ريتا كززيان هي أولا أم وزوجة، وثانيا رائدة أعمال لبنانية، حوّلت هوايتها الى مشروع تجاري ناجح، وتمكنت من جعل مهاراتها نقطة تحول في حياتها، كما اكتسبت خلال فترة قصيرة شهرة حققت لها انتشارا واسعا، وخاصة من خلال صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي باسم "Rita’s Cakes & Makes".

قصتها ملهمة للعديد من النساء، فقد كانت منذ طفولتها تهوى الطبخ، وانطلق عملها من هوايتها، اذ عمدت، من خلال إصرارها الكبير وإرادتها الصلبة، الى صقل مهاراتها بنفسها، حتى وصلت الى التميز والتفوق حتى في أصعب التقنيات التي تتطلب تدريبات طويلة.

وعملها اليوم يتمحور حول تزيين الحلويات وبيعها، وتعليم تقنيات الطبخ، وبيع الأدوات الخاصة بذلك. لكن ريتا ما زالت تلك السيدة التقليدية التي تضع عائلتها في مقدمة مهام أعمالهاـ وتحرص على الاهتمام بأولادها الثلاثة ومتابعتهم عن كثب، وتصر على إبقاء عملها محصورا داخل "مملكتها"، أي منزلها.

فلنتعرف أكثر الى ريتا كززيان في هذه المقابلة الخاصة مع "الاقتصاد":

من هي ريتا كززيان؟

أنا زوجة وأم لثلاثة أولاد، ولطالما أحببت المطبخ بمختلف جوانبه؛ أي الطبخ، والحلويات، والتزيين،...

انطلقت مسيرتي المهنية مع أولادي، حيث كنت أحضر لهم البسكويت، والكعك المكوب، وقوالب الحلوى، وغيرها. ومن ثم، بدأت أقدم الهدايا لأصدقائي، من المأكولات التي أحضرها.

وبعد ذلك، باتت الهواية تتحول الى عمل تجاري، وكنت أضطر للسفر الى أوروبا من أجل الحصول على المعدات اللازمة لتحضير الحلويات وتزيينها، وبالتالي كنت أواجه صعوبة كبيرة في إيجاد هذه المنتجات في لبنان. ومن هنا، قررت استيرادها بنفسي، وبيعها للأشخاص المهتمين.

كما أطلقت صفحات لعملي على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت بتقديم الدورات لتعليم تقنيات الطبخ، والتزيين، وصناعة الزهور، والمجسمات من العجين،...

من أين تعلمت التقنيات الفريدة التي تستخدمينها؟

لقد علمت نفسي بنفسي ولم أتابع يوما أي دورات تدريبية. فأنا أرسم قليلا، ولدي بعض الخبرات والمهارات في الرسم والنحت.

كيف عمدت الى نشر اسمك في السوق؟

في البداية، اشتهرت بين الأصدقاء، ومن خلال الأصداء الايجابية في محيطي. وبعد ذلك، ساعدتني وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة "انستغرام" و"فيسبوك" على الانتشار أكثر.

وأعتقد أن عملي يسوق لذاته، وذلك لأنه يتميز بعدم الاستعانة أبدا بالديكورات البلاستيكية لتزيين قوالب الحلوى؛ اذ ألجأ دائما الى تقديم الاكسسوارات الصالحة للأكل.

هل تشعرين بالتقصير بسبب أعمال ونشاطاتك الكثيرة؟

لا أشعر بالتقصير على الإطلاق، وذلك لأنني أنظم وقتي الى أقصى الحدود. أولادي يغادرون الى المدرسة صباحا، ويعودون عند الساعة الرابعة، وبالتالي لا أعمل أبدا خلال فترة بعد الظهر، كما لا أجيب حتى على مكالمات العمل، بل أخصص كامل الوقت لهم.

وبالاضافة الى ذلك، أعمد الى الطهو بشكل يومي، وتفوح من منزلي دائما رائحة الطعام اللذيذ والطازج. وكل ذلك دون مساعدة دائمة من أي عاملة منزلية. وبالتالي "بلحق على كل شي"، من خلال الاستيقاظ باكرا وتنظيم الوقت.

هل يقدم لك زوجك الدعم في مسيرتك المهنية؟

زوجي مشجّع الى أقصى الحدود، وقد دعمني ماديا للانطلاق في هذا المشروع، وبعد ذلك، قدم لي كل الدعم المعنوي اللازم من أجل الاستمرار.

ما هي الصفات التي تساعدك على تحقيق النجاح؟

أولا، عملي الاحترافي، والتقنيات المستخدمة.

ثانيا، طريقتي في التعامل مع الناس، فأنا أجيب على مختلف أسئلتهم، ولست "بخيلة" بالمعلومات؛ وبالنسبة لي، فإن عملي هو خارج نطاق المنافسة، وبالتالي أتمنى أن تنجح كل امرأة وتثبت وجودها ودورها، اذ علينا أن نتقدم جميعا مع بعضنا البعض، والى جانب بعضنا البعض.

هل أن خدماتك موجهة الى الميزانيات كافة؟

كل الميزانيات تجد الخدمات المناسبة لها، كما أنني لا أسمح للحاجز المادي بأن يقف عائقا أمام أحد، بل أقدم من كل قلبي، تسهيلات واسعة لجميع النساء اللواتي يطلبن خدماتي.

والدليل على ذلك أنني خلال الصيف الماضي، سافرت الى أرمينيا حيث قدمت الدورات والصفوف لجمعيات غير حكومية، لكي تستفيد النساء من هذه التقنيات، ويسهمن في إفادة أنفسهن، وعائلاتهن، وحتى مجتمعهن.

وأنا مستعدة لتنفيذ هذا المشروع في لبنان أيضا، من أجل إفادة بلدنا الجميل وشعبه.

ما هي خططك المستقبلية؟ هل تطمحين الى المزيد من التوسع؟

أنا أكتفي بهذا القدر من المسؤوليات، وأشكر الله على ما وصلت اليه، لأنني أعتقد أن ما أقوم به، والاسم الذي حفرته في السوق ممتاز؛ اذ أحصل في بعض الأحيان على تهنئات من الطهاة والمخابر على العمل الذي أقوم به، وهذا الأمر هو بمثابة مكافأة عظيمة بالنسبة لي.

ولا بد من الاشارة الى أنني لا أطمح الى افتتاح متجر خاص بي، اذ لا أريد تضييع وقتي خارج منزلي، وبعيدا عن زوجي وأولادي. ولكن اذا حصلت على الفرصة لمشاركة خدماتي ومهاراتي في الخارج، لفترة مؤقتة طبعا، فسوف أغتنمها حتما.

ما هي نصيحتك للمرأة في لبنان؟

أولا، أنصح المرأة أن تقوم بما تحبه، فقد انطلقت شخصيا بالعمل في المجال الذي يستهويني.

ثانيا، أن تتبع طموحاتها وأحلامها، لأن الأحلام لا تموت أبدا، في حين أن الانسان قد يقتلها بنفسه أحيانا، إن لم يواظب على تحقيقها.

ثالثا، أن تثق بنفسها.

رابعا، أن لا تقصّر أبدا تجاه عائلتها في الوقت الذي تتابع فيه أحلامها، وأن تنظم وقتها لكي لا تهمل واجباتها كزوجة وأم.

فبالإرادة الصلبة يصل الانسان الى أبعد الحدود!