لفت وزير ال​اقتصاد​ والتجارة في حكومة تصريف الأعمال رائد خوري الى ان "انعقاد مؤتمر سيدر ونتائجه لاسيما لناحية إقراره ​مساعدات مالية​ كبيرة بقيمة 11.6 مليار دولار، عكس ثقة ​المجتمع الدولي​ ب​لبنان​ وبقدرته على تجاوز الصعاب والتحديات الكبيرة المتعلقة ببنيته الاقتصادية بشكل عام الامر الذي وضع ​الدولة اللبنانية​ أمام تحد حقيقي لإثبات قدرتها على الوفاء بالتزامات مؤتمر سيدر، وتحديدا تطبيق الإصلاحات المالية والهيكلية والقطاعية المطلوبة من قبل الدول والمنظمات الإقليمية والعالمية المانحة التي شاركت في المؤتمر. 

لذلك عمدت ​الحكومة اللبنانية​ الى وضع ورقة عمل تحت عنوان: "رؤية الحكومة اللبنانية للاستقرار والنمو وفرص العمل" قدمتها الى مؤتمر "سيدر" في 6 نيسان 2018، كما وضعت لهذه الغاية استراتيجية للنهوض الاقتصادي تقضي بدعم ​القطاعات الانتاجية​ ذات الاولوية وزيادة قدرة لبنان التصديرية."

وأضاف خوري في كلمة له ألقاها خلال مشاركته في "منتدى ​القطاع الخاص​ العربي" الذي عقد في بيروت "في هذا السياق لا بد من الاشارة الى ان إقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص في أيلول 2017 قد شكل نقطة تحول في المسار الاقتصادي للبنان، كونه وضع مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص على المسار التنفيذي الصحيح من خلال تحديد الاجراءات اللازمة لتنظيم عقود الشراكة وتنفيذها والتقاضي بشأنها الامر الذي من شأنه ان يؤمن الثقة لل​مستثمر​ين. وفي الاطار عينه تم التعاقد مع شركة "ماكينزي" حيث تم وضع مخطط حول: "هوية لبنان الاقتصادية والاجراءات الكفيلة بتحقيقها". الامر الذي من شأنه ان يوفر كافة المعطيات الاقتصادية لأي مستثمر محلي او اجنبي".

وتابع: "ان خلاصة ما توصلنا اليه في رؤية لبنان الاقتصادية هو:

مضاعفة التركيز على القطاعات المنتجة ذات القيمة المضافة العالية والتي ترتكز على المعرفة بدرجة كبيرة وتحدث أثرا مضاعفا ومرتفعا وتتسم بمستوى أعلى من المرونة، العمل على بناء رأس مال بشري متميز يلبي الاحتياجات الاقتصادية المستقبلية، ضمان حكومة فعالة وكفوءة تدعمها سياسات الانضباط الكلي أي المالي والنقدي، بناء اقتصاد مفتوح يقوم بشكل أساسي على تنمية القطاع الخارجي والتركيز على الصادرات. الامر الذي يحتاج لتحقيقه توفير بيئة أعمال وبنية تحتية تنافسية وهذا ما نصبو اليه من خلال تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر" الذي خلص الى:

1-تأمين ​قروض​ ميسرة لتمويل برنامج ​الانفاق​ الاستثماري الذي يضم حوالي 190 مشروع من أصل 250 مشروع مقدم من قبل الحكومة اللبنانية وهي تشمل مختلف قطاعات البنى التحتية مثل: النقل، ​المياه​ والري، الصرف الصحي، ​الكهرباء​، الاتصالات، ​النفايات الصلبة​، انشاء المناطق الصناعية، الخ ...

ولهذه الغاية تم تحديد مشاريع البنى التحتية المؤهلة للشراكة بين القطاعين العام والخاص والتي من ابرزها: 

أ- توسيع مطار رفيق الحريري الدولي 

ب- تأهيل وتوسيع مطار رينه معوض في محافظة عكار، 

ت- وانشاء الطريق السريع بين خلدة ونهر ابراهيم على طول 38 كلم منها 12 كلم انفاق، 

ث- انشاء مرفق جونيه السياحي، 

ج- وانشاء ​مرفأ​ جديد في صيدا، 

ح-انشاء سد في نهر البارد في شمال لبنان، وسد اخر في عين داره وسد وبحيرة مزرعة الشوف، 

خ-مشروعي معامل الزهراني وسلعاتا لتوليد الطاقة، 

د-وانشاء المركز الوطني للمعلومات National Data Center 

ذ-مشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة في ​طرابلس

بالإضافة لمشاريع عدة في الصرف الصحي ومعالجة النفايات الصلبة وتحويلها الى طاقة". 

وأردف: "يصل مجموع كلفة هذه المشاريع الى 6 مليار و578 ​مليون دولار اميركي​، وهذا الرقم كبير ولا بد للقطاع العام من اشراك القطاع الخاص و​المصارف​ والصناديق في التمويل مما سيساهم في رفع معدلات نمو لتلامس 6 - 7% سنويا، بعد ان تدنت الى حدود 1% في السنوات الأخيرة نتيجة للازمة السورية والتأثير السلبي للنزوح على الاقتصاد اللبناني.

لكن ايضا هناك ضرورة قصوى أن يترافق تنفيذ برنامج الانفاق الاستثماري بإصلاحات عديدة تكرس مبدأ الشفافية والحوكمة اللازمة لتعزيز ثقة المستثمرين ومساعدتهم على تفادي المخاطر التشغيلية في هذه المشاريع، وتوفير الحماية لهم. مع التأكيد أيضا على أهمية تعددية أدوات التمويل واقتراح تأسيس صناديق استثمارية لبنانية يجري تمويلها عبر أموال المغتربين اللبنانيين، ووضع هيكلية واضحة للمشاريع، بما يضمن تغطية تكاليف التشغيل وفصل الملكية عن التشغيل بما يضمن استمرار الخدمات، والعمل مستقبلا على توفير آليات واضحة لفك الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وجود قواعد واضحة لحل النزاعات. 

اخيرا ، سواء الثقة في نشاط الدولة التي تمثل ​القطاع العام​ التي يتوجب عليها العمل بسرعة على مجموعة مسائل اهمها:

1- ترشيق المالية العامة لاعادة الثقة للمستثمرين الاجانب والمحليين، 

2-ووضع التشريعات اللازمة لإنشاء الهيئات الناظمة للقطاعات، 

3- توصيف مهام المجالس التي قد تكون معنية بالشراكة وتحديد مسؤولياتها بشكل واضح منعا للازدواجية في العمل واتخاذ الاجراءات اللازمة لإلغاء المجالس والصناديق التي انتفى أي دور لها في الحياة الاقتصادية والتنموية الحالية. 

4-تمكين المجلس الاعلى للخصخصة والشراكة لكي يقوم بالدور المنصوص عليه في القانون. 

5-اقرار المراسيم التطبيقية لقانون تنظيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ولا بد من اعداد حملات توعية لتوضيح اهمية القانون وآلياته التنفيذية".