انسان تبع شغفه حتى وصل الى تحقيق حلمه مع زوجته. تخصص في مجال الصيدلة ويعمل فيه حالياً، وفي نفس الوقت، وبسبب عشقه له، افتتح مصنعاً للنبيذ وبيتاً للضيافة الى جانبه يستقبل فيه ذواقي هذا المشروب الراقي. عمل مع زوجته الصيدلانية ايضاً على تنفيذ هذا المشروع الحلم والهواية المشركة بينهما فنجح في اجتياز العوائق والصعوبات واستطاع ان يبني معمله معتمداً النمط العمراني القديم في ​لبنان​، اي حجر العقد الذي كان يعتمده اجدادنا بدورهم في بناء منازلهم.

انسان عنيد استطاع ان يوصل رسالته عن السلام من خلال صناعة ​النبيذ​ واختياره لمكان المشروع في احدى ​القرى اللبنانية​ البعيدة عن ضوضاء وزحمة بيروت ونجح في جذب اشخاصاً ذواقين للنبيذ وباحثين عن الهدوء في بلد الفوضى.

للاضاءة على مشروعه وعلى خبرته الطويلة، كان لـ"الاقتصاد" لقاء مع صاحب معمل "شاتو سانت اندريه" للنبيذ وبيت الضيافة التابع له في بلدة غبالة الكسروانية بول صقر.

- ما هي ابرز المحطات التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية والدراسية؟

تخصصت في مجال الصيدلة وحصلت على PHD فيها من جامعة القديس يوسف في بيروت ومن ثم سافرت الى ​الولايات المتحدة الاميركية​ حيث تخصصت لمدة سنتين في مجال الصيدلة السريرية، عدت بعدها الى لبنان حيث حصلت على MBA  في هذا المجال من ​الجامعة الاميركية​ في بيروت. وافتححت صيدلية لي في منطقة ​الاشرفية​ كما ان زوجتي أندريه هي صيدلانية بدورها وتمتلك صيدلية خاصة بها. وبعد هذه الفترة، توجّهنا الى تنفيذ حلمنا وهوايتنا المشتركة وهو صناعة النبيذ وانشاء مصنعاً لذلك. وقد بدأت الفكرة بالظهور عندي عندما قمت بشراء 50 كيلوغراماً من العنب، في العام 2004، وقمت بانتاج 40 زجاجة نبيذ وقمت بتوزيعها على الاقرباء والاصدقاء. ومن هنا، بدأت بزيادة الانتاج سنة بعد سنة حيث أدخلت تسحينات وإضافات جديدة على هذا الانتاج  وقد اضفنا انتاج النبيذ الابيض والزهري. كما شاركنا بعدة معارض مثل معرض "vinifest" الذي أقيم في ميدان سباق الخيل في بيروت، وذلك لدس نبض المشاركين والمستهلكين حول النبيذ الذ ننتجه وكانت ردات الفعل إيجابية جداً. من هنا، زادت حماستنا لتوسيع العمل وقمنا بتشييد مصنعاً للانتاج وبدأنا العمل به في العام 2010 بحيث تم بناؤه بحسب نظام النظام العمراني القديم المتمثل بحجر العقد وذلك في بلدة غبالة الكسروانية، فيما استغرق بناؤه 5 سنوات. الجدير بالذكر ان صناعة النبيذ لا تتناسب المصنانع المبنية من الباطون انما من الحجز العقد. وبالاضافة الى زراعتنا للعنب قرب المصنع، قمنا بزراعة خضروات عضوية من كل الانواع. كانت الفكرة الاساسية افتتاح مصنعاً والى جانبه مكان مخصص لتذوّق النبيذ، ولكن، فيما بعد، قررنا بناء بيت للضيافة الى جانب المصنع كي يستطيع من يرغب بتذوق النبيذ تمضية عطلته. وبيت الضيافة هو عبارة عن مجموعة منازل مستقلة مبنية من الحجر الكلّين والتبن والقش والكلس الابيض وهي مناسبة لكل الفصول.

- ماذا اضافت هذه الهواية لمسيرتك المهنية؟

أضافت الكثير لي ولزوجتي فهي لم تكن متوقعة أبداً في حياتنا وهي هروب من حياة المدينة الصاخبة بكل مآسيها الى حياة القرية النائية حيث تتغير حياتنا في كل نهاية اسبوع ونجد الراحة والهدوء والسلام الداخلي في الطبيعة.

- ما هي ابرز الصعوبات التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية؟

مررت بعدة صعوبات ابرزها الاستثمار وخاصة عندما تكون قد بدأت بمشروع على أساس ميزانية معينة ويكبر هذا المشروع، ولكن قناعتي به ساعدتني على تخطي هذه الصعوبة. واما المشكل الثاني فتمثل بالتحدي وخاصة وان المشروع مقام في بلدة غبالة الكسروانية وهي منطقة بعيدة عن الناس نوعاً ما وقد اخترناها لانها تتميّز بالهدوء والسكنية بعيداً عن زحمة بيروت، وبالقرب منا محمية جبل موسى. وهذا الامر جعل الكثيرين من الاصدقاء ينصحوننا بعدم اقامة المشروع في البلدة لان احداً لن يأتي بسبب ​البعد​ والمسافو ولكننا دائماً كنا نفكر بأن الناس سيأتون الى هنا بسبب الهدوء. وكانت النتيجة لصالحنا. وأما الصعوبة الثالثة فكانت عملية تصريف انتاج النبيذ وخاصة وانني كننا ننتج 1000 زجاجة واليوم اصبحنا ننتج 24 الف زجاجة نبيذ ويتم بيعها داخل المشروع فقط. كما اننا واجهنا تحديات بخصوص توسيع الاراضي الزراعية وخاصة للزراعات العضوية.

- ما هي الصفات التي تتمتع بها شخصيتك وساعدتك على تخطي هذه الصعوبات؟

العناد ساعدني كثيراً على تخطي هذه المشاكل وخاصة عندما تضع اهدافاً في حياتك لتصل اليها وتصطدم بحائط مسدود امامك وهذا ما حصل معي ومع زوجتي في كثير من الاحيان. الا ان اصرارنا وعنادنا ساعدانا على تخطي هذه العوائق لنصل الى الهدف المنشود. وخاصة وان الدولة لا تساعدنا ابداً وكل ما نقوم به هو نتيجة مجهود شخصي. وهدفنا ان يكون الناس سعداء في مشروعنا خاصة وانه مقام في مكان هادئ وبعيد عن الهموم وهذا ما يميزنا عن غيرنا.

- ما هي خططك المستقبلية؟

في كل مرة نضيف اشياء جديدة للمشروع واهم شيء نسعى اليه هو عدم الحياد عن ​الزراعة العضوية​، ونسعى الى زيادة عدد ​المنازل​ الخاصة ببيت الضيافة الى  10 منازل. وكنت قد بدأت بتصنيع النبيذ وأضفت اليه العسل العضوي واليوم اضفنا "ليكور" عضوي وقد وصلنا الى 12 نوع منه.

- ما هي نصيحتك للشباب اللبناني في ظل الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها بلدهم؟

اشجع كل شاب بأن يقوم بتنفيذ مشروعه شرط ان يكون لديه القناعة بذلك لان كي ينجح اي مشروع على صاحبه ان يكون على قناعة تامة بهذا المشروع. واتفق مع زوجتي على اعتماد المصداقية وحسن الاستقبال والكرم مع الناس وبهذه النقاط الثلاثة تكتمل اسس النجاح لاي مشروع يرغب الانسان بتنفيذه.