خاص ــ الإقتصاد

جلسات متعددة استغرقتها محاكمة المتهم ادريس طربيه أمام ​محكمة​ الجنايات في بيروت، نتيجة ادعاء النيابة العامة عليه ومن ثمّ صدور قرار عن الهيئة الاتهامية بحقه، بجرم تزوير وكالة عامة منظمة لمصلحته لدى مكتب توثيق قصر النيل في مصر، من قبل كلّ من صلحة وداوود وحاير درويش (​لبنان​يون من الطائفة اليهودية) بصفتهم الشخصية، وبصفتهم وكلاء عن آخرين، ولاستعماله الوكالة المذكورة لدى الكاتب العدل في بيروت لتوكيل أحد المحامين من أجل اجراء المعاملات المتعلقة باستملاك ​عقارات​هم في ​صوفر​ منطقة العقارية، بعد أن صدر قرار باستملاكها ولم يتقدم أحد لقبض تعويض الاستملاك البالغ 3 مليارات و963 مليون ليرة لبنانية، كون أصحابها من الطائفة اليهودية وموجودين خارج لبنان.

وبموجب قرار الهيئة الاتهامية الذي استند الى اتهام ادريس بالجرائم المنسوبة اليه، والى واقعة ورود اسمه في الوكالة المنظمة من قبله للمحامي الذي تعرف عليه عن طريق كمال السيوفي والذي كان عرفه ايضاً على عبد الستار الشامي الذي استحصل لاحقاً من المتهم على وكالة بتكليفه من المدعو شارل البستاني، بمتابعة معاملات الاستملاك للعقارات المشار اليه، وذلك لدى الكاتب العدل في بيروت، بالاستناد الى وكالة جديدة منظمة من آل درويش لدى مكتب توثيق جنوب القاهرة، بعد فشل الخطة بتكليف المحامي بمتابعة عملية الاستملاك.

بعد اجراء كافة التحقيقات وسماع الشهود لا سيما سوسن الخطيب، أفادت الأخيرة بأن راشد التنير هو الذي عرف عبد الساتر الشامي على شارل البستاني، وأنه جارهم في السكن ولديه عقار في منطقة صوفر وقد يكون ادريس طربيه أعطاه اخراج قيده للاستحصال على إعاشة (حصة غذائية)، وبعد أن ثبت للمحكمة من خلال تقريرين طبيين، ان المتهم أدريس طربيه لا يتمتع بأهلية عقلية كاملة، وأنه من المحتمل قيامه بتسليم اخراج قيده لأحدهم الأمر الذي سهل انتحال هويته، فقد أصدرت محكمة الجنايات في بيروت قراراً خلصت بموجبه الى ابطال التعقبات بحق المتهم أدريس طربيه كونه غير الشخص الوارد اسمه في قرار الاتهام، والذي تبين أنه اسم وهمي، وأحالت الأوراق مجدداً الى النيابة العامة في بيروت، لاجراء المقتضى والتوصل الى هوية المجرم الحقيقية، في ضوء التحقيقات المجراة من قبلها، وفي ضوء وجود دعوى مماثلة لدى محكمة الجنايات ضد المتهمين عبد الستار الشامي وشارل بستاني.

بناء على إشارة النيابة العامة، قامت مفرزة بيروت القضائية باجراء التحقيقات لمعرفة هوية الشخص الذي انتحل هوية ادريس طربيه بموضوع تزوير وكالات، وقبض تعويض استملاك عن أشخاص من آل درويش في منطقة صوفر، وبالتحقيق مع المدعوين كمال السيوفي وعبد الستار الشامي وشارل البستاني، الذين يحاكمون أمام محكمة الجنايات بموضوع تزوير وكالات لمتابعة عملية استملاك عقارات آل درويش، أفاد شارل بستاني بأنه لا توجد علاقة بينه وبين ادريس طربيه ولا يعرفه وأن الوكالة المنظمة لدى الكاتب العدل جاءت بعد عرض هذا الموضوع عليه من قبل راشد التنير، وهو جار شقيقته في محلة بشامون، وقد جاءت افادة المدعو شارل البستاني لتتضافر مع افادة المدعوة سوسن الخطيب ومع سائر ما ورد في التحقيق لبيان أن المدعى عليه راشد التنير هو الذي قام بالتعاون مع المدعى عليهم الذي يلاحقون أمام محكمة الجنايات، بتزوير الوكالات واستعمال المزور، بعد انتحال اسم أدريس طربيه الذي سلمه بيان قيده الافرادي، وتبين أن المدعى عليه راشد التنير توارى عن الأنظار بعد أن غادر الأراضي اللبنانية، لوجود ملاحقة جزائية بحقه.

قاضي التحقيق في بيروت ريتا غنطوس، اعتبرت في قرار ظني أصدرته بهذه القضية، أن فعل المدعى عليه راشد التنير لجهة إقدامه على تزوير وكالات رسمية واستعمال المزور، للاستيلاء بالطرق الاحتيالية على تعويض استملاك عائد لمالكي عقارات في منطقة صوفر من أبناء الطائفة اليهودية، مستغلاً عدم وجودهم في لبنان، ينطبق على الجنايات المنصوص عنها في المادتين 459 و454/459 و655 من قانون العقوبات، التي تنص على الأشغال الشاقة المؤقتة حتى سبع سنوات، وأحالته على محكمة الجنايات في بيروت لمحاكمته.