استضافت ندوة "​​حوار بيروت​"​ عبر أثير إذاعة لبنان الحر، من مقر الإذاعة - أدونيس، مع المعدة والمقدمة ​ريما خداج​، بعنوان "مفاعيل القمة العربية التنموية الإقتصادية والفراغ الحكومي ؟"، مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية للشؤون الإجتماعية د. روي بدارو، وعميد كلية إدارة الإعمال والإقتصاد في الجامعة الأنطونية البروفسور جورج نعمة.

بداية قال مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية للشؤون الإجتماعية د. روي بدارو "أنا اتعجب من وصولنا لهذه المرحلة، حيث أصبحنا ننتظر الوصول إلى الهاوية لنتحرك .. هناك امرين مهمين يجب أن نتطرق لهم، الاول هو النظام الحالي المتبعة لإدارة البلد، والتي لا يمكن ان تستمر في المستقبل، وأصبحنا بحاجة فعلية للتفكير في تغييرها ... والامر الثاني هي اللامسؤولية الموجودة والطريقة التي يتم التعامل بها مع الازمة، حيث أصبحنا ننتظر تفاقم الامور والوصول إلى حافة الهاوية قبل القيام باي خطوة".

وأضاف "أنا من القلائل الذين يقولون أنه مازال هناك امل، ولكن هذا الامل لا يمكن إستغلاله بالطريقة التي نتبعها اليوم، فنحن مقبلون على مشاكل كبيرة، ومنها قنبلة المتقاعدين، حيث أن هناك في لبنان 110000 متقاعد الان، ونتجه لإزدياد العدد في السنوات المقبلة وتنتظرنا قنبلة موقوتة، كما ان إقتصادنا في مسار إنحداري خطير، فالمساعدات من "سيدر" ومن الدول الصديقة قد تطيل مدة الصمود لفترة معينة، ولكنها ليست هي الحل".

وفي موضوع تشكيل الحكومة قال بدارو "العملية المتبعة هي عملية ترتيب للموازنة وتقسيمها حصصا بين الأفرقاء السياسيين، فالكل يفكر بالحصة وبالنسبة التي سيحصل عليها من الموازنة، فنجد مثلا أن لا احد يريد وزارة الإعلام لأن موازنتها صغيرة، في حين ان الجميع يقاتل من أجل وزارة البيئة لان هناك مشاريع مطروحة وهناك اموال وموازنة كبيرة مرصودة لها".

وإعتبر أنه "لا يمكن الإستمرار بنفس النموذج الحالي، فالعالم يتغير والإقتصاد يتحول، ولا يمكن ان نبقى بنفس التفكير. فالنموذج القديم لم يعد صالحا، والإعتماد فقط على السلم في منطقة الشرق الأوسط وعلى الإقتصاد الخدماتي لن يوصلنا إلى إقتصاد قوي، ونحن في السنوات الماضية لم نتمكن من بناء نموذج تنافسي إقليمي أو عالمي لإقتصادنا".

وحول تقرير موديز الاخير قال بدارو "وصلنا إلى اول درجة سيئة، في التصنيف" لافتاإلى ان "قد يكون لدينا مجال لاخر عام 2019، لكن يجب أن نبدأ بالتصحيح. ولكن بنفس الوقت هناك كلفة لهذا التصحيح وهناك ألم لهذا التصحيح والسؤال من سيدفع هذه الكلفة ومن مستعد لتحمل هذا الالم؟".

من جانبه قال عميد كلية إدارة الإعمال والإقتصاد في الجامعة الأنطونية البروفسور جورج نعمة "لا نعرف إذا ما كانت الحكومة قريبة أم لا، فهناك مؤشرات حركة بهذا الخصوص، وهناك منسوب من التفاؤل. ولكن لا يمكن ان نجزم. ففي السابق كانت الامور إيجابية ثم تعطلت الأمور".

وأضاف "الكل يعرف ان حان الوقت لتشكيل الحكومة، وهذا امر أكثر ضروري خاصة في ظل مع التطورات المالية والنقدية الاخيرة".

وفي موضوع القمة العربية الاخير وإنعقادها في بيروت قال نعمة "لبنان الدولة الوحيدة التي ينظر إليها العرب كدولة مفككة، ولا ينظرون إلينا كدولة فعلية، وما رأيناه في القمة هو إنعكاس لهذه النظرة التي نتحدث عنها".

وفي سؤال للزميلة خداج عما إذا كان لبنان قد بدأ بفقدان مناعته الإقتصادية بسبب التأخير في تشكيل الحكومة، قال "لا شك ان كل تأخير يؤثر سلباً. ولكن يجب أن نعرف بأن لبنان كان يملك قطاعاً مصرفياً صلباً في السنوات الماضية، وهذا ما أعطانا القدرة على القيام بخطوات معينة لتغطية نزيف ميزانية الدولة. ولكن لا يمكن وصف هذا الأمر بالمناعة، بل هي قدرة ساهمت بوجودها ظروف معينة. واليوم هذه القدرة لم تعد متوفرة كما كانت في السنوات السابقة".

وتابع "كان هناك جانب سلبي لهذه القدرة، حيث كان هناك إعتقاد لدى البعض بأن هذا الامر كان بإمكانه الإستمرار إلى ما لا نهاية، ولكن اليوم القدرة على بلسمة الجراح لم تعد موجودة، والسبب هو ظروف إقتصادية عالمية أثرت على التحويلات الخارجية للبنانيين، إضافة إلى تراجع نمو الودائع في القطاع المصرفي".

وإعتبر نعمة ان "إقتصادنا لم يكن ابداً بخير منذ 20 عاماً وليس فقط اليوم، ونحن في ازمة بنيوية وظرفية بسبب خللين كبيرين، ولا يمكن الإستمرار بهذا الوضع أبداً".