أشار وزير الخارجية والمغتربين جبران ​باسيل​ في الكلمة الإفتتاحية لإنطلاق فعاليات اجتماع وزراء الخارجية والوزراء المعنيين بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة العربية التنموية في فندق فينيسيا - بيروت، إلى أننا "نشكر كل دولة حضرت من أي مستوى كان، وناسف لعدم حضور البعض، لاننا كعرب لا نعرف كيف نحافظ على بعضنا، بل نحترف إبعاد بعضنا". 

وأضاف "فلنجعل من اجتماعنا هذا مناسبة لاستنهاض أنفسنا في مقابل محاولات محو هويتنا وتنوعنا .. وما أحوجنا اليوم لإستفاقة إقتصادية سياسية تنموية تنشلنا من ثباتنا، وترتقي بحياة المواطن العربي لمستويات يستحقها. فلا هدف يعلو على الإنسان ولا شيء اغلى من أهلنا".

وقال بالسيل "نعاني من الحروب والفقر والجهل في بلادنا بالرغم من غنانا وعلمنا، ناهيك عن تعنيف المرأة والطفل. ومشاكلنا الإقتصادية والإجتماعية كثيرة ونحن مسؤولون عن تعاظمها، لاننا نختلف بدلا من ان نتكاتف ... فما أحوجنا اليوم إلى استفاقة وطنية لترفع قيمة المواطن العربي لمستويات يستحقها،  فلا شيء يعلو على كرامة الانسان".

وتابع "لقد سببنا الحروب والتصارع، والنتيجة كانت تهجير ونزوح ولجوء،  فنرى شعوبنا ضائعة وهائمة في كل أصقاع الارض. هذا ما أصاب السوري وال​لبنان​ي والفلسطيني واليمني والعراقي واللبيبي وغيره".

وتابع "اذا سبّبنا الحروب لبعضنا الم يحن وقت اطفائها؟ الا يجب ان نفكّر بالعمران بدل الخراب؟ وهل يجوز ان نجازي ونعاقب من يفكّر باعادة الاعمار بدل ان نشجّعه ونساعده؟".

وأضاف باسيل "لقد فشلنا في تحقيق ما تصبو إليه شعوبنا او على الأقل إبقائها في اوطانها .. ولا زلنا لا نبدي أي تضامن لحل مشاكل سببها بعضنا لبعضنا الأخر. وليس لدينا فكرة تقاسم الأعباء ولا حتى فكرة تقاسم الهموم".

وسأل "ألا يجدر بنا ان نضع خطة مستقبلية ولو نظرية على الأقل ..  تعالو نضع رؤية إقتصادية عربية موحدة مبنية على مبدأ سياسي أساسي بعدم الإعتداء على بعضنا وعدم التدخل في شؤون بعضنا". 

وقال باسيل "كم جميل ان نخرج إلى شعوبنا بسكك حديدية تجمع بلداننا، وبربط كهربائي منجز غير مقطع، وبمرافىء تجعل المتوسط على حدود العراق، والبحر الاحمر على حدود سوريا، وبسدود من لبنان تغذي الأردن، وبمعامل من الأردن تغذي لبنان، وبإتفاقات تجارية تلغي جشعنا على بعضنا، وتفتح التكامل بيننا بعد أن تفتح الحدود دون حصار او رسوم". 

وتابع "كم جميل ان نجد خططاً لإعادة النازحين إلى بلدانهم، وان نفتح الغنتماء إلى بلداننا، ونحول نقمة المذهبية إلى نعمة المواطنة لمشرقنا بحضارته وتعدديته". 

وغعتبر باسيل ان "سوريا هي الفجوة الاكبر اليوم، ونشعر بثقل فراغها بدلا ان نشعر بخفة وجودها، فسوريا يجب ان تعود إلينا لنخفف الخسارة عن أنفسنا وأن تكون في حضننا بدل أن نرميها في حضن الارهاب". 

وختم قائلا "لبنان مهما أخفق أو أخطأ يبقى أخاً صغيراً للدول العربية ورسالة كبيرة لها، فاحتضنوه ولا تتركوه واتركوا مشاكله لأهله فهو لم يعتدِ يوماً على أيّ مواطن عربي بل كان ملجأ للشعوب العربية ومستوعباً لتنوّع الحضارات".