ينشط في الفترة الأخيرة في ​لبنان​ نوع جديد من أنواع ال​سياحة​ الداخلية، وهو ​السياح​ة البيئية. من منّا لم يصادف بعد على ​مواقع التواصل الإجتماعي​ ​صفحات​ لمجموعات تعمل في تنظيم رحلات أسبوعية على الدراجات الهوائية أو المشي على الأقدام للتعرف إلى المناطق الطبيعية ولالتقاط ​صور​ بين معالمها ؟ ربما هي التكنولوجيا التي كانت سيف ذو حدّين، فالعديد من ​الشباب​ الذين انغمسوا في فانتازيا التواصل الإجتماعي والصورة النمطية السائدة عنهم، فدفعت بهم لأن يبتعدوا بين حين وآخر عن كل هذا الضجيج الإفتراضي والتقرّب أكثر من الطبيعة وأركانها.

ولكن، في لبنان...مع هذا الواقع البيئي الذي نعيشه منذ سنوات، هل ستستمر هذه ​السياحة​؟ وإلى متى؟ وكيف سيتم ​الترويج​ اليها؟ ما هو دور الوزارات في دعم هذه السياحة؟ وما هو دور وسائل التواصل الإجتماعي؟ لمعرفة المزيد من التفاصيل حول هذه المواضيع كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء مع الدليل في السياحة البيئة، شربل صفير:

بدايةً ما هو التعريف الدقيق للسياحة البيئية وكيف تقيّم وضعها في لبنان خاصّةً مع هذه الأوضاع البيئية التي نعيشها؟

السياحة البيئية أو السياحة الطبيعية هي النوع الترفيهي والترويحي عن النفس والذي لا يتضمن أي عامل صناعي بل يستثمر الطبيعة فقط في السياحة، أي حين يلجأ الفرد للطبيعة للإستمتاع.

هذه السياحة تتطوّر بشكل سريع جداً في لبنان وبتنا نشهد اقبالاً كبيراً عليها، حيث أن كلفتها أقل وهي صحية أكثر من أي نشاط آخر.

في بلدنا، الطبيعة تتكلّم عن جمالها. لدينا عوامل رائعة ومناطقنا تشبه العديد من المناطق الأوروبية ولكن على نسخةٍ أصغر. من جبال العاقورة الى اللقلوق التي تعتبر شبيهة "Dolomites" في إيطاليا إلى جنوب البترون الشبيه بجنوب ​فرنسا​.

نحاول من خلال عملنا أن نسعى لتقريب الإنسان من الطبيعة. بعض الأشخاص يبكون حين يرون خلال جولاتنا شي طبيعي دمّره الإنسان أو ألحق أي أذى فيه.

إلى أي مدى برأيك يمكن للبنان الترويج للسياحة البيئية في ظل هذا الوضع الخطير الذي نعيشه على هذا الصعيد؟

هذا هو العامل الخطير في لبنان، إلا أنه يقتصر على البحر والمدن الساحلية. لكن لا شك طبعاً أن الصورة عن البلد تلتسق بها هذه السمعة.

ما هي المناطق التي يقصدها السياح البيئيين بشكل كبير؟

إجمالاً كافة المناطق اللبنانية ذات الطبيعة الجميلة مقصودة ومطلوبة لهذا النوع من السياحة، لكن المناطق الأساسية هي وادي قنّوبين، الشوف، إهدن، تنورين، غابات ​الأرز​ وغيرها الكثير.

هل هناك تعاون مع وزارة البيئة لتصحيح أوضاع معيّنة، وخاصّة أن الوزير فادي جريصاتي يبدو وكأنه جديّ في هذه المهمة؟

صراحةً لا نعلم بعد عن الخطط الجديدة ولكن لم نعتاد في لبنان على التجاوب السريع من قبل المسؤولين. دائماً في هذا البلد نرى أن المواطنين يسبقون المسؤولين في المبادرة والإبتكار، في عدد كبير من المجالات.

وفي مجال السياحة البيئية، نحن العاملين في هذا المجال نعتمد على جهودنا الشخصية لابتكار أفكار جديدة لتوسيع أنشطتنا، حتى المزارعين من أهالي المناطق التي نقصدها باتوا يعملون معنا في تحضير الغداء والعشاء للسياح، وذلك ليبقوا في مناطقهم للمحافظة عليها. الدولة ومنذ سنوات قليلة فقط باتت تقدم الدعم لبيوت الضيافة وهكذا أمور، ولكن طلبنا في إحدى المرات أن تنظم الوزارة دورة مشتركة لكافة العاملين كدليل سياحة بيئية لنتبادل الخبرات إلا أن أحداً لم يستجيب لمطلبنا.

ما هو دور وسائل التواصل الإجتماعي في الترويج لسياحتكم.

في الحقيقة ولنكن صريحين، وسائل التواصل الإجتماعي كانت أقوى من الوزارات على هذا الصعيد.

ونحن الذين نعمل في هذا المجال نقدم الدعم لبعضنا البعض. ما يحصل خلال هذه ​الرحلات​ ليس فقط ما ترونه من صور جميلة، بل نحن نقدم المعلومات عن كافة المعالم لتكون رحلة استكشافية وليس فقط جمالية.

ما هو مستقبل هذه السياحة؟

اذا استمرّينا بهذه الوتيرة من التدمير المستمر لبيئتنا الجميلة بالكسارات و​النفايات​ والمصانع فإن هذه السياحة ستندثر لأن المادة الأساسية لها لم تعد موجودة. لا يمكنك تخيل حجم الضرر الذي يلحقونه بهذه المناطق الجميلة وفي مدة قصيرة.

السياحة البيئية، في العشرة سنوات الأخيرة، كانت الرافعة للإقتصاد الوطني، ومن يقول خلافاً لذلك لا يملك معلومات دقيقة.