نسرين حداد هاشم هي مدربة تنفيذية (executive coach)، تدعم الأشخاص وتحفزهم، لكي يحققوا المزيد من الفعالية والثقة في أدوارهم في مختلف القطاعات: ​القطاع الخاص​ (الخدمات المصرفية، المستشفيات، المصانع، المبيعات، الخدمات،...)، و​القطاع العام​ (الحكومات، والمنظمات الحكومية وغير الربحية)، فهي مدربة معتمدة منذ أكثر من خمس سنوات، في المعهد الوطني للإدارة في بعبدا الذي يدرب كل موظفي القطاع العام.

تتمتع بخبرة واسعة في العمل، فقد دربت المئات من المدراء التنفيذيين، وساعدت القادة والنساء ذات الإمكانيات الكبيرة، على أن يصبحوا أكثر فعالية، ما زاد من قدرة الأفراد والفرق والمنظمات، ودفعهم الى تحقيق تحسن دائم ومستمر في الأداء.

ومع نيلها اعتماد "الاتحاد الدولي للمدربين" و"Marshal Goldsmith Stakeholder Coaching Center"، أصبحت برامجها معترف بها دوليًا، لمعاييرها الاحترافية والعالية.

وباعتبارها مؤسسة شركة "Lodestar Coaches"، ومدربة تنفيذية وقيادية، لم تتوقف يوما عن استكشاف نسختها الخاصة من التدريب؛ اذ أضافت اليها نكهتها الخاصة وشخصيتها الفريدة.

وكشخص، لطالما أحبت السرعة والنتائج الفورية، كما أُعجبت بقساوة الحقيقة وقدرتها على إبقائها على تركيزها. وانطلاقا من هذا الواقع، أضافت هذه العوامل إلى أساليب التدريب الخاصة بها، ووجدت وسائل جديدة للتعمق أكثر في النفس البشرية، واكتشاف طرقًا عصرية من أجل تحقيق التغيير في شخص ما.

ولكن قبل أن تصبح مدربة معتمدة، عملت نسرين حداد هاشم كممرضة لمدة ست سنوات في قسم الطب النفسي في "مستشفى سان جورج" في الأشرفية، كما اكتسبت خبرة واسعة في مبيعات المعدات الطبية وتعاملت مع عدد كبير من المستشفيات والأطباء.

كان لـ"الاقتصاد" مقابلة خاصة مع ​سيدة الأعمال​ اللبنانية، مؤسسة شركة "Lodestar Coaches"، نسرين حداد هاشم، للتعرف الى بداياتها المهنية، والتعلم من تجربتها المهنية الغنية:

كيف تصفين مسيرتك الطويلة والغنية بالأحداث؟

الصعوبات كثيرة وخاصة في بداية الطريق، ولولا شغفي في التدريب لما أسست هذه الشركة. وبالتالي فإن المسيرة كانت صعبة للغاية، خاصة في ظل الظروف السيئة والتقلبات التي تمرّ بها البلاد منذ سنوات، وحالة عدم الاستقرار السائدة.

لكن إصراري على النجاح والاستمرار، كان ولا زال موجودا، ولهذا السبب، لم أستسلم يوما، بل لطالما اجتهدت في العمل، وثابرت، واستلمت مشاريع ضخمة في لبنان، الى أن وصلت الى مرحلة شعرت فيها بالحاجة الى التوسع؛ ومن هنا، افتتحنا فرعا ثانيا للشركة في البحرين.

من قدم لك الدعم في مسيرتك المهنية؟

حصلت على المساعدة المادية والمعنوية من زوجي، فهو الوحيد الذي ساعدني على تغيير مسيرتي، كما أن رأى إمكانياتي، وقدّرها.

كيف تمكنت من القيام بخطوة التوسع الى خارج لبنان؟

لطالما فكرت في التوسع الى الخارج، لكنني لم أكن أعلم ما هي الوجهة المناسبة للقيام بهذه الخطوة. وقد حدثني بعض الأشخاص عن البحرين، ومدى قربها من المجتمع اللبناني، وانفتاح شعبها. وبالتالي دفعني فضولي للتوجه الى هناك، واكتشاف جوانب البلاد كافة.

وخلال فترة تواجدي في البحرين، تعرفت الى شخص لبناني – بحريني يعيش هناك منذ 20 عاما، وقد أعجب بالخدمات التي تقدمها الشركة، كما رأى مدى حاجة البلاد اليها، ومدى نجاح شركتنا في لبنان، فتشجع على الدخول في شراكة معنا؛ ومن هنا، انطلقنا معا من البحرين.

كيف تواجهين المنافسة الواسعة الموجودة اليوم في مجال التدريب؟

المنافسة موجودة بكثرة في مختلف المجالات، ولكن عندما نتميز بما نقدمه، سيقصدنا الناس أكثر.

فالشركات الأخرى تركز بشكل أكبر على المصارف والمؤسسات، في حين أننا اخترنا التدريب للمستشفيات. بالتالي فإن آثار المنافسة محدودة، بسبب خبرتنا في التمريض والمستشفيات.

ومن جهة أخرى، فإن شبكة علاقات شريكي في البحرين تساعد الشركة الى حد كبير.

ما هي الصفات التي ساعدتك على التقدم والنجاح كسيدة أعمال؟

أولا، الجدية في العمل.

ثانيا، المثابرة وعدم الاستسلام أمام المطبات.

ثالثا، الاستثمار في الذات من خلال القراءة والمشاركة في المؤتمرات المفيدة. واليوم في ظل الانفتاح على الانترنت، بإمكاننا العمل على صقل مهاراتنا يوميا ودون توقف.

هل تعتبرين اليوم أنك حققت كامل طموحاتك المهنية؟

لن أصل أبدا الى المرحلة النهائية من طموحاتي، إنما أعتبر اليوم أنني بلغت الهدف الذي أردته منذ البداية؛ أي أن أصبح سيدة أعمال ناجحة، وسيدة اجتماعية ناجحة أيضا. فقد حققت جزءا من طموحاتي، والمسيرة أمامي لا زالت طويلة.

أخبرينا أكثر عن عملك في الشأن العام؟

أنا عضو في أربع جمعيات في لبنان، كل واحدة منها تخدم هدف أو قضية معينة. وغالبيتها تهتم بخدمة الشأن العام والناس، أكان على صعيد التدريب، أو المساعدات الاجتماعية، أو استقطاب المغتربين للاستثمار في لبنان.

وبالاضافة الى ذلك، أشغل منصب رئيسة نادي رياضي في بلدتي حاصبيا – المتن.

هل تشعرين بالتقصير تجاه وقتك الخاص وعائلتك بسبب نشاطاتك الكثيرة؟

لم أشعر يوما بالتقصير لأنني أهتم كثيرا بتحقيق التوازن في مختلف جوانب حياتي، بالاضافة طبعا الى تنظيم الوقت.

فأنا أحرص دائما على أن يحصل أولادي وزوجي على الحصة المناسبة من وقتي، وكذلك الأمر بالنسبة الى شركتي في لبنان والبحرين، والى نشاطاتي الاجتماعية.

فمن المهم دائما أن تسعى المرأة الى تنسيق وقتها، دون أن تنسى ذاتها؛ وبالتالي عليها إعطاء الوقت الكافي للاهتمام بنفسها.

وأنا شخصيا لا أنسى الاهتمام بنفسي لكي أتمكن بالمقابل من الاهتمام بغيري. ومن هنا، أخصص الوقت لممارسة التمارين الرياضية، والترفيه؛ فالرياضة تشعرني بارتياح كبير، وتعطيني المزيد من النشاط.

ما هي نصيحة نسرين حداد هاشم الى المرأة؟

أنصح المرأة أن تثق بنفسها وتتخطى كل الصعوبات التي نصادفها في لبنان، وتتحدى قدرها لكي تصل الى أهدافها.

كما يجب أن لا تستسلم، بل أن تمدّ يد العون في بعض الأحيان، وتلجأ الى طلب المساعدة، لأن لا أحد يعرف كل شيء في الحياة، وبالتالي بإمكاننا الاستعانة بأشخاص لمساعدتنا بخبراتهم.