مهما كانت الحالة الاقتصادية التي يمر ​لبنان​، و مهما واجه اللبناني من مشاكل مادية، تبقى سهرة رأس السنة بعيدة عن ما اذا كانت "الجيبة" كفيلة بتسديد المصاريف التي تتكبدها تلك الليلة.

يبحث اللبنانيون، كلّ حسب قدرته على قضاء الليلة الاخيرة من السنة بطريقة مميزة، آملين ان تحمل السنة الجديدة بداية جميلة و بحبوحة.

خيارات السهر في ليلة رأس السنة كثيرة و عديدة، الكثير من اللبنانيين يفضلون تمضيتها في منزل العائلة مع الاصحاب و الاقارب، و آخرون يعتقدون ان تلك الليلة خاصة و مميزة وكلما كانت سهرتهم اجمل كلما حملت لهم السنة الجديدة الكثير من الفرح الصحة والحب، فيتهافتون لحجز أماكنهم في صالات الحفلات و النوادي الليلية.

المعروف في هذه الليلة ان ​اسعار​ التذاكر تكون مرتفعة اكثر منها في في الليالي العادية، ورغم تأكيد بعض اصحاب الاختصاص على ان اسعار التذاكر لم تشهد ارتفاعاً ملحوظاً هذه السنة مقارنةً مع السنوات الاخيرة الماضية. الا ان السؤال عن اسعار التذاكر اظهر تفاوتها بين 130 دولار اميركي في المطاعم والمقاهي العادية، لتصل ال 1000 دولار اميركي في ​الفنادق​ الفخمة، اي ما يعتقده البعض ان تلك الحفلات بحاجة الى قرض لتأمين ذلك المبلغ الباهظ.

وبسؤال لـ"الاقتصاد" عن اسعار التذاكر للفنادق الفخمة و الـ"5 Stars"، تبين انها تتراوح بين 350 دولار اميركي و 1000 دولال اميركي للشخص الواحد، وذلك بحسب المكان والخدمات و ما اذا كانت في مقاعد الـ VIP ام لا.

وبعد الاستفسار عن السبب وراء الاسعار الباهظة، اجاب المسؤول عن ال​حجوزات​ في احد الفنادق ان السبب الاكبر هو استقبال فنانين " Class A" و نوع الطعام والمشروب المقدم خلال السهرة، كما اشار الى ان الكثير من الاشخاص من الطبقة الغنية او ذوي الدخل المرتفع، يعتبرون ان مثل هذه الحفلات بأسعارها الباهظة لا تستقبل سوى تلك الطبقة لذلك يفضلون قضاء الليلة هناك، اي كما اشار حرفياً "نوع من الـ"بريستيج".

اكد ايضاً المسؤولون عن الحجوزات في معظم الفنادق والملاهي في لبنان ان حجوزات ليلة رأس السنة اصبحت شبه مكتملة، الا ان حجوزات هذه السنة لم تكن مسبقة كما كانت في السنوات الاخيرة الماضية، بل حصلت في الايام الاخيرة لحصول الزبائن على افضل العروض والاسعار.

بالمقارنة بين الحد الادنى للاجور مع اسعار الحفلات في ليلة رأس السنة لهذا العام، ظهر انه لا يمكن لّلبناني ان يختار المكان الذي سيستمتع فيه لاستقبال العام الجديد، وذلك لعدة اسباب، اولها الوضع المادي، اشارة الى ان الحد الادنى للاجور لا يزال 675.000 ليرة لبنانية، اي لا يكفي لتسديد تكلفة الحجز في الفنادق الفخمة، يبقى اذا على ذوي الدخل المنخفض او المتوسط ملازمة منازلهم والاحتفاء مع العائلة، وان امكن في المقاهي التي باتت تعتبر مخصصة لتلك الطبقات.

ونظراً الى الغلاء الحاصل في الاسواق وانخفاض القدرة الشرائية للمواطن اللبناني، اعتبر البعض في استطلاع رأي اجرته "الاقتصاد" انهم من الطبقة التي تستطيع تمضية السهرة امام شاشاة التلفاز ومشاهدة البرامج فقط باعتبارها الوحيدة التي تناسب "الجيبة الفاضية".

كما اشار البعض انهم اذا استطاعوا الاحتفال في المطاعم والفنادق، ستبدأ السنة الجديدة بـ"الدَيْن" و سيكملون الشهر "بلا أكل وشرب".

كانت خلاصة الاجابة للكثير من الاشخاص عن تحضيراتهم لليوم الاخير من السنة، وعن ما اذا كانوا متفائلين بالعام الجديد انه في ظل هذا الوضع الاقتصادي الكارثي باتت ليلة رأس السنة "للأغنياء فقط".