الإصرار، الشفافية، الصدق، صفات اجتمعت في سيدة ​لبنان​ية تحمل راية النجاح. فقد تميزت في الكثير من المجالات، وذلك من خلال أعمالها ونشاطاتها المتعددة.

لم ترث الثروة والمناصب والعلم، بل اكتسبت إنجازاتها عن جدارة، وحققت التقدم بجهدها واجتهادها. ومن هنا، برز طموحها اللامحدود وهمّتها العالية، وإرادتها الصلبة في السير نحو كل ما هو جديد ومفيد.

كان لـ"الاقتصاد" مقابلة خاصة مع خبيرة الإتيكيت ومديرة "مركز باسل الأسد الثقافي" في صور، شاهيناز قهوجي، للتعرف اليها والى المراحل التي مرّت بها خلال مسيرتها المهنية، بالاضافة الى النصيحة التي تقدمها الى المرأة.

من هي شاهيناز قهوجي؟

حصلت على إجازة في الحقوق، ومن ثم عملت لسنتين في "Lebanese Canadian Bank" في لبنان، قبل الانتقال الى ​الامارات​، حيث عشت وعملت لمدة 10 سنوات في "بنك BLC" و"BLOM" في ​دبي​.

بعدها، كبرت عائلتي وتوسعت مسؤولياتي بعد أن أنجبت ثلاث أولاد، لكن عزيمتي لم تتراجع أبدا، فتخصصت في مجال تنظيم المعارض والمؤتمرات، وتعاونت مع حكومة الشارقة في معرض ال​كتاب​ لمدة سنتين كمديرة للمشروع.

في تلك الفترة، بدأت بالكتابة حول مواضيع متعلقة بالإتيكيت، كما اهتميت ب​البروتوكول​. وفي العام 2014، نشرت كتابي الأول دبي، الذي حمل اسم "الإتيكيت بمفهوم شرقي"، من ثم وقعته في لبنان.

ومن هنا، شرعت في إعطاء المحاضرات، كما قمت بإعداد وتقديم برنامج إذاعي حول الإتيكيت.

في العام 2015، عدت الى لبنان حيث استقريت مع عائلتي، وكنت أدرّس مادة الإتيكيت في مدارس صور. أما في 2016، فقمت بما يسمى بـ"Training of Trainers – TOT"، أي تدريب المدربين، وأصبحت مدربة معتمدة من "الأكاديمية الدولية لبناء القدرات"، "IABC".

في بداية العام 2018، تم تعييني مديرة لـ"مركز باسل الأسد الثقافي" في مدينة صور، مع العلم أنني لم أتقدم بأي طلب من أجل الحصول على هذا المنصب، بل إن علاقاتي مع الناس وثقة محيطي بقدراتي، دفعت بالمعنيين الى تعييني في المركز.

وهذا المركز يهتم بكل النواحي الثقافية في المدينة؛ من معارض، ومؤتمرات، واحتفالات، كما يضم مسرحا يستضيف أهم الفرق والحفلات في المنطقة، ومكتبة عامة.

وقد عملت على تنشيط هذا المركز وتطويره من خلال معارفي، كما استفدت من علاقتي المتينة ببلدية صور، بسبب دوري كعضو في لجنة البروتوكول ولجنة التربية، من أجل الدفع بالمركز الى الأمام.

أخبرينا أكثر عن الكتابين اللذين نشرتهما الى حد اليوم؟

نشرت أولا كتاب "الإتيكيت بمفهوم شرقي"، والذي اهتم بالإتيكيت الخاصة بنا كشرقيين، وقمت بمقارنة الاتيكيت الشرقي والاتيكيت الغربي.

ومؤخرا، وقعت كتابي الثاني في معرض الكتاب، باسم "بروتوكولات مدينة". وهو يشكل نوعا جديدا من الكتب، اذ ابتعدت فيه عن الشعر والرواية والمادة. وبسبب حبي لمدينتي صور، تطرقت في الكتاب الى هذه المدينة، والى علاقتها بالبروتوكول.

ما هي التحديات التي تواجهك خلال العمل في لبنان؟

التحدي الأول يكمن في مفهوم "الذكورية"، اذ يؤسفني ويؤلمني أننا لا زلنا في العام 2019، نتعامل بذكورية.

فالبعض يعتقدون أن المرأة ضعيفة، كما أن الرجل يهمشها أحيانا، ويتعامل معها بطريقة لا يتجرأ أن يتعامل بها مع رجل آخر.

لكنني لا أسمح لأحد بالاستخفاف بقدراتي، لأنني اكتسبت خبرات طويلة ومهارات متعددة منذ العام 2002 والى حد اليوم.

أما التحدي الثاني، فيتمثل في بعض الأشخاص المزعجين الذين لا يقدرون غيرهم، ويعتقدون أنهم على دراية بالأمور كافة.

ما هو طموحك المستقبلي؟

عندما نتكلم عن الطموح ونحدده سنحدّه، كما سنحدّ أنفسنا أيضا، ونضع سقفا معينا لنا ولحياتنا ومستقبلنا.

فأنا أسير في وجهتي يوما بعد يوم بالعزيمة ذاتها، والإرادة ذاتها، والوتيرة ذاتها من العمل والعطاء، ولا أعلم أين سأتواجد غدا!

ومثلما وصلت الى ما أنا عليه اليوم من خلال عطاءاتي، سأصل حتما الى مكان أكثر تقدما لكي أكمل هذا العطاء؛ وذلك لأنني أعمل من كل قلبي وبنيّة صافية.

ما هي الصفات التي ساعدتك على التقدم والنجاح؟

أهم الصفات هي التواضع وروح التعاون، فأنا لست رئيسة أو مديرة بل قائدة، ولحسن الحظ أتحلى بصفات القائد.

فالمدير لا ينجح دائما، في حين أن القائد لا يسقط أبدا، بل يساعد فريقه ويسانده ويقدم له كل الدعم اللازم.

وباعتراف كل الأشخاص الموجودين من حولي، فأنا أتحلى بروح القيادة الصحيحة والصدق والشفافية والأمانة.

هل تشعرين بالتقصير تجاه الحياة الخاصة والعائلية بسبب أعمالك الكثيرة؟

أشعر ببعض التقصير تجاه نفسي، وذلك لأنني أعمل كل بجهد كي لا أقصر تجاه عائلتي وعملي أيضا.

كما أن وجود زوجي خارج البلاد في معظم الأوقات، يساعدني من هذه الناحية أيضا.

كيف تقيمين دور زوجك في مسيرتك؟

لولا دعم زوجي لي، لما تمكنت من الوصول الى ما أنا عليه اليوم. ولكن من وقت الى آخر قد أنشغل بسبب العمل، وقد يشعر بالانزعاج من هذا الأمر، لكنه لم يعرقل يوما مسيرتي، بل لطالما شكل الدعم الأكبر بالنسبة لي؛ فهو يرى نجاحي ويقدره ويسير الى جانبي.

نصيحة الى المرأة.

اذا لم تمتلك المرأة إرادة قوية في داخلها لكي تكون ذات شأن، فلن تصل أبدا الى مستوى النجاح المطلوب.

ومن هنا، أنصح ​المرأة اللبنانية​ أن تجتهد وتثابر، ولا تفرق بين الصبي والفتاة عندما تصبح أما. وما لم تتمكن من تحقيقه بنفسها، عليها أن تحاول مساعدة ابنتها على الوصول اليه.