نشرت شركة "​فاير آي​" التي تختص بمجال الأمن القائم على استقصاء البيانات والمعلومات، تقريراً لوحدة "مانديانت" السنوي للأمن الالكتروني تحت عنوان "M-Trends 2019"، والذي استند إلى معلومات وإحصاءات ورؤى مستقاة جمعت خلال التحقيقات التي أجرتها الوحدة حول العالم في العام 2018.  

وكشف التقرير عن تقدم الشركات في سرعة اكتشاف الهجمات بسبب تعزيز قدراتها للتحري الإلكتروني، حيث بلغ معدل مدة الكشف عن تواجد المهاجمين منذ محاولة اختراق شبكات الشركات وحتى اكتشافهم مدة 57.5 يوماً في العام 2017. واشار التقرير انه في العام 2018 انخفضت هذه المدة إلى 50.5 يوماً، في حين أن المنظمات تتقدم في سرعة اكتشاف الاختراقات الداخلية بنفسها، بدلاً من أن يتم إخطارها من قبل مصدر خارجي مثل الجهات القانونية. ولفت الى ان هناك أيضاً زيادة في الهجمات المدمرة، أو هجمات الفدية، أو أي هجمات مرئية فورية.  كما انخفض أيضاً معدل المقياس العالمي لمتوسط المدة بين بداية الهجوم إلى الاكتشاف - سواء خارجياً أو داخلياً - لأكثر من شهر - بدءاً من 101 يوماً في عام 2017 إلى 78 يوماً في عام 2018. وكانت هذه المدة مرتفعةً إلى 416 يوماً في عام 2011.

وبيّن التقرير عن مواصلة مجموعات التهديد الإلكترونية بالتطور والتغيير، إذ إن "فاير آي" لاحظت، ومن خلال المتابعة المستمرة لمجموعات تنفيذ الهجمات الإلكترونية من ​كوريا الشمالية​ و​روسيا​ و​إيران​ ودول أخرى، أن هذه المجموعات تعمل باستمرار على تحسين قدراتها وتغيير أهدافها بما يتماشى مع أهداف أجنداتهم السياسية والاقتصادية. وتم توفير ​استثمارات​ كبيرة وأساليب وأدوات وإجراءات أكثر تطوراً لهذه المجموعات، مما جعل البعض منها أكثر عدوانية، وساعد البعض الآخر على الاختباء والاستمرارية لفترة أطول.

وعن زيادة إصرار المهاجمين بشكل مستمر، فقد  شكلت بيانات "فاير أي" دليلاً واضحاً على أن الشركات التي وقعت ضحية تسوية مستهدفة يمكن أن يتم استهدافها مرة أخرى. وأشارت البيانات العالمية خلال العام 2018 أن 64% من جميع عملاء خدمات الاستجابة والكشف المدارة لدى "فاير آي" والذين كانوا سابقاً عملاء خدمات الدعم والاستجابة لشركة "مانديانت"، قد تعرضوا لهجمات أخرى من قبل المجموعة ذاتها أو مجموعات أخرى ذات دوافع مشابهة خلال الـ 19 أشهر السابقة، بزيادة من 56% في عام 2017.

ولفت التقرير انه تم استخدام اﻟﻌدﯾد ﻣن ﻧواﻗل الهجمات ﻟﻟوﺻول إﻟﯽ اﻷھداف، ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك عمليات اﻻﻧدﻣﺎج واﻻﺳﺗﺣواذ، اذ وصل ﻧﺷﺎط المهاجمين إلى ﺑﻟدان عدة حول اﻟﻌﺎﻟم. ومن بينهم، لاحظت "فاير آي" زيادة في الاختراقات بأسلوب هجمات التصيد خلال عمليات الاندماج والاستحواذ.