يُقال "إن جوهر كل الفنون الاستمتاع بالإمتاع"، ومن هنا تسعى مصممة المجوهرات ال​لبنان​ية العالمية ألكسندرا حكيم، لإيصال صوتها وفكرها من خلال تصاميمها الفريدة والعصرية.

والى جانب ​التصميم​، اخترقت عالما جديدا كان حتى عهد قريب في مجتمعنا، مقتصرا على الرجال، ألا وهو تنفيذ المجوهرات يدويا باستخدام الآلات الحادة والنار.

إنها حكاية شابة لبنانية، عاشت طوال حياتها في الغربة، لكنها اختارت المخاطرة والانطلاق من بلدها الأم، فلنتعرف اليها أكثر في هذه المقابلة الخاصة مع "الاقتصاد":

من هي مصممة المجوهرات ألكسندرا حكيم؟

ولدت وتربيت في العاصمة البريطانية ​لندن​، وبدأت بممارسة الرسم والنحت منذ أن كنت صغيرة. فوالدي هو ​طبيب​ جراح، لكنه يمارس هواية النحت أيضا في أوقات الفراغ، وبالتالي كنا نتشارك معا استوديو خاص في منزلنا؛ ومن هنا، اغتنمت كل فرصة متاحة، من أجل خلق القطع والمفاهيم الجديدة.

تخصصت في ​الفنون الجميلة​ في جامعة "Central Saint Martins" في لندن، حيث اختبرت مختلف جوانب الفنون (النحت، الرسم، الموضة، المنسوجات،...). ولاحظت حينها رغبتي في تصميم المجوهرات المعاصرة للنساء والرجال؛ فكانت القطع التي أصممها وأنفذها بمثابة منحوتات صغيرة قابلة للارتداء.

بعد ذلك، توجهت الى جامعة "Rhode Island School of Design" في ​الولايات المتحدة​، حيث تخصصت في تاريخ الفنون. وبعد التخرج، حصلت على وظيفة في شركة متخصصة بالتكنولوجيا الحيوية (biotech)، حيث أعمل على تصميم المجوهرات الطبية. فقد ابتكرت الشركة تقنية لمراقبة عمل أعضاء الجسم الداخلية من الخارج، وذلك بفضل شريحة الكترونية هي بمثابة رقاقة مصنوعة من السيليكون تسعى من خلالها الى تشخيص المرضى دون الحاجة الى شقّهم. وبالتالي أنا أصمم في الوقت الحاضر المجوهرات التي من شأنها أن تنقذ الحياة في المستقبل. وهذه الوظيفة دقيقة للغاية، وأعتقد أنها أوصلتني الى ما أنا عليه اليوم.

وبعد سفراتي الكثيرة، تزوجت من شخص لبناني – إسباني، وانتقلنا معا للاستقرار والعيش في لبنان. فقد أردت تأسيس شركتي الخاصة في بلدي الأم، وذلك لأن السوق يفتقد الى المجوهرات العصرية، في حين أن تلك التقليدية والراقية موجودة بكثرة.

وفي العام 2014، قررت أنني أريد الاستثمار بصوتي ومهاراتي من أجل تقديم مشروع حديث مخصص للنساء والشابات في ​الشرق الأوسط​، ومن هنا ولدت العلامة التجارية "Alexandra Hakim".

هل تلاقي تصاميمك إقبالا من الناس؟

الجمهور يحب ما أقدمه، وقد تمكنت من نيل اهتمام عدد كبير من الأشخاص. فأنا أًصمم مجوهرات معاصرة ومميزة، بأسعار معقولة، وقابلة للارتداء في المناسبات الرسمية أو خلال الأيام العادية.

من هم زبائن "Alexandra Hakim"؟

لدي ​موقع الكتروني​، يعد الأداة الأهم من ناحية المبيعات (www.alexandrahakim.co)، ما يعني أنني قادرة على بيع المنتجات الى أي شخص في العالم.

وقد تمكنت من استقطاب الزبائن من ​استراليا​، ​نيويورك​، ​باريس​، لندن، ​دبي​، ... وبالتالي فإن علامتي التجارية باتت عالمية، وأنا سعيدة للغاية بالنتائج التي حققتها.

فكل هذا الانتشار يعني أن المفهوم الذي أقدمه ينال إعجاب عدد كبير من الأشخاص.

هل تلجأين الى وسائل التواصل الاجتماعي من أجل التسويق لتصاميمك؟

نعم بالطبع، فوسائل التواصل تعد أداة أساسية للتسويق في أيامنا هذه، وبالتالي أستعين بها في أكثر الطرق الإيجابية الممكنة من أجل الوصول الى أشخاص يهتمون بهذا النوع من المنتجات، ويبحثون عن القطع المميزة.

كيف تواجهين المنافسة الكبيرة الموجودة اليوم محليا وعالميا؟

أعتقد أن الاختلاف بيني وبين المصممين اللبنانيين الآخرين يكمن في تقنيات تنفيذ القطع التي أصممها؛ وهذا العامل مهم وأساسي، لأن العديد من مصممي المجوهرات في الشرق الأوسط لا ينفذون بأنفسهم ما يصممونه، في حين أنني أعمل بنفسي على خلف المنتجات يدويا.

وبالاضافة الى ذلك، أركز على أن تكون القطع عضوية، فريدة من نوعها، ولا مثيل لها. ومن هنا، أقدم التصاميم الجديدة والخلاقة والمميزة، ولا أخاف من الأفكار غير التقليدية، كما لا أنظر الى ما هو موجود في الأسواق، ولا أحاول تقليد أحد أو ​استيراد​ التصاميم الأوروبية مثلا الى لبنان.

أين ترين نفسك بعد خمس سنوات من الآن؟

أعمل في الوقت الحاضر على أن تصبح العلامة التجارية أكثر تطورا وتنظيما، ولحسن الحظ أنها تتوسع بشكل سريع. ومن هنا، أتمنى بعد خمس سنوات أن تنتشر بشكل أكبر لكي يصل صوتي الى أبعد الحدود.

وأود أيضا أن أتمكن من تنظيم ورش العمل التعليمية للشبان والشابات الذين يريدون تعلم كيفية صناعة المجوهرات. فأعتقد أننا نفتقد في لبنان الى الحرفيين الإناث في هذا المجال، لأن بعض الناس يخافون للأسف، من فكرة ​عمل المرأة​ مع النار والمعادن.

ومن هنا، أعتقد أنه يتوجب على كل المصممين أن يستخدموا مواردهم الخاصة، من أجل تعليم الجيل الجديد كيفية تنفيذ القطع المميزة للتعبير عن أنفسهم.

هل تعانين من أي مشاكل أو صعوبات خلال العمل في لبنان؟

نعم وكلا، فمن الصعب حتما الانطلاق في لبنان بسبب المنافسة الواسعة الموجودة. كما أن بيروت تعد مدينة صغيرة الى حد ما، وبالتالي قد نواجه بعض العوائق في إيجاد مكاننا ومكانتنا الخاصة.

ومن جهة أخرى، بسبب تخصصي في الخارج وتعرفي الى تقنيات وآلات ومواد جديدة، لم تصل بعد الى لبنان، أشعر أحيانا ببعض الصعوبة خلال العمل.

وانطلاقا من هذا الواقع، أشعر أنني محدودة الى حد ما، في ما أستطيع تنفيذه. وأتمنى، خلال السنوات المقبلة، أن أتمكن من إحضار كل التقنيات المعاصرة الى المنطقة لكي تصبح متوفرة للجميع.​​​​​​​

ما هي الصفات التي ساعدتك على النجاح في مجال التصميم؟

أولا، خلفيتي التعليمية.

ثانيا، عدم الاستسلام وعدم الخوف من تجربة الأمور الجديدة.

هل تنجحين في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الخاصة؟

الأمور تسير بشكل طبيعي، اذ لا أستطيع تخيل نفسي أبدا عاطلة عن العمل أو أعمل في مجال مهني مختلف. فعندما يمارس الانسان المهنة التي تحفزه، سيصبح الباقي سهلا عليه.

نصيحة الى المرأة.

يجب أن تحافظ المرأة على هويتها دائما، ولا تخاف من استخدام صوتها من أجل التعبير عن ما تؤمن به حقا.