انسان طموح تنقل ما بين ​لبنان​ والخارج وتخصص في عالم الفيزياء حيث نال شهادة دكتوراه فيها من احدى الجامعات السويسرية. باحث علمي واستاذ جامعي ساهم بنشر الثقافة والعلم حول الطاقة المستدامة في كل البلدان التي عمل فيها من خلال دراساته وأبحاثه التي أضافت قيمة مهمة للعمل.

وفي نقلة نوعية، قرر ان يترك عالم الابحاث العلمية والجامعات الى عالم الشركات والاعمال حيث أسّس شركة تعنى بنشر الوعي والارشاد حول استخدام ​الطاقة الشمسية​ والطاقة المستدامة وكل ما له علاقة بالبيئة وبكل ما يحافظ على سلامة المجتمعات. كما ساهم بتأسيس جمعية في لبنان تعنى بهذا الموضوع.

وللاضاءة على مسيرته المهنية المميزة، كان لـ"الاقتصاد" مقابلة مع مؤسس وصاحب شركة "ايدامة" (Eedama) ومؤسس جمعية "جبال" في لبنان أنسي الضعيف.

- ما هي ابرز المحطات التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية والدراسية؟

تلقيت دروسي الابتدائية والتكميلية والثانوية متنقلاً بين مدارس في لبنان و​فرنسا​، ثم تخصّصت في مجال الفيزياء حيث حصلت على شهادة دكتوراه من جامعة "École polytechnique fédérale de Lausanne" (EPFL) في ​سويسرا​ وتخرّجت في العام 2007، وبدأت بعدها التعليم في جامعات والعمل في مراكز أبحاث حكومية أو شبه حكومية عدّة حيث أمضيت لعامين ونصف العام في فرنسا وعملت بمجال nanotechnologie اي تطبيق الطاقة الشمسية. وفي العام 2010، سافرت الى ​بلجيكا​ حيث عملت في المجال ذاته ولكن ب​مختبر​ أكبر وذا امكانيات أكثر كما انني درّست في جامعة نامور الواقعة بجنوب البلاد. بعد مرحلة العيش في بلجيكا، قررت ان اواجه تحدياً اكبر وانتقلت الى قطر حيث عملت في "معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة" التابع لـ"مؤسسة قطر" في الدوحة وساهمت هناك بتأسيس مختبر عن الطاقة الشمسية، وبقيت لمدة سنة ونصف السنة في ذلك البلد. بعد ذلك، قررت ان اواجه تحدياً اكبر من ذلك وان اساهم بمهاراتي العلمية في تقدّم المجتمع من خلال تأسيسي لشركة "ايدامة"  (Eedama) وقد أتتني فكرة الاسم من كلمة "استدام" واستخدامها بشكل فعّال على أرض الواقع من خلال التوعية والارشاد حول ضرورة استخدام الطاقة الشمسية المستدامة بين الناس. وتوجهت الى ​الامارات​ حيث أسّست الشركة في مدينة "مصدر" بأبوظبي حيث بدأت بتنظيم نشاطات تربوية مع المدارس وذلك لتدريب الاساتذة حول ادخال الطاقة الشمسية والطاقة المستدامة وكل ما يساعد على التخفيف عن البيئة في المناهج الدراسية وقد اجتمعنا بعدد كبير من الطلاب في الامارات ولبنان، من خلال فرع الشركة في بيروت، عبر اقامة ورش عمل توعوية وارشادية حول اهمية استخدام الطاقة الشمسية في حياتنا. كما بدأنا منذ 6 اشهر بتقديم خدمات للشركات اللبنانية والاماراتية حول هذا المجال مع الموظفين والمدراء. ومنذ سنة تقريباً، قمت بتأسيس جمعية "جبال" في لبنان، وهي جمعية من أجل العدالة البيئية الاجتماعية، والهدف منها هو استخدامي مع ​زملاء​ لي مهاراتنا في مجال البيئة و​الطاقة المتجددة​.

- ما هي ابرز الصعوبات التي واجهتك خلال مسيرتك المهنية؟

من ابرز الصعوبات التي واجهتها في مسيرتي المهنية هي كيفية تأسيسي لشركة "ايدامة" وانا انسان حاصل على دكتوراه في الفيزياء واستاذ جامعي وباحث علمي وبعيد كل البعد عن فكرة الشركات وعملها وادارتها، وان استمرار هذه الشركة في عملها حتى اليوم هي بالنسبة لي من العجائب، وذلك من خلال وضع ​خطة عمل​ واضحة، وتقديم رخصة تجارية، موضوع ​التوظيف​ و​الموارد البشرية​، وتقديم ميزانية مالية للعام التالي كلها صعوبات واجهتها حتى اليوم. وان الانتقال النوعي من عالم الاكاديمية الى عالم تأسيس الشركات كان صعباً عليي.

- ما هي الصفات التي تتمتع بها شخصيتك وساعدتك على تخطي هذه الصعوبات؟

انا انسان عنيد في شخصيتي ومقتنع بالمهمات التي اقوم بها وبالهدف الذي وضعته في حياتي واعمل عليه وهو المساهمة بتغيير المجتمع وتصرفاته ونظرتنا اليه، وان الفرح ليس مرتبطا بجهاز "آيباد" بل بلحظات نعيشها مع الذين نحبهم وان الانسان ليس ملزماً عليه ان يفرغ الارض من ثرواتها الطبيعية كي يعيش فرحاً في حياته.

- ما هي خططك المستقبلية؟

الخطة الاساسية هي ان يصبح كل من الشركة والجمعية استمرارية مالية وفي الوقت نفسه أن تقوما بمهمتهما على أكمل وجه. وأطمح بأن كل مدرسة او شركة أومؤسسة ترغب بأن تصبح صديقة للبيئة تقوم بالاتصال بنا لمساعدتها على ذلك.

- كيف تجد العمل في هذا المجال واين الافضل في لبنان او الامارات؟

درجة الوعي لدى الناس في لبنان أكبر بكثير من درجة الوعي لدى الناس في الامارات ولكن الفعل اقل وخاصة انك تجد عبارة "شو واقفة عليي" على لسان كل شخص لا يرغب بتطبيق نظام الطاقة الشمسية وهذا مؤشر عن تخلي اللبناني عن امكانية التقدم  في هذا المجال. وهذه صعوبة كبيرة جدا في لبنان رغم كل المبادرات من قبل الدولة والبلديات والجمعيات في هذا المجال. أما الوضع في الامارات فيختلف الامر لان الدولة ممسكة بزمام الامور وتنظم هذا القطاع بشكل جيد الا ان حالة الوعي لدى الناس قليلة جداً.

- ما هي نصيحتك للشباب اللبناني في ظل الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها بلدهم؟

علينا ان نلغي جملتي "الوضع في البلد تعبان" و"مش واقفة عليي" من حياتنا وعلى الشباب ان يزيلوا الكآبة من حياتهم وأن يؤسّسوا لشركات من خلال ​ريادة​ الاعمال وهناك امكانيات كثيرة لديهم.