تتحضّر بيروت منذ عدّة أشهر لافتتاح المؤتمر الوطني "نحو ​سياحة​ مستدامة" في 19 آذار الجاري، برعاية رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، وبالشراكة ما بين ​المجلس الاقتصادي​ الاجتماعي ووزارة ​السياحة​ والنقابات السياحية، وبالتعاون مع ​الاتحاد الأوروبي​.

وكشف وزير السياحة أواديس كيدانيان، خلال المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه عن المؤتمر، عن حضور "وزيرة السياحة اليونانية التي ساهمت في وصول عدد السياح الى بلدها لـ 33 مليون سائح في العام، بالإضافة الى د. طالب الرفاعي الذي كان الأمين العام السابق لمنظمة السياحة العالمية، أي أعلى مركز قرار للسياحة في العالم، وهو صاحب قدرة كبيرة في القطاع السياحي، كما سيكون هناك مشاركة من قبل ​وزارة السياحة​ المغربية والأردنية".

كيف سيساهم هذا المؤتمر في تنشيط القطاع؟ وهل يمتلك لبنان الإمكانية التي تخوّله تحقيق السياحة المستدامة؟ وكيف يمكننا استعادة جذب السياح العرب بعدما وجدوا ملاذات أخرى، خلال الفترة التي شهدت فيها المنطقة الكثير من الإضطرابات؟ لمعرفة تفاصيل أكثر عن هذه المواضيع كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء مع نقيب مكاتب السياحة والسفر جان عبود:

بداية، كيف هي تحضيراتكم لمؤتمر "نحو سياحة مستدامة" وما هي الأهداف المنشود الخروج بها من هذه الفعالية؟

التحضير لهذا المؤتمر على أوجه منذ شهرين في المجلس الإقتصادي الإجتماعي الذي بات اليوم كالحكومة المصغّرة التي تقوم بالدراسات ووضع الخطط، التي غالباً ما توافق عليها الحكومة اللبنانية.

نحن متأكدون أن "نحو سياحة مستدامة" سيكون مؤتمر ناجح بحضور الرئيس سعد الحريري ووزراء لبنانيون وعرب وأجانب بالإضافة الى رئيس مجلس إدارة شركة "طيران الشرق الأوسط" محمد الحوت الذي سيستعرض تجربة نجاح الشركة اللبنانية.

المؤتمر سينقسم الى عدة جلسات لمناقشة موضوع مختلف في كل جلسة، حيث سيكون من الجيد أن نتعلّم من تجارب الآخرين، خاصّة التجربتين اليونانية والقبرصية، لربما نتمكن من السير على خطاهما.

كما ستتم مناقشة خطة "ماكنزي" الإقتصادية التي خصّصت قسماً كبيراً لقطاع السياحة الذي اعتبرته قطاع منتج ومفيد للإقتصاد.

وفي النهاية سيصدر توصيات تتمحور حول برنامج لعمل وزارة السياحة وكافة القطاعات السياحية.

يجري الحديث عن هيئة جديدة سيتم طرحها خلال مؤتمر "نحو سياحة مستدامة" تؤمن التعاون بين القطاعين العام والخاص ضمن القطاع، هل لك أن تطلعنا أكثر عن تفاصيل إنشاء هذه الهيئة؟

التعاون دائماً قائم بين القطاع العام في السياحة ممثلاً بالوزارة والنقابات السياحية والمجلس الإقتصادي الإجتماعي والقطاع الخاص ممثلاً بالمؤسسات والشركات، إلا أنه باعتقادي أن المطلوب اليوم هو هيئة رسمية تجمع بين القطاعين.

هل ترى أن لبنان يمتلك مقومات السياحة المستدامة؟

بالطبيعة التي نمتلكها ونوعية الخدمات التي نقدمها، نحن بلد سياحي بإمتياز. ما نحتاجه فقط هو الإستقرار السياسي والإقتصادي.

هل بدأتم تشهدون أثر رفع الحظر عن سفر السعوديون الى لبنان؟ وهل يمكن له أن ينافس الدول الأوروبية في استقطاب العرب؟

بعد تشكيل الحكومة إجمالاً، عدد السياح ارتفع بشكل كبير، والحجوزات فاقت التوقعات لشهر نيسان، بتنا بحاجة الى المزيد من الأشخاص للعمل كدليل سياحي، لدينا نقص في فصل الربيع المقبل.

وبعد رفع الحظر السعودي بشكل خاص بتنا نتلقى يومياً عشرة اتصالات للحجز من السعودية، وهذا أمر مهم جدًّا لأن المواطن السعودي والخليجي بشكل عام مدة إقامته دائماً ما تكون أطول وقدرته الشرائية أكبر.

إجمالاً، السعوديون لجأوا في الفترة الماضية الى تركيا والمغرب، واليوم هناك حظر على سفرهم الى تركيا فمن المفروض أن يتجهوا الى لبنان. وكما أكدت لك أننا بتنا نرى وفوداً من السعودية.

والجدير بالذكر أيضاً أن نسبة الأوروبيين أيضاً ارتفعت بحوالي 40%.

الأهم أن يستمر الوضع السياسي بهذا الهدوء وأن تنفذ الحكومة الوعود التي قطعتها بالترافق طبعاً مع تحديث للبنية التحتية. ليس لدينا مشكلة بالتسويق للبنان كبلد سياحي بل في بناء الثقة لدى الآخرين نتيجة المشاكل السياسية في المنطقة.