قال كبير الدبلوماسيين في الحكومة ​الصين​ية ان بلاده ترى "امكانات هائلة" في ​الاقتصاد السعودي​ وترغب بالمزيد من التعاون في مجال التكنولوجيا الفائقة، وذلك في الوقت الذي بدأ فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان زيارة رسمية تستغرق يومين الى ​بكين​.

وكان وصل الوفد السعودي 21 شباط الجاري الذي ضم كبار المسؤولين التنفيذيين من "أرامكو" في جولة آسيوية شهدت بالفعل تعهد ​السعودية​ باستثمار 20 مليار دولار في ​باكستان​، كما تسعى للحصول على ​استثمارات​ إضافية في صناعة التكرير بالهند.

كما وسيلتقي ولي العهد بالرئيس الصيني شي جين بينغ الذي جعل من تكثيف الوجود الصيني في ​الشرق الأوسط​ هدفاً رئيسياً للسياسة الخارجية لبلاده، على الرغم من دوره التقليدي المتدني هناك.

بدوره، لفت وزير الخارجية السعودي ​عادل الجبير​ ، وعضو مجلس الدولة وانغ يي ، الى إن السمات الرئيسية لعلاقاتهما هي الاحترام والتفاهم والدعم لبعضهما البعض ، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الصينية في بيان صدر في وقت متأخر.

وأضاف وانغ "كل الدول في العالم لديها الحق في التطور ، و السعودية هي دولة الأسواق الناشئة ذات الإمكانيات الهائلة"، لافتاً الى ان " الصين تدعم الجهود السعودية لتنويع اقتصادها ، وترغب فى تعزيز التعاون الفني معها".

إلى ذلك، أفادت مصادر مطلعة أن شركة "​أرامكو السعودية​"، أكبر مصدر للنفط في العالم ، ستوقع اتفاقا لبناء ​مصفاة​ ومشروع للبتروكيماويات في مقاطعة لياونينغ شمال شرق البلاد في مشروع مشترك مع مجموعة "نوريكو" الدفاعية الصينية.

ويمكن للاستثمارات أن تساعد السعودية على استعادة مكانتها كأكبر مصدر للنفط إلى الصين، وهو موقف ظلت ​روسيا​ تحتفظ به خلال السنوات الثلاث الماضية. كما انه من المتوقع أن تعزز "أرامكو السعودية" حصتها في السوق من خلال توقيع صفقات التوريد مع شركات التكرير الصينية غير الحكومية.

واضطرت الصين إلى درس العلاقات مع ​الرياض​ بعناية ، حيث تربطها علاقات وثيقة مع ​إيران​ والسعودية.

ويوم الأربعاء الماضي، أخبر شي رئيس ​البرلمان الإيراني​ أن رغبة الصين في تطوير علاقات وثيقة مع إيران ستبقى دون تغيير، بغض النظر عن الوضع العالمي.

كما تشعر الصين بالقلق من الانتقادات التي توجهها ​الدول الإسلامية​ بشأن معسكراتها في منطقة شينغيانج في أقصى غرب البلاد التي تسكنها أغلبية مسلمة والتي تقول الحكومة إنها لأغراض نزع التطرف وتدعو جماعات حقوق الإنسان إلى إقامة معسكرات اعتقال.

قال وانغ إن البلدان يواجهان تهديدات ​الإرهاب​ والتطرف، ويجب عليهما تدعيم التعاون لحماية الأمن والاستقرار.

وقالت صحيفة "غلوبال تايمز" في مقال افتتاحي يوم الجمعة ان الصين لا تسعى للعب السياسة في ​الشرق الاوسط​.

وقالت الصحيفة التي نشرتها صحيفة الشعب اليومية في الحزب الشيوعي الحاكم "لن تكون الصين لاعبا جيوسياسيا في الشرق الاوسط. ليس لديها اعداء ويمكنها التعاون مع جميع دول المنطقة."

واضافت "إن نفوذ الصين المتزايد في الشرق الأوسط يأتي من التعاون الودي الصافي. وسوف ترحب مثل هذه الشراكة بمزيد من البلدان في الشرق الأوسط".

بحسب وزير ​الطاقة​ و​الصناعة​ والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، فإن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى الصين تستهدف تنمية العلاقات الثنائية، وتعزز التعاون بين البلدين في جميع المجالات.

وقال الفالح، في مقابلة مع وكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا)، "الصين هي الشريك التجاري الأكبر للمملكة، التجارة الثنائية قوية ومزدهرة مع انفتاح الأسواق الصينية، والمملكة لديها حصتها في تلك الأسواق".

وبلغت واردات المملكة العربية السعودية من الصين نحو 46 مليار دولار في عام 2018.

وأوضح الفالح، أن زيارة الأمير محمد بن سلمان للصين، ستنظر للتعاون المستقبلي، وستعزز ما تم تحقيقه في الاجتماعين السابقين للجنة المشتركة بين البلدين.

وأضاف الفالح: "أعتقد أن ​الاستثمارات​ المتبادلة بين البلدين ستشهد نموا، وأن السعودية تمتلك الكثير من رأس المال الذي يحتاج لمشاريع مربحة، والصين مكان رائع للاستثمار بأسواقها الضخمة وبيئتها المناسبة".

وأشار إلى أن الصين تتطور بسرعة كبيرة بفضل التكنولوجيا المستخدمة وقدراتها وصادراتها للعالم، وهناك تنافس متزايد للمنتجات الصينية من حيث الجودة، فلم تعد الصين مصنعة لسلع منخفضة التكلفة.

وقال الفالح: "أعتقد أن هذه الاستثمارات المتبادلة ستشهد نموا، وأن المملكة تمتلك الكثير من رأس المال الذي يحتاج لمشاريع مربحة، والصين مكان رائع للاستثمار بأسواقها الضخمة وبيئتها المناسبة".

وتابع: "نرغب في دعوة الشركات المختلفة، ليس فقط تلك المتخصصة في مجال ​النفط​ والبتروكيماويات، ولكن أيضًا في ​مجال الطاقة​ المتجددة، وتصنيع ​السيارات​، والمستحضرات الصيدلانية، و​الفضاء​ الجوي وغيرها، جميعها موضع ترحيب في السعودية للاستفادة مما نقدمه من دعم حكومي، والأسواق الضخمة التي سوف تبدأ في النمو بسرعة كبيرة خلال العقود القليلة القادمة".

ويرى محللون، أن السعودية، تأمل في أن تكون الصين حاليا، جزءا هاما من مشروع "رؤية السعودية 2030"، التي وضعها الأمير محمد بن سلمان، وهي خطة اقتصادية، واسعة تهدف إلى تنويع مصادر إيرادات المملكة، وتقليص اعتمادها على عائدات النفط فقط.

وتقول كبيرة المحللين الدوليين في "يورومونيتور" رابية ياسمين، إن زيارة الأمير محمد بن سلمان لآسيا مهمة لنجاح خطته "رؤية 2030"، متوقعة أن تحقق الزيارة نتائج مثمرة على الصعيد الاقتصادي، خاصة فيما يتعلق بمبادرة الحزام والطريق الصينية، وكيف يمكن للحكومة السعودية الاستفادة من المبادرة لرؤيتها 2030.