نقدم اليوم مثالا لشاب قاده إبداعه إلى إطلاق تصاميم فريدة من نوعها. اذ تمكن بأفكاره المبتكرة والعملية، من صياغة قصة نجاحه، ونقش اسمه على لائحة النجاح والتميز. كما استطاع أن يصنع لنفسه مكانة في السوق المحلية والعالمية أيضا، من خلال المواظبة على تحقيق هدفه الكبير الذي يسير اليه ويقترب منه يوما بعد يوم. فهو يبحث دائما عن كل جديد، ليكون السباق في الإبداع.

هو شخص موهوب، وهذه الموهبة التي يصقلها وينميها على الدوام، هي أمانة ذات قيمة متميزة بالفعل، وهي قدرة بشرية طبيعية وطاقة متجددة ومتطورة يفجرها في كل فكرة يقدمها.

كان لـ"الاقتصاد" هذه المقابلة الحصرية مع مؤسس "Nayef Francis Design Studio"، نايف فرنسيس:

من هو نايف فرنسيس؟ وكيف قررت تأسيس الاستوديو الخاص بك؟

حصلت على إجازة في الهندسة الداخلية من "​جامعة الروح القدس​ – الكسليك"، "USEK" في نهاية العام 2001، وتوجهت بعدها الى ​دبي​ حيث عملت في وظائف مختلفة، قبل افتتاح مكتبي الخاص.

وفي العام 2009، عدت الى ​لبنان​ وقررت البقاء في بلدي الأم، فأسست منذ حوالي سبع سنوات، استوديو ​التصميم​ "Nayef Francis Design Studio" الموجود في بيروت، وقد بدأنا بتصميم الأثاث منذ العام 2012.

ما الذي يميز تصاميمك عن غيرها؟

هناك عدد كبير من المصممين المحليين والعالميين، ولكن في استوديو نايف فرنسيس نفكر بكيفية إعطاء المنتج هوية إضافية ودور فعال، لكي يصبح عمليا أكثر، من ناحية الاستخدام والمزايا والفوائد.

فنحن نسعى الى أن يتأمل الناس بمنتجاتنا، ويفكرون بها، بعد أن يتعرفوا عليها.

كما أن تصاميمنا مميزة، غير تقليدية، ومرنة، ويمكن زيادة إضافات عليها، كالرفوف على سبيل المثال.

هل أن منتجات "Nayef Francis" متوفرة للميزانيات كافة؟

أسعار هذا النوع من المنتجات تكون بالعادة أعلى من تلك العادية. ولكن رغم ذلك، تبقى أسعار تصاميمنا مقبولة بالمقارنة مع ​العلامات التجارية العالمية​؛ فنحن أكثر توجها نحو التصميم، كما أن ميزانية منتجاتنا تسجل مستويات أدنى منها بـ20% أو 30%.

هل هناك إقبال على منتجاتكم؟ وهل الطلب عليها موجود في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها البلاد؟

الطلبيات موجودة بشكل يومي، وذلك لأن تصاميمنا ذات جودة عالية وبأسعار مقبولة.

ما هي الصفات التي أسهمت في تقدمك المهني؟

لكي ينجح أي رائد أعمال في المفهوم الذي يقدمه، في أي مجال كان، يجب أن يتحلى بالرؤية والشغف والعزم. وهذه العوامل الثلاثة مهمة للغاية من أجل إنجاح أي مشروع تجاري.

فاذا تجرد الانسان من الشغف، سوف يشعر بالملل بعد فترة من الزمن، واذا لم يتحلى بالإصرار، لن يتمكن أبدا من الصمود؛ فالتقلبات موجودة في أي عمل، وخاصة في مجال ​الشركات الناشئة​، وبالتالي لن ينجح الانسان في الوصول الى مستوى معين من النجاح يتيح للشركة أن تسيّر ذاتها بسلاسة، الا اذا تسلّح بالإصرار.

فالعزم والشغف مرتبطان بالرؤية، وبما يتمناه الانسان لنفسه في المستقبل.

هل نجحت في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الخاصة؟

يجب أن يتحلى الانسان بالانضباط في مختلف جوانب حياته، ولكن مشكلة أي رائد أعمال تكمن في أنه يستيقظ مع مشروعه وينام أيضا مع مشروعه، وبالتالي فإن تفكيره الدائم يكون في العمل، لأن المسؤولية الكاملة تقع على عاتقه؛ ومن هنا يعيش كل يوم، تحديا جديدا.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟ هل تطمح للتوسع الى خارج لبنان؟

نعم بالطبع، أفكر دائما بالتوسع الى الخارج، مع العلم أننا في الوقت الحاضر نشحن منتجاتنا الى ​الولايات المتحدة​ وأوروبا. ولكن يهمنا توسيع نطاق العمل من ناحية المبيعات.

كما نحاول العمل على إطلاق علامة تجارية بأسعار بمتناول الجميع، وذات جودة عالية وتصاميم مميز.

والجدير ذكره أن كلفة الشحن أساسية، وتستحوذ على 30% من سعر المنتج. وفي الكثير من الأحيان، يتردد الزبائن في طلب أي منتج بسبب هذه الكلفة المرتفعة. ولهذا السبب، نسعى قدر الإمكان، الى تسهيل عملية نقل الأغراض، كي لا تتعرض للتلف وتصل الى الزبون سليمة من جهة، ولكي نخفض كلفة الشحن من خلال إنتاج قطع قابلة للفك والتركيب، ما يجعل الطرود أصغر حجما وأسهل في النقل.

ومن هنا، نعمل على تخفيض كلفة الشحن الى حوالي 10% لكي نتمكن من رفع نسبة مبيعاتنا.

هل حصلت على الدعم من محيطك خلال مسيرتك المهنية؟

تلقيت الدعم من والدتي، وشقيقتي لينا، وأخواي روجيه وأندريه، بالاضافة الى أصدقائي.

فقد توفي والدي حين كنا بعمر صغير، وبالتالي ساعدنا بعضنا البعض ووقفنا الى جانب بعضنا البعض على الدوام. وعندما أواجه أي تقصير معنوي أو مادي، أجد عائلتي الى جانبي لتقديم كل التشجيع اللازم.

فلكي يصمد الانسان في هذه الحياة، يجب أن يكون محاطا بعائلته وأصدقائه؛ وهذا الدعم الوحيد الذي حصلت عليه، وهو برأيي الأهم!

هل تستعين بمواقع التواصل الاجتماعي من أجل التسويق للتصاميم؟

بدأنا مؤخرا بتكثيف نشاطاتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن في بداية الطريق، لم نركز عليها، لأن المنتجات كانت ​تسوق​ لذاتها.

نصيحة الى جيل ​الشباب​.

اذا تحلى الشخص بالرؤية، عليه البحث أولا عن خدمة أو منتج متخصص (niche)، يتيح له التميز عن غيره.

ولكن الأهم أن يعمل بنزاهة وحيوية وقناعة، ويكون صادقا مع نفسه، ومع مشروعه أيضا.

من جهة أخرى، على الشخص أن يولي أهمية كبيرة الى عامل التركيز، فالجيل الجديد مشتت الأفكار في بعض الأحيان، ويتلهى بأمور كثيرة. كما أن الخيارات الموجودة أمامه كثيرة، ولديه إمكانية وسهولة في الوصول الى كل ما يريده؛ وبالتالي ينشغلون عن طموحاتهم ومستقبلهم بالبدع التسويقية.