زار رئيس مجلس الادارة المدير العام للمؤسسة العامة لتشجيع الإستثمارات في ​لبنان​ "​إيدال​" المهندس نبيل عيتاني غرفة ​طرابلس​ ولبنان الشمالي، حيث التقى رئيس مجلس ادارتها ​توفيق دبوسي​ الذي قال: "حين نلتقي الرئيس عيتاني ونطرح معه مختلف مشاريعنا الإستثمارية الكبرى نلمس لديه دائما توجها إيجابيا يضيء من خلال موقعه المحوري ومواقفه العلمية المدروسة عبر الأرقام ودقتها على نقاط القوة، وان مسيرته تتصف بأعلى درجاتها بحس وطني ومسؤولية عليا، مما يدفعنا الى عرض مختلف المشاريع كشركاء حقيقيين".

وكشف دبوسي عن المشاريع الاستثمارية الجاذبة "من طرابلس الكبرى التي تمتد من منطقة البترون الى أقاصي الحدود الشمالية في محافظة عكار، وكذلك المرتكزات التي تعتمد عليها مبادرة اعتمادية "طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية" التي ينبثق منها مشروع إستثماري إستراتيجي هو بمثابة منطقة إقتصادية شاملة تحتضن مشروع توسعة مرفأ طرابلس من الميناء مرورا بمنطقة باب التبانة، البداوي، دير عمار، المنية، العبدة، وصولا الى منطقة القليعات، والذي يمتد على طول الشريط الساحلي بـ23 كلم ويحتضن بدوره مجموعة مشاريع تخصصية بوظائف متعددة منها حوض جاف لاصلاح السفن ومشاريع تنسجم مع الطاقة من غاز ونفط وخلافها ومراكز للتخزين ومناطق صناعية ويتيح المجال أمام إستفادة المنطقة الإقتصادية الخاصة من ملايين الأمتار المربعة وإنتشالها من البيئة الموجودة فيها حاليا لأنها غير صالحة لجذب مختلف أنواع الاستثمارات، وكذلك توسعة مطار القليعات البحر من خلال إستملاك حوالى 7 ملايين متر مربع من الاراضي المحيطة به ويمنع اقامة مشاريع سكنية عليها لتبلغ مساحته الإجمالية حوالي 10 ملايين متر مربع وإنشاء مدارج له بإتجاه البحر، ويلحظ المشروع ادوارا لكل من سكة الحديد والمصفاة، وهو مشروع ينسجم تمام الإنسجام مع البيئة البحرية ومناخاتها ويوفر آلاف فرص العمل للأيدي العاملة الشابة ويقطع الطريق امام مظاهر البؤس والتسيب والتفلت والعنفية، وقد لاقى القبول والإهتمام الإستثنائي من السفير الصيني وسفيرة الولايات المتحدة المعتمدين في لبنان وبشكل كبير من دولة الرئيس تمام سلام الذي زار غرفة طرابلس مؤخرا وإعتبر المشروع بابعاده الشاملة بمثابة منطقة إقتصادية كبرى، مؤكدا انه، وهو البيروتي، لا يخشى التنافس بين مرفأي طرابلس وبيروت".

ثم تم عرض مختلف المشاريع التي تشهدها ورشة تطوير وتحديث بنية غرفة طرابلس ولبنان الشمالي التي تنسجم مع توجهات الاقتصاد المعاصر من مبنى التنمية المستدامة الى مركز اقتصاد المعرفة الى التطور في مسيرة حاضنة الأعمال (بيات) الى مركز التطوير الصناعي وأبحاث الغذاء (إدراك) الذي يحتضن بدوره المراكز المتخصصة هي الأولى من نوعها على مستوى لبنان، وهي مركز تذوق زيت الزيتون ومركز تجميع العسل ومركز تجفيف الفاكهة والخضار.

ثم جال عيتاني على مختلف مشاريع الغرفة وإطلع على مسيرة التحديث التطوير التي تشهدها، وقال: "إنني أتوجه بتهنئة لبنان على هذا النشاط الموجود في غرفة طرابلس ولبنان الشمالي وعلى هذا الدخول عالم الاقتصاد المعاصر وتبيان حاجة المناطق الى تطوير اقتصاداتها لا سيما الصناعية منها على أساس الرؤية العلمية والإقتصادية التي من خلالها يتم إختراق السلع للأسواق وبالتالي هذا الدور المميز الذي تقوم به مختبرات مراقبة الجودة وكذلك الدور الذي تقوم به حاضنة الأعمال (بيات) التي تحتضن كل الأفكار الجديدة والمبدعة وتحويل امكانات المناطق المحيطة الى فرص عمل وهذه مسألة حيوية اجدد تهنئتي للبنان ولهم ولطرابلس على هذه الجهود وادعو الى الوقوف على أهمية هذه المشاريع الجديدة التي تجري في غرفة طرابلس التي تتلاقى مع اهداف (إيدال) في تشجيع الاستثمارات في لبنان والتي تعمل عليها غرفة طرابلس عليها في ظل الظروف الحالية التي يمر بها لبنان وفي ظل هذا الضغط على اقتصاد المنطقة لأن المنطقة معرض إقتصادها بشكل كامل لكل أنواع الضغوطات مما يلزمنا بالالتفات الى تشجيع عمليات الابتكار والإبداع وعملية ريادة الأعمال وهي النقطة الاساس التي تعمل عليها بشكل محوري المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات (إيدال) لتواجه فيها ثلاثة محاور أساسية هي توفير فرص العمل بسبب الضغط على لبنان وعلى قدراته في توفير فرص العمل الجديدة وخاصة للشباب المتعلم والتشجيع على دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على الشكل الذي شاهدته في غرفة طرابلس، والمحور الثالث هو مواجهة الفجوات الناجمة عن البؤس والعوز وخلافها والتي تزداد وتتفاقم يوما بعد يوم في لبنان بسبب تراجع النمو وتراجع قدرات القطاعات الإقتصادية على النمو أيضا، وهذا يدفعنا الى أن نساعد الشباب على أن يكون لهم أعمال خاصة بهم بدلا من أن نقول لهم إذهبوا وفتشوا عن عمل".

وأضاف: "من الضروري العمل على إشراك كل المناطق في النمو عبر ريادة الأعمال وتشجيع شبابها في الإنخراط في العملية الإقتصادية لنحقق النمو الزائد ونساهم في الحد من ظاهرة الهجرة وترك الإمكانيات التي تمتلكها المناطق وانا على بينة منها وان نعمل على تهيئة الظروف المساعدة على تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي من خلال ما تقوم به غرفة طرابلس ومساندة مبادراتها في التنمية المستدامة لتصل الى خواتيمها الإيجابية معلنين عن إستعدادنا الكامل للشراكة والتعاون لدراسة مختلف المشاريع الإستثمارية من مختلف جوانبها لا سيما أنني إستمعت الى الشروحات المعمقة المتعلقة بها وهي تنم عن امكانات وطاقات تتمتع بقابلية هائلة للإستثمار والتي تبرز كافة المقومات الإقتصادية التي تمتلكه طرابلس ومناطق الشمال".

وختم عيتاني: "لكل هذه الوقائع أهنئ الرئيس دبوسي على كل هذه الحركة وعلى الرؤية الثاقبة التي يقارب بها كل الأمور الإقتصادية والإستثمارية لا سيما التنمية المستدامة التي تجعلني أضيء على الرباط مع المبادىء 17 للتنمية المستدامة التي تنادي بها الأمم المتحدة، وأهنئ الصديق العزيز الرئيس توفيق دبوسي مرة أخرى على مسيرته الرائدة والمميزة التي نرى فيها اشياء جديدة، ونتمنى لطرابلس وغرفتها دوام التقدم والتألق والازدهار".