نظّمت وزارة الصناعة ومعهد البحوث الصناعية ورشة عمل عن "معالجة التحدّيات التي تواجه قطاع الصناعة اللبنانية في ظلّ تطوّر المعلوماتيّة" بالتعاون مع شركة "Triple C" الاستشارية برعاية وزير الصناعة وائل أبو فاعور ممثّلاً بالمدير العام للوزارة داني جدعون في مقرّ معهد البحوث الصناعية – الحدث. وحضر المدير العام للمعهد د. بسام الفرنّ، ممثّل وزير التربية والتعليم العالي د. نعيم عويني، وصناعيون وخبراء في المعلوماتية واكاديميون وموظّفون في الوزارة والمعهد وادارات معنيّة.

وألقى المدير العام للمعهد د. بسام الفرنّ كلمة إعتبر فيها أن "العلاقة بين المعلوماتية والقطاع الصناعي مفهوم لم يعد تقليدياً، بل تخطّى الأمور المتعارف عليها على صعيد البحث والابتكار والتنمية الاقتصادية. هو جسر يبني الشراكة الاستثمارية في عالم اقتصادي معولم، معاييره مختلفة عن الماضي. فالمعلوماتية والصناعة مجال رحب للشباب المتخصّص ولتلبية مطالبهم وفرصة لاطلاق مبادراتهم الفكرية والابداعية في مكان ضيّق يطال الكون الأوسع.ويحتاج الاستثمار الصناعي إلى الأنظمة المعلوماتية المتطوّرة ليصبح قطاعاً أكثر انتاجيّة وتلبية لأكثر المعايير والمواصفات تطلباً، وذلك باعتماد سياسات ومسارات عملية تعمل على ثوابت متحرّكة تعيد النظر بالمفاهيم القائمة.فالمعلوماتية عالم يناقض الماضي. يكشف عن حاله في الوقت الحاضر. وهو غير معلوم في المستقبل القريب، ومجهول كلياً في المستقبل".

وأضاف: "يبرز دور المعهد المتقدّم في تحفيز القدرات الابداعية ومدّها بالخبرات والدراسات والاستشارات والدعم المادي أحياناً بطرق مختلفة، من بينها تنظيم مركز الابتكار والتكنولوجيا (CIT) التابع للمعهد مسابقة عن الابتكار ومنح أصحاب المشاريع الفائزة قسيمة بقيمة عشرة الاف يورو. ونحن على قناعة راسخة أن هذه المشاريع تساهم في تحقيق ​النمو الاقتصادي​ و​التنمية المستدامة​ الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع اللبناني".

وألقى المدير التنفيذي لشركة تريبل سي المهندس برنار رزق كلمة قال فيها "بعد أزدهار البيع عبر ​الانترنت​ وانفتاح ​الأسواق العالمية​ زادت المنافسة والتحديات في عالم الصناعة. وأصبح هاجس الصناعيين تقديم منتبحات جديدة ذات جودة عالية وأسعار تنافسية مما أدى الى دخول المكننة الذكية، الروبوت وانترنت الأشياء الي المصانع وبذلك أصبحت المعلوماتية وشبكاتها وإمنها وأمن المعلومات من الضروريات التي يجب على كل صاحب مصنع أن يدرجها ضمن أولوياته."

وأضاف: " نجم عن دخول المعلوماتية على القطاع الصناعي تحديات جديدة لأصحاب المصانع ومن هنا أهمية القيام بالدراسات اللازمة، انشاء شبكة معلوماتية متطورة، حمايتها، حماية المعلومات التي تعتبر بمثابة ​النفط​ الجديد بالاضافة الى المتابعة والصيانة المستمرة وذلك دون اغفال أهمية النسخ الاحتياطي للبيانات وتوافرها في كل الأوقات والأماكن."

وبدوره أكد جدعون هلى "ضرورة مواكبة الثورة الصناعية الرابعة المنطلقة بقوة في كل مكان في العالم، معتمدة على الذكاء الصناعي أي الالكترونيات المتقدّمة والتكنولوجيا والابتكار. وأضاف: " لا يجوز للبنان بشكل عام وللصناعة الوطنية بشكل خاص أن يتاخرا عن السير قدماً في هذا المضمار ان على صعيد تطوير الانتاج وابتكار منتجات ووسائل انتاج جديدة ومتطورة او على صعيد حماية المكتسبات والمعلومات والمعطيات العملية الكترونياً، الأمر الذي يوجب اعطاء هذا المجال الحيّز الأكبر من اهتمامنا في القطاعين العام والخاص".

وشكر معهد البحوث الصناعية على "ريادته للتطوير والأبحاث والمختبرات والدراسات واستضافة ورش العمل والمؤتمرات والندوات وتنظيمها والمشاركة الفاعلة فيها. كما شكر شركة Triple C المتخصصة بالبرمجة والالكترونيات على تعاونها ومبادرتها لتنظيم هذا اللقاء مع الصناعيين واصحاب الاختصاص بهدف تبادل الخبرات والاطلاع على احدث التقنيات في مجال المعلوماتية واستخدامها في القطاع الصناعي".