، عن النساء العاملات فيها، عن أيديهنّ المعطاءة وسواعدِهنّ القوية، عن كدِهن، وشُغلِهن، وعزمِهن، وبراعَتِهنّ وعرقِ جباهِهن. وبالتالي لا نغالي إن قلنا هي الاساس، فشتلةُ التبغِ أنثى، والتربةُ التي تغذيها أنثى، والشمسُ التي تلوِحُها أنثى، ومياهُ الغيثِ التي تَسقيها أنثى واليدُ المِعطاءة التي تنميها، وتقطفُها وتشكُها، وتجففها أنثى. فتحيةٌ وألف تحية لتلكَ الأنثى".

وبحسب النتائج، حصلت ليزا تيريزيان على جائزة لجنة التحكيم لأفضل صورة، ونالت 5000 دولار وكاميرا احترافية، في حين مُنِحَت الجائزة الثانية وقّدرُها 3000 دولار وكاميرا احترافية إلى أحلام جابر. ونال محمد عجينة الجائزة الثالثة وقدرها 2000 دولار وكاميرا احترافية.

وتولّت لجنة التحكيم مهمة تقييم الصور، بينما صوّت الجمهور إلكترونيًا عبر موقع "الريجي" الالكتروني وكافة صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لها.

وتألفت لجنة التحكيم من الفنانة التشكيلية والباحثة سيرين فتّوح، والمصورَين المحترفَين لين داغر وروجيه مكرزل وباتريك باز، والمستشارة الفنية رانيا طبارة.